الإيصاء بفعل الخيرات بعد وفاة الإنسان أمر حسن وجميل, ويحق للإنسان – بعد إخراج الواجبات والديون من الإرث- أن يوصي بصرف ثلث الإرث فقط, وما زاد على الثلث يحتاج إلى إذن الورثة. ولكن الأفضل من ذلك هو أن يبادر الإنسان إلى فعل الخيرات في حياته, وذلك لعدة أسباب:
1. الوصية يمكن أن تضيع, فلا يتم تنفيذ ما أوصيت به, كما يمكن أن يتهاون الورثة في تنفيذ الوصية, لذا ورد في عدة أحاديث (يا ابن آدم كن وصي نفسك في مالك, واعمل فيه ما تؤثر أن يعمل فيه من بعدك). نهج البلاغة 4: 56.
2. ثواب العمل والصدقة في حال الحياة والصحة أفضل بكثير جدًا من الإيصاء بذلك بعد الوفاة, قال الله سبحانه (وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت), وقد جاء في عدة روايات سُئل رسول الله صلّى الله عليه وآله: أي الصدقة أفضل؟ فقال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخاف الفقر, ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا لا وقد كان لفلان. وفي حديث آخر روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : درهم يعطيه الرجل في صحته خير من عتق رقبة عند الموت.
---------------
جامع أحاديث الشيعة 8 : 380
تعليق