عتاب الهي بليغ !! (18-الحشر / ج28) | ||||||||||
|
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
عتاب الهي بليغ
تقليص
X
-
عتاب الهي بليغ
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))الحشر: 18..
تتضمن الآية الكريمة عدة نكات مهمة لمن أراد أن يتدبّر فيها..
1- كما هو ظاهر بأنّ الخطاب موجه الى المؤمنين عامة بأن يأمرهم الله سبحانه وتعالى بالتقوى، وهو الالتزام بأوامره تعالى ونواهيه، وأن يرى العبد عمله بان كان صالحاً فليزد فيه وان كان طالحاً فينهى النفس عنها، فكانت التقوى هنا بمثابة محاسبة النفس ((وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ))البقرة: 223..
2- ولما كان هذا العمل يتطلّب مراقبة النفس ومحاسبتها على مدار اليوم قلّ سالكوه وندر، لذا كان كلام الله سبحانه وتعالى جاء بالتنكير ((ولتنظر نفسٌ))، لما يحتاج هذا العمل من مجاهدة ومحاربة للنفس والشيطان، لأن الهدف عند السائر في هذا الطريق واضح وهو الوصول الى رضا الله تعالى ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى))طه: 123، وانّ الله لن يبخسهم حقّهم بل بوفّيهم الجزاء الأوفى نتيجة لما قدّموه ((وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))البقرة: 110..
3- من ينظر الى الآية يجد انّه تعالى قد كرّر الأمر بتقوى الله، ومن لم يتمعّن في ذلك يجد انّ هذا من التوكيد ليس إلاّ ولا فرق بينهما، ولكن في الحقيقة انّ هناك اختلاف عن الأولى، فلما كان صدر الآية عام لكل الناس كان الأمر بمحاسبة النفس بالاتيان بتكاليف الله، وهذا ما قد يعمله الكثير من الناس، أما مسألة الرقابة على النفس في كل ساعة فهو أمر لا يقوم به إلاّ القليل جداً منهم، فجاء الأمر بالتقوى الثانية لتشير الى هذا المعنى، وهذا ما يوضحه التنكير للنفس..
4- بعد هذه الآية جاء قوله تعالى ((وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))الحشر: 19..
هنا النسيان يكون إما عن قصد كأن يتجاهر بذلك فيصل الى أن يقول أنا ربكم الأعلى، أو أن يكون نتيجة لاقتراف المعاصي والمنكرات فيغفل عن ذكر الله حتى النسيان فهنا يقول الباري عزّ وجل أنا سوف أحول بين المرء ونفسه حتى أجعله يغرق في الموبقات ((وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ))الأنفال: 24، فكان هذا بسبب عملهم حيث انّهم تمادوا في غيّهم..
5- نجد في ذيل هذه الآية وصفاً لهؤلاء بأنّهم فاسقون ولم تنعتهم بصفة أخرى، وذلك لأنّ من ينسى الله فبالتأكيد سينجر الى المعاصي والذنوب فلا يكون بهذه الحال إلاّ من الفاسقين، ولا يكون مصيره إلاّ النار ((وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ))الجاثية: 34..
وقال تعالى ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى))طه: 124- 126..
الأخت القديرة كرم الزهراء..
جعلنا الله وإياك من المحاسبين أنفسهم ومراقبيها فننال رضا الله تعالى ورضا نبيه وعترته الطاهرة عليهم السلام...
- اقتباس
- تعليق
تعليق