رسائل خاصة متبادلة بيني وبين الأخ المستبصر حاجز الصمت رحمه الله

[عاشق أمير المؤمنين]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين


كتبتُ هذا الموضوع لأعرض فيه بعض الرسائل الخاصة المتبادلة بيني وبين أخي وحبيبي المستبصر حاجز الصمت رحمه الله، الذي توفي إثر حادث مروري أليم بتاريخ 12 - 10 - 2012م، وهذه الرسائل أرسلها لي بعد استبصاره.


كتبتُ له بتاريخ 21 - 4 - 2012م الساعة 4:21 مساءً :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي وحبيبي حاجز الصمت
أعتذر منك ابتداءً على تأخري عن المشاركة في موضوع الحوار، وأسأل الله تعالى أن أوفَّق قريباً لمواصلة الموضوع، وقد انشغلت ببعض الأمور الهامة، ومنها جلسات مع أحد الإخوة المصريين العاملين في البحرين، وقد أدَّت إلى استبصاره، ومازال يحضر عندي للاستفادة.


أخي العزيز

لقد أصبح موضوع الحوار بيني وبينك محط أنظار الكثيرين، وقد أخبرني أحد الإخوة أنه أرسله إلى أحد الأشخاص من أهل السنة وقد أدى إلى تغيُّر الكثير من الأفكار عنده، وقد رأيتُ أن من المناسب نشر هذا الموضوع لتعمَّ الفائدة به، ولكن قلتُ في نفسي أنه لابدَّ لي من استشارتِك وأخذ رأيك، فأنتَ طرف في الحوار.
فما رأيك أخي العزيز في نشر هذا الموضوع في منتدياتٍ أخرى؟

فأجابني حاجز الصمت رحمه الله في اليوم نفسه الساعة 4:57 مساءً :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك أخي الفاضل والعزيز عاشق أمير المؤمنين, ولا تعتذر ولا شيء , فكل شخص وله ظروفه الخاصة به , والله يعيننا على هذه الدنيا جميعاً
وبالعكس أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين أتمنى أن يستفيد من هذا الموضوع أكبر قدر ممكن من الناس فهو مرجِع لنا جميعاً
بل هوَ من الواجب نقله والاستفادة منه بأي طريقة ويشاهده أكبر شريحة من رواد المنتديات
لأن هذه دعوة إلى دينِ الله عز وجل
فـ لعل وعسى أن تتغير وجهات نظر الناس على الأقل ويتبين لهم مدى التضليل والتعصب والركاكة التي كانوا يعيشونها خصوصاً وأن الموضوع غير خطابي ( إنشائي ) فهو مليء جداً بالمصادر السُّنية الثابتة
ولا أخفيكَ سراً بأن بعض أقربائي بدأوا يفكرون بجدية في معتقد الإمامة , ولكن المطب الحقيقي لهم بأنهم يسألون مشايخ متعصبين لمنهجهم الذي يفتري على الشيعة ويصدق كل ما جاء عنهم دون مراجعة و تثبُّت فيبدأون بالتراجع وبالأسئلة المتكررة التي قد اعتادوا عليها .!
وأيضاً من فضل الله عز وجل وببركته ثم ببركتك أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين : شقيقي الأكبر آمن بمعتقد الإمامة وهو يقرأ موضوعنا باستمرار ولازالَ ينقصنا الكثير حول كيفية التقليد ومن نقلِّد , وحول بعض المسائل الفقهية التي تخص المذهب الجعفري
ولا زلنا نقرأ باستمرار ونشاهد حلقات السيد كمال الحيدري لأننا استفدنا من ذلك العلامة كثيراً
تحياتي لك , وأسأل الله لي ولكَ وللجميع التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة

يتبع...

[عاشق أمير المؤمنين]

بعدما أخبرني حاجز الصمت رحمه الله في رسالته السابقة باستبصار شقيقه الأكبر، كتبتُ له في اليوم نفسه الساعة 5:26 مساءً :

باركَ الله فيك أخي الحبيب حاجز الصمت
لقد أسعدني جداً ما نقلتَه عن شقيقك الأكبر وهدايتِه إلى الحق، وكلُّ هذا من فضل الله عزَّ وجلَّ ورحمتِه بعباده.

