ما اعطاه من الماء:اعلم انه حيث منع من الماء الذي له فيه حق الشرب كسائر الناس قد اعطاه الله تعالى من الميـاه اربعة انواع:
الاول: الكوثر جعله حقا له لعطشه وعطش شهدائه، ارواهم منه في الطف حين وقوعهم على الارض، بل قبل خروج ارواحهم كما في رواية عليا الاكبر عليه السلام حين وقع طريحا: يا أبت هذا جدي (ص) قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبدا "
وجعله حقا لمن بكى عليه يرويه منه يوم العطش الاكبر، كما في رواية مسمع، وهذا في كثير من الاعمال الحسنة، لكن خصوصية الحسين (ع) ان الكوثر ليفرح بشرب الباكي عليه منه.
الثاني: ماء الحيوان في الجنان يمزج بدموع الباكين عليه فيزيد عذوبته كما في الرواية المعتبرة.
الثالث: ماء الدموع جعله الله تعالى له، فانه صريع الدمعة، وانه قتيل العبرة، فهو على اثر سمه، وعلى اثر ما هو باسمه، وعلى ذكر مصيبته، وعلى اثر نظره، وعلى اثر شم تربته، كما ذكر تفصيل ذلك في الفصول السابقة.
الرابع: كل ماء بارد عذب يشربه احبته، فإن للحسين عليه السلام فيه حق الذكر
فإنه عليه السلام قال:
فأولا: انه منع عن حقوق اربعة في الماء:
الاول: من حيث الاشتراك مع الناس في حق الماء: فان الناس كلهم في الماء والكلأ، ولا جاز الشرب من الانهار المملوكة وان لم يأذن المالك، بل لعل من ذلك استحباب سقي الكفار، اذا كانوا عطاشى،كما في رواية مصادف عن الصادق (ع) في طريق مكة.
الثاني: من حيث الاشتراك مع ذوات الارواح في حق الماء، فإن لكل ذات روح حقا فيه، ولذا يلزم التيمم مع الخوف من العطش على الحيوانات المملوكة وغيرها.
الثالث: من حيث ثبوت حق السقي له (ع) على اهل الكوفة بالخصوص، فإنه قد سقاهم ثلاث مرات: في الكوفة مرة حين الجدب، وفي صفين تارة، وفي القادسية تارة حين الملاقاة مع عسكر الحر.
والتفصيل في كتاب المراثي.
الرابع: من حيث ثبوت حق له (ع) في الفرات بخصوصه، فإنه من نحلة الله تعالى لفاطمة الزهراء عليها السلام، حين تزويجها بعلي عليه السلام.
فلم يرعوا واحدا من هذه الحقوق، حتى سألهم عن ذلك قطرة لطفله وأراهم الطفل يتلظى في الرمضاء فلم يرحموه.
ثم سألهم ذلك لنفسه فلم يعطوه، ومات عطشان ومن معه صلوات الله تعالى عليهم وعلى شيعتهم الصادقون اصحاب الايمان المستقر لا المستودع.
وثانيا: ان عطشه عليه السلام قد اثر في اربعة اعضاء، فالشفة ذابلة من حر الظمأ، والكبد مفتت لعدم الماء، كما قال هو صلوات الله عليه حين كان واقفا وقد يئس من حياته بحيث علِم انهم يعلمون انه لا يعيش بعد ذلك فأظهر عطشه وقال (ع) " الان اسقوني قطرة من الماء فقد تفتت كبدي من الظمأ "،، واللسان مجروح من شدة اللوك، آه واإماماه وامظلوماه، وهو قد جاء في الحديث.
والعين مظلمة من العطش كما في حديث جبرئيل لادم عليهما السلام في بحار الانوار 44: 244, ولو تراه يا آدم وهو
يقول:
" واعطشـاه"، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان، فقد اعطي الماء لاجل كل عضو قد اثر العطش فيه، فلا يبخل عليه بالماء الذي هو بأيدينا:
الاول: الكوثر جعله حقا له لعطشه وعطش شهدائه، ارواهم منه في الطف حين وقوعهم على الارض، بل قبل خروج ارواحهم كما في رواية عليا الاكبر عليه السلام حين وقع طريحا: يا أبت هذا جدي (ص) قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبدا "
وجعله حقا لمن بكى عليه يرويه منه يوم العطش الاكبر، كما في رواية مسمع، وهذا في كثير من الاعمال الحسنة، لكن خصوصية الحسين (ع) ان الكوثر ليفرح بشرب الباكي عليه منه.
الثاني: ماء الحيوان في الجنان يمزج بدموع الباكين عليه فيزيد عذوبته كما في الرواية المعتبرة.
الثالث: ماء الدموع جعله الله تعالى له، فانه صريع الدمعة، وانه قتيل العبرة، فهو على اثر سمه، وعلى اثر ما هو باسمه، وعلى ذكر مصيبته، وعلى اثر نظره، وعلى اثر شم تربته، كما ذكر تفصيل ذلك في الفصول السابقة.
الرابع: كل ماء بارد عذب يشربه احبته، فإن للحسين عليه السلام فيه حق الذكر
فإنه عليه السلام قال:
* شيعتي شيعتي ما إن شربتم عذب مـاء فاذكرونـي *
وقال الصادق (ع) " اني ما شربت ماء باردا الا وذكرت الحسين (ع)." والحكمة في تربيع الحقوق المتعلقة بالماء له يمكن ان تكون على احد وجهين:فأولا: انه منع عن حقوق اربعة في الماء:
الاول: من حيث الاشتراك مع الناس في حق الماء: فان الناس كلهم في الماء والكلأ، ولا جاز الشرب من الانهار المملوكة وان لم يأذن المالك، بل لعل من ذلك استحباب سقي الكفار، اذا كانوا عطاشى،كما في رواية مصادف عن الصادق (ع) في طريق مكة.
الثاني: من حيث الاشتراك مع ذوات الارواح في حق الماء، فإن لكل ذات روح حقا فيه، ولذا يلزم التيمم مع الخوف من العطش على الحيوانات المملوكة وغيرها.
الثالث: من حيث ثبوت حق السقي له (ع) على اهل الكوفة بالخصوص، فإنه قد سقاهم ثلاث مرات: في الكوفة مرة حين الجدب، وفي صفين تارة، وفي القادسية تارة حين الملاقاة مع عسكر الحر.
والتفصيل في كتاب المراثي.
الرابع: من حيث ثبوت حق له (ع) في الفرات بخصوصه، فإنه من نحلة الله تعالى لفاطمة الزهراء عليها السلام، حين تزويجها بعلي عليه السلام.
فلم يرعوا واحدا من هذه الحقوق، حتى سألهم عن ذلك قطرة لطفله وأراهم الطفل يتلظى في الرمضاء فلم يرحموه.
ثم سألهم ذلك لنفسه فلم يعطوه، ومات عطشان ومن معه صلوات الله تعالى عليهم وعلى شيعتهم الصادقون اصحاب الايمان المستقر لا المستودع.
ما خلت قبلك بحرا مات من ظمأ | كلا ولا أسدا ترديه اجمال |
والعين مظلمة من العطش كما في حديث جبرئيل لادم عليهما السلام في بحار الانوار 44: 244, ولو تراه يا آدم وهو
يقول:
" واعطشـاه"، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان، فقد اعطي الماء لاجل كل عضو قد اثر العطش فيه، فلا يبخل عليه بالماء الذي هو بأيدينا:
إبكوا شـهيـدا بالدماء مزمـلا | بـدم بـكـته اعين المدثر |
ابكو لمظلوم مدحه لم يحص لو | كانت له جريا مياه الابحر |