قصيدة الفيلسوف الهندي البُنجابي
الدكتور محمد إقبال
في سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء عليها السلام
بنت النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
نَسَبُ المسيحِ بَنى لمريمَ سيرةً
بَقِيَتْ على طولِ المَدى ذِكراها
والمجدُ يُشرقُ مِنْ ثَلاثِ مَطالعٍ
في مهدِ فاطمةٍ فَما أعلاها
هِيَ بنتُ مَنْ ؟ ، هِيَ زَوجُ مَنْ ؟ ، هِيَ أُمُّ مَنْ ؟
مَنْ ذا يُداني في الفَخارِ أباها
هِيَ وَمْضَةٌ مِنْ نُور عَينِ المُصطفى
هادي الشعوبِ إذا تَرومُ هُداها
هِيَ رَحمةٌ للعالَمينَ وَكَعبةُ ال
آمالِ في الدُّنيا وفي اُخراها
مَنْ أيْقَظَ الفِطرَ النيامَ برُوحِهِ
وَكَأنَّهُ بَعدَ البـِلى أحياها
وَأَعادَ تأريخَ الحياةِ جَديدةً
مِثلَ العَرائِسِ في جَديدِ حُلاها
وَلِزَوجِ فاطِمَةٍ بسورَةِ هَلْ أتى
تاجُ يفوقُ الشمسَ عِندَ ضُحاها
إيوانُهُ كُوخٌ وَكَنزُ ثَرائِهِ
سَيفٌ غَدا بيَمينِهِ تَيّاها
في رَوضِ فاطِمَةٍ نَما غُصنانِ لَمْ
يُنجِبهُما في النَيِّراتِ سِواها
فَأميرُ قافِلَةِ الجِّهادِ وَقُطبُ
دائِرَةِ الوئامِ وَالاتِّحادِ ابناها
حَسَنُ الذي صانَ الجَّماعَةَ بَعدَما
أمسى تَفَرُّقها يَحلُّ عُراها
تَرَكَ الخِلافَةَ ثُمَّ أصبحَ في الديارِ
أمامَ أُلْفَتَها وَحُسْنَ عُلاها
وَحُسَينُ في الأحرارِ وَالأبرارِ ما
أزكى شِمائِلَهُ وَما أنْداها
فَتَعَلَّموا رَيَّ اليَقينِ مِنَ الحُسَيـنِ
إذا الحَوادِثُ أظلَمَتْ بدُجاها
وَتَعلَّموا حُرِّيَةَ الإيمانِ مِنْ
صَبرِ الحُسَينِ وَقَدْ أجابَ نِداها
ألأُمَّهاتُ يَلِدْنَ لِلشَّمسِ الضِّياءَ
وَلِلجَواهِرِ حُسنَها وَصَفاها
هِيَ أُسوَةٌ لِلأُمَّهاتِ وَقُدوَةٌ
يَتَرَسَّمُ القَمَرُ المُنيرُ خُطاها
لَمّا شَكى المُحتاجُ خَلفَ رحابها
رَقَّتْ لِتِلكَ النفسِ في شَكواها
جادَتْ لِتُنقِذَهُ برَهْنِ خِمارها
يا سُحْبُ أينَ نَداكِ مِنْ جَدواها
نُورٌ تَهابُ النارُ قُدسَ جَلالِهِ
وَمُنى الكَواكِبِ أنْ تَنالَ ضِياها
جَعَلَتْ مِنَ الصَّبرِ الجَّميلِ غِذاءَها
وَرَأتْ رِضا الزَوجِ الكَريمِ رِضاها
فَمُها يُرَدِّدُ آيَ رَبِّكَ بَينَما
يَدُها تُديرُ عَلى الشَعيرِ رَحاها
بَلَّتْ وِسادَتَها لَآلِئُ دَمْعِها
مِنْ طُولِ خَشْيَتِها وَمِنْ تَقواها
جبريلُ نَحوَ العَرشِ يَرفَعُ دَمعَها
كَالطَّلِّ يَروي في الجنانِ رُباها
لَولا وُقوفي عِندَ أمرِ المُصطفى
وَحُدودِ شِرْعَتِهِ وَنحنُ فِداها
لَمَضَيتُ لِلتِطوافِ حَولَ ضَريحِها
وَغَمَرتُ بالقُبُلاتِ طِيبَ ثَراها
تعليق