بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
النبي وملك الموت
عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام): إنّه دخل عليه رجلان من قريش فقال: ألا احدّثكما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقالا: بلى حدّثنا عن أبي القاسم. قال: سمعت أبي(عليه السلام) يقول:اللهم صل على محمد وال محمد
النبي وملك الموت
لمّا كان قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيّام هبط عليه جبرائيل فقال: يا أحمد إنّ الله أرسلني إليك إكراماً وتفضيلاً لك و خاصّة يسألك عمّا هو أعلم به منك يقول: كيف تجدك يا محمّد؟
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): أجدني يا جبرائيل مغموماً وأجدني يا جبرائيل مكروباً، فلمّا كان اليوم الثالث هبط جبرائيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له: إسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا أحمد إنّ الله عزّ وجلّ أرسلني إليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصّة يسألك عمّا هو أعلم به منك.
فقال: كيف تجدك يا محمد؟
قال: أجدني يا جبرائيل مغموماً، وأجدني يا جبرائيل مكروباً، فاستأذن ملك الموت فقال جبرائيل: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك.
قال: اتئذن له، فأذن له جبرائيل (عليه السلام)، فأقبل حتّى وقف بين يديه فقال: يا أحمد إنّ الله أرسلني إليك، وأمرني أن اطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها.
فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): أتفعل ذلك يا ملك الموت؟
قال: نعم بذلك امرت أن اطيعك فيما تأمرني.
فقال له جبرائيل: يا أحمد إنّ الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا ملك الموت إمض لما أمرت به.
فقال جبرائيل (عليه السلام): هذا آخر وطئي الأرض، إنّما كنت حاجتي من الدنيا، فلما توفي رسول الله صلى الله على روحه الطيب وعلى آله الطاهرين جاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسّه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت، وإنّما توفّون اجوركم يوم القيامة إنّ في الله عزّوجلّ عزاء من كلّ مصيبة، وخلفاً من كلّ هالك، ودركاً من كلّ ما فات، فبالله فثقوا، وإيّاه فارجوا، فإنّ المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال عليّ بن أبيطالب (عليه السلام): هل تدرون من هذا؟ هذا هو الخضر (عليه السلام).
الأعرابيّ والضبّ
- دخل أعرابيّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يريد الإسلام ومعه ضب قد اصطاده في البريّة وجعله في كمّه، فجعل النبيّ (صلى الله عليه وآله) يعرض عليه الإسلام فقال: ﻻ اؤمن بك يا محمّد أو يؤمن بك هذا الضبّ ورمى الضبّ من كمّه، فخرج الضبّ من المسجد يهرب.
- فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): يا ضبّ من أنا؟
- قال: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف، قال: يا ضبّ من تعبد؟
- قال: أعبد [الله] الّذي فلق الحبّة وبرئ النسمة واتّخذ إبراهيم خليلاً وناجى موسى كليماً واصطفاك يا محمّد.
- فقال الأعرابي: أشهد أن ﻻ إله إلاّ الله وأنّك رسول الله حقّاً؛ فأخبرني يا رسول الله هل يكون بعدك نبيّ؟
- قال: ﻻ أنا خاتم النبيّين، ولكن يكون بعدي أئمّة من ذرّيتي قوّامون بالقسط كعدد نقباء بني إسرائيل، أوّلهم عليّ بن أبيطالب فهو الإمام والخليفة بعدي، وتسعة من الأئمّة من صلب، هذا - ووضع يده على صدري - والقائم تاسعهم، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوّله.
- قال: فأنشأ الأعرابيّ يقول:
- ألا يا رسول الله إنــــك صــــادق فبوركت مهـــــديّاً وبوركت هاديا
- شرعت لنا الدين الحنيفيّ بعد ما غـــدونا كأمثال الحمير الطواغيا
- فيا خير مبعوث ويا خـــير مرسل إلى الإنس ثمّ الجــنّ لبّـيك داعيا
- فبوركت في الأقوام حيّــــاً وميّتاً وبوركت مولوداً وبوركــت ناشياً
- قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أخا بني سليم هل لك مال؟
- فقال: والذي أكرمك بالنبوّة وخصّك بالرسالة أنّ أربعة آلاف بيت في [من خ ل] بني سليم ما فيهم أفقر منّي.
- فحمله النبيّ (صلى الله عليه وآله) على ناقة فرجع إلى قومه فأخبرهم بذلك.
- قالوا: فاسلم الأعرابي طمعا في الناقة، فبقى نومه [يومه خ ل] في الصفة لم يأكل شيئاً، فلمّا كان من الغد تقدّم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال:
- يا أيّها المرء الّذي ﻻ نعـدمه أنت رســــول الله حـــقّاً نعلمه
- ودينك الإسلام ديناً نعــــظمه نبغي من الإسلام شيئاً نقضمه
- قد جئت بالحقّ وشيئاً تطعمه
- فتبسّم النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقال: يا علي أعط الأعرابي حاجته.
- قال: فحمله علي (عليه السلام) إلى منزل فاطمة وأشبعه وأعطاه ناقة وجلّة تمراً.
تعليق