( احق الناس بهذا الامر اقواهم عليه واعلمهم بامر الله فيه )
بسم الله الرحمن الرحيم
173 - ومن خطبة له عليه السلام
أمين وحيه ، وخاتم رسله ، وبشير رحمته ، ونذير نقمتهَ
أيها الناس إن أحق الناس بهذا الامر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه . فإن شغب شاغب استعتب فإن أبى قوتل . ولعمري لئن كانت الامامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيل .." اهـ .
بعد ان قرأتُ هذا المقطع جرني الى ربطه بما رواه العلامة المجلسي في بحار الأنوار / جزء 65 / صفحة [390] . عن امير المؤمنين عليه السلام في الامام :
( ...وأنه أعلم الناس بحلال الله و وحرامه، وفرائضه، وسننه، وأحكامه، مستغن عن جميع العالم، وغيره محتاج إليه، وأنه أسخى الناس، وأشجع الناس ... )
ومنه عرفت مصدر دليل الخليل بن احمد الفراهيدي على امامة امير المؤمنين صلوات الله عليه فقد سئل الخليل عن الدليل على إمامة علي عليه السلام ، على نحو الكل في الكل ، قال : احتياج الكل إليه ، واستغناؤه عن الكل .
فلاحظ جيدا قول الخليل ( احتياج الكل اليه واستغناؤه عن الكل ) وارجع البصر الى ما رواه المجلسي ( مستغن عن جميع العالم وغيره محتاج اليه ) فهل ترى من فرق بينهما ؟
وحينها تعرف معنى : شرقا او غربا فلن تجدا علما الا ههنا . و يتبين لك سر ما صدرنا به الكلام من خطبة النهج اعني شرط الاعلمية فيمن يتصدى لهذا الامر : ( .. إن أحق الناس بهذا الامر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه .) والا لاحتاج الى غيره فغيره يكون الامام وهو المأموم فيعلم من ذلك ان الامام مستغن عن الكل والكل محتاج اليه .
والحمد لله رب العالمين