سيد الخطباء السيد كاظم الخضري (ره)
من أعلام المنبر الحسيني و من الخطباء الكبار السيد كاظم بن السيد علي بن السيد حمود بن السيد نوح بن السيد ناصر الحسيني نسبا الخضري موطنا.
ولد في سنة 1306 هـ في ضاحية من ضواحي الناصرية حيث كان أبوه مزارعاً هناك ، ونشأ نشأة يلوح منها النبوغ ويظهر منها الذكاء الحاد .
هاجر إلى النجف الأشرف سنة 1320 هـ تلقى تحصيله العلمي في الفقه والأصول والنحو والمنطق والعلوم الأخرى وجّد في الطلب وثابر على التحصيل ، وامتهن الخطابة وبرع فيها حتى صار موضع إعجاب المستمعين على اختلاف أذواقهم لغزارة علمه ووفرة إطلاعه ولجهورية صوته ورخامته ، ووقاره المتناهي وأتزانه المنقطع النظير حتى قال في حقه الإمام الفقيد كاشف الغطاء (ره):
(قلما رأيت مثله في صلابة إيمانه ، وتأثير موعظته)
تتلمذ على يديه ثلة من أعاظم الخطباء وفي مقدمتهم سيدنا الفقيد السعيد السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، والخطيب البارع السيد طاهر السيد حسن ملحم الياسري ثم عاد إلى بلدته (الخضر) .
قال عنه الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني في معجم رجال الفكر والأدب : خطيب عالم جليل متكلّم فاضل ، مثال الورع والتقوى والصلاح ، كثير الدعاء والصلاة .
وتحدث عنه الشيخ حيدر المرجاني (ره) عند ترجمته له في كتابه خطباء المنبر الحسيني فقال :
أما أسلوبه الخطابي فهو أسلوب منقطع النظير ، يثير إعجاب المستمع ويجوز استحسانه ، ويخلب لبه من أي الطبقات ، هو بلاغة في القول ، وفصاحة في اللهجة ، وحفظ للنصوص ، وشرح للمتون ، وضبط للأسماء ، وبيان للغريب ، وعناية بالوعظ والإرشاد ، فإذا أحس من المستمع كلالا ، جاء بالنادرة اللطيفة ، والنكتة المضحكة ، مما يدخل في تلك الباب ويندرج تحتها ، حتى يعيد للمستمع نشاطه ، أضف إلى ذلك صوته الرقيق فالمترجم كان علماً من أعلام الخطابة ، وبطلاً من أبطال المنابر ، ورجلاً من رجال الإصلاح ، فكان كثيراً ما يرقى الأعواد في بلاده وناصرية المنتفك ، والبصرة والمعقل وسوق الشيوخ وبعض المدن الإسلامية ، وكان كثير الإطلاع والمطالعة حتى أثرت كثرة المطالعة في بصره فأخذ يتنازل تدريجياً حتى كفّ بصره تماماً في سنة 1366 هـ ، ولم يثن ذهاب بصره عن عزمه ولم يقصر من خطوه ، وكان على غاية من الذكاء وسرعة الحفظ .
في الخامس عشر من شهر شعبان من سنة 1730 هجرية وفد على ربه ، وحمل إلى النجف الأشرف ، وأوى إلى مثواه الأخير في مقبرة وادي السلام وأرخ وفاته الأديب المعروف الشيخ علي البازي رحمه الله :
مـنابر الـحسين قـــــد*** بـكت بـدمع سـاجم
فقد الخطيبالبارع ال*** نـدب أبـي المكارم
وســـجلت تــــــاريخه*** بـرسم عـبد الكاظم
تعليق