مقال الاستاذة: دعاء الصباح
طفلي جاء للدنيا فكانت أول صرخة له ـ صدّقتم أم لم تصدّقوا ـ إمامي حسين
أرضعته ... ربيته
على حب الله و محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الآل أجمعين
بالفعل لا بالقول كما غرست فيه القيم و كيفية تطبيق أصول و فروع الدين
فقد كنت أحضره معي لمجالس الذكر و مجالس العزاء .. عندما أتوجه إليها فكان يسمع ما قيل في حق الحسين من محبي الحسين و يسمع الجميع يردد يا حسين
كبر طفلي قليلاً .. أصبح يتكلم .. فهو في الرابعة أو الخامسة على وجه الأقرب
و في محرم مضى ... جاءني طفلي قائلاً : أماه
فأجبت : نعم يا نور العين.. حسين
فقال : أمي أين الحسين ؟ أريد أن أرى سيدي الحسين ؟
خفت على قلبه الصغير .. أن ينفطر لو أخبرته أنه لن يرَ شخص الحسين فتهربت لكنه أصر .. ثم أصر .. و أصر ...
و بحزم قالها : اليوم أريد أن أزور الحسين ...
فجئته بكتاب الزيارات و قلت له بهذا نزور الحسين ...
قال : لا ... أنا أريد أرى سيدي الحسين ...
فقلت له : و أنا أضمه على صدري بني حبيبي أحزنت قلبي ...
لا تستطيع أن ترَ الحسين !!!
قال : ماما لماذا ؟؟؟
فأجبته بحزن لقد قتل الحسين !!!
رمقني بنظرة حزن كسرت قلبي ... و أسالت مني دموع المقلتين
بعدها تركني مبتعداً يبكي ...
أجل .. صغيري اضطجع في زاوية كان يجلس فيها فبكى .. ثم بكى .. ثم سكت ..
فذهبت إليه لأطيب خاطره..
ناجيته .. حبيبي .. صغيري حسين ...
كررتها فلم يجبني بل ظل صامتاً ..
فقلت لنفسي : عله نام .. فقد أعياه طول بكاءه
رفعته لأحمله إلى سريره فاندلعت رقبته معلنة مفارقته للدنيا حزناً على الحسين
في موقع البكاء ...
صغيري رسم بدموعه لوحة خالدة في قلبي هي رسالة يقول فيها لأمه ..
أعذريني ... لا أريد دنيا بلا الحسين !!!
فقلت و أنا أضمه بفخر الأمومة ...
معذور حبيبي أنت فداء لمولاي الحسين .
أجل أنا أمُ مَنْ مات طفلها حزناً على الحسين ..
في لحظة ...
حتى الذكريات شلت قوافيها
و ماتت أرجوحة الأمل بماضيها
و لم يبقى للندى أوراق تداعبها ...
و تأويها أنفاسك النرجسية رحلت
و غابت معانيها
هذا غطاؤك .. و هذا جوربك
و هذه أركان من بعدك عافت أراضيها
بني أنجبتك ... و في لحظة سلمت الأمانة لباريها
تعليق