بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال : كيف يكون إماما وهو غائب ؟
إن القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة ، هو الغاية من تنصيب الإمام ، أو اختياره ، وهو يتوقف على كونه ظاهرا بين أبناء الأمة ، مشاهدا لهم ، فكيف يكون إماما قائدا ، وهو غائب عنهم ؟ !
الجواب
.
إن التركيز على هذا السؤال يعرب عن عدم التعرف على أولياء الله ، وأنهم بين ظاهر قائم بالأمور ومختف قائم بها من دون أن يعرفه الناس .
إن كتاب الله العزيز يعرفنا على وجود نوعين من الأئمة والأولياء والقادة للأمة ،
ولي غائب مستور ، لا يعرفه حتى نبي زمانه ، كما يخبر سبحانه عن مصاحب موسى – عليه السلام - بقوله : { فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا } الآيات ( 1 ) .
وولي ظاهر باسط اليد ، تعرفه الأمة وتقتدي به .
فالقرآن اذن يدل على أن الولي ربما يكون غائبا ، ولكنه مع ذلك لا يعيش في غفلة عن أمته ، بل يتصرف في مصالحها ويرعى شؤونها ، من دون أن يعرفه أبناء الأمة .
فعلى ضوء الكتاب الكريم ، يصح لنا أن نقول بأن الولي إما ولي حاضر مشاهد ، أو غائب محجوب . وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب في كلامه لكميل بن زياد النخعي ، يقول كميل :
أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - ، فأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر ، تنفس الصعداء ، وكان مما قاله اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله
وبيناته ( 2) .
وليست غيبة الإمام المهدي ، بدعا في تاريخ الأولياء ، فهذا موسى بن عمران ، قد غاب عن قومه قرابة أربعين يوما ، وكان نبيا وليا ، يقول سبحانه : { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة * وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } ( 3) .
وهذا يونس كان من أنبياء الله سبحانه ، ومع ذلك فقد غاب في الظلمات كما يقول سبحانه :
{ وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له
ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } ( 4 ) .
أولم يكن موسى ويونس نبيين من أنبياء الله سبحانه ؟ وما فائدة نبي يغيب عن
الأبصار ، ويعيش بعيدا عن قومه ؟
فالجواب في هذا المقام ، هو الجواب في الإمام المهدي - عليه السلام -
الهوامش :
( 1 ) الكهف / 65 - 82 .
( 2 ) نهج البلاغة بتعليقات عبده ، ج 4 ، ص 37 قصار الحكم ، الرقم 147 .
( 3 ) الأعراف / 142 .
( 4 ) الأنبياء / 87 - 88 .
سؤال : كيف يكون إماما وهو غائب ؟
إن القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة ، هو الغاية من تنصيب الإمام ، أو اختياره ، وهو يتوقف على كونه ظاهرا بين أبناء الأمة ، مشاهدا لهم ، فكيف يكون إماما قائدا ، وهو غائب عنهم ؟ !
الجواب
.
إن التركيز على هذا السؤال يعرب عن عدم التعرف على أولياء الله ، وأنهم بين ظاهر قائم بالأمور ومختف قائم بها من دون أن يعرفه الناس .
إن كتاب الله العزيز يعرفنا على وجود نوعين من الأئمة والأولياء والقادة للأمة ،
ولي غائب مستور ، لا يعرفه حتى نبي زمانه ، كما يخبر سبحانه عن مصاحب موسى – عليه السلام - بقوله : { فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا } الآيات ( 1 ) .
وولي ظاهر باسط اليد ، تعرفه الأمة وتقتدي به .
فالقرآن اذن يدل على أن الولي ربما يكون غائبا ، ولكنه مع ذلك لا يعيش في غفلة عن أمته ، بل يتصرف في مصالحها ويرعى شؤونها ، من دون أن يعرفه أبناء الأمة .
فعلى ضوء الكتاب الكريم ، يصح لنا أن نقول بأن الولي إما ولي حاضر مشاهد ، أو غائب محجوب . وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب في كلامه لكميل بن زياد النخعي ، يقول كميل :
أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - ، فأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر ، تنفس الصعداء ، وكان مما قاله اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله
وبيناته ( 2) .
وليست غيبة الإمام المهدي ، بدعا في تاريخ الأولياء ، فهذا موسى بن عمران ، قد غاب عن قومه قرابة أربعين يوما ، وكان نبيا وليا ، يقول سبحانه : { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة * وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } ( 3) .
وهذا يونس كان من أنبياء الله سبحانه ، ومع ذلك فقد غاب في الظلمات كما يقول سبحانه :
{ وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له
ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } ( 4 ) .
أولم يكن موسى ويونس نبيين من أنبياء الله سبحانه ؟ وما فائدة نبي يغيب عن
الأبصار ، ويعيش بعيدا عن قومه ؟
فالجواب في هذا المقام ، هو الجواب في الإمام المهدي - عليه السلام -
الهوامش :
( 1 ) الكهف / 65 - 82 .
( 2 ) نهج البلاغة بتعليقات عبده ، ج 4 ، ص 37 قصار الحكم ، الرقم 147 .
( 3 ) الأعراف / 142 .
( 4 ) الأنبياء / 87 - 88 .
تعليق