لماذا القرآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
لماذا القرآن؟
أول سؤال يُطرح علينا هو السؤال عن السبب الذي ندعو من أجله الى القرآن الحكيم.
والواقع ان هناك عدة أسباب تُفرض علينا العودة الى القرآن والتدبر فيه، ونحن إذ نذكر بعضها بصورة مقتضبة لا نملك سوى الاعتراف بعجزنا عن الاحاطة بها جميعاً.
1- لكل منا رغباته المشروعة التي يتمنى ان يجد سبيلاً مستقيماً إليها، والقرآن الحكيم ذلك السبيل المستقيم المؤدي الى تحقيق مصالح كل شخص ورغباته.
وليست اهمية القرآن وعظمته منحصرة في أنه يحقق للناس رغباتهم المشروعة، ويهديهم الى سُبل السلام المؤدية الى مصالحهم، بل الأهم من ذلك أنه يرسي قواعد للشخصية المتكاملة التي تستطيع بلوغ مآربهاالمشروعة بسهولة بالغة.
2- ومصالح الانسان بدورها ليست سوى بعض تطلعاته الكبيرة، اما البعض الآخر فيكمن في بحث الانسان الدائب عن الحق والخير، وسعيه المستمر لتحقيقهما.
إن الانسان يبتغي إرساء دعائم الحق، كما يريد الوصول الى المصالح، واهم ما يصبو إليه هو التوفيق بين هدفيه هذين: تحقيق الحق، ووصول المصلحة!
والقرآن هو ذلك الحق الذي يبتغيه البشر ويسعى نحو معرفته واقراره.
وهو - اضافة الى ذلك- يهدي الانسان الى التوفيق بينه وبين المصالح الخاصة.
إذن؛ من منّا لا يريد ان يكون إنساناً طيباً يبتعد عن الجريمة والفحشاء، ويلتزم الطرق المستقيمة، ويتحلى بالسلوك الممتاز؟ ولكن كم واحد منا يستطيع ذلك؟ طبعاً قليلون.. لماذا؟ لأن ضرورات العيش لا تدع للفرد التفكير في الخير والحق!
ولكن القرآن الحكيم يوفر هذه الفرصة، إذ انه يهدي البشر الى السُبُل القويمة للمصالح والتي لا تتنافى مع الخير والحق، بل تتكامل معهما!
3- نصطدم في هذه الحياة بعدة مشاكل، فمن صديق ينقلب علينا، ومن قريب يشاكسنا ومن خسارة تفاجئنا، وقد تصل بنا المشاكل الى حد الخروج عن محور الضبط ثم الانهيار في هاوية اليأس والضياع والانتحار.
ولكن القرآن الحكيم يضع الحلول الحاسمة للمشاكل جميعاً، بل واكثر من هذا، إنّه يصنع الانسان الذي يضع الحلول المناسبة لأية مشكلة طارئة.
تعليق