وأما ما تفضَّلتَ به حول التقليد، فعن نفسي أنا أرجع لسماحة المرجع ......... حفظه الله، وذلك من خلال سؤال الكثير من العلماء عن تحديد الأعلم، والمراجع الذين يدور عليهم التقليد في الغالب هم : ..........، و..........، و...........

وأما عن أقاربكَ الذين يسألون بعض المشايخ المتعصبين، فمن المهم جداً أن يعرفوا أنَّ كلَّ طرفٍ لابدَّ أنه سيجيبهم بما يقرِّب اعتقاده لهم، فالشيعي سيكون جوابه لصالح الشيعة، والسلفي سيكون جوابه لصالح السلفية، ولكن عليهم هم أنفسهم أن يقارنوا بين الطرفين بتجرِّدٍ تامٍّ عن العواطف والذهنيَّات المسبقة.
ولا أخفي عليك أنني أحببتُ أن أعرف المزيد من انطباعات شقيقك العزيز وكيفية اقتناعه بالتشيُّع.
بارك الله فيكما وحشركما في زمرة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله ورزقكما شفاعته

فأجابني رحمه الله في اليوم نفسه الساعة 6:32 مساءً :

اللهم آمين
أخي كانَ من المتعصبين السلفية مثلي ومثل الأغلبية السلفية , وقد قرأ موضوعنا عدة مرات في هذا المنتدى
ويوجد عند أبو صديقه مكتبة إسلامية كبيرة في المنزل لأن أبو صديقه داعية معروف في جدة وخطيب جُمعة ويُلقي محاضرات
فكانَ يأخذ المصادر التي تتكلم عن فضائل سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام بعد الاطلاع عليها هنا ويذهب بهذه المصادر ويستخرجها أيضاً من الكتاب نفسه من عند مكتبة أبو صديقه , فكانَ يسأل أبو صديقه عن هذه الأحاديث فيقول لشقيقي دعكَ منها ولا تُركِّز إلا على البخاري ومسلم ..!!!
ففي كل مرة يأتي بمصادر من غير البخاري ومسلم فيسأله أخي فيقول له دعك منها ولا تأخذ إلا الكتب الصحيحة
فكان يقول له أخي : طيب لماذا كُتب السُنن والمسانيد موجودة ولماذا أعطيك أحاديث صحيحة السند وحسنة ومقبولة وتقول دعكَ منها ..!
فلم يُجب إلا بدعكَ منها وركِّز على الصحيحين وخذ بكلام العُلماء المعروفين وهو يقصد ابن باز وابن عثيمين والجبرين وغيرهم من علماء السلفية الذين سلكوا الخط الوهابي الذي قعَّده ابن تيمية
وقد سأل عدة مرات هذا السؤال لبعض المشايخ ولكن لم يجد إلا تبريرات غير منطقية .؟
وسأل : الدين الإسلامي ناسخ لما قبله في كل شيء , فلماذا هناك إمامة وأئمة اثني عشر لسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام بينما لايوجد إمامة لسيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ..؟فبدأوا يقولون له أنت ذا فكرٍ ملوث بالتشيع وأنت متأثر بالتشيع وقد منع ذلك الشيخ ابنه من مقابلة أخي حتى لا يتأثر من أخي
عموماً هوَ كان يقرأ موضوعنا باستمرار , ويعيد قراءته مراراً , فبدأ يفكر فعلياً وبتجردٍ تام مما كان يكتنزه ويسأل ولا يلقى إجابات مُقنعة فاعتقد بوجود الإمامة بعد هذا الكم الهائل من المصادر التي توضح بأن علي بن أبي طالب عليه السلام أحق بالخلافة من غيره
وقد ذكرَ لي بأنه لا يمكن أن يذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا ولم يوصي بينما لو ذهب شخصٌ منا إلى مكان قريبٍ أو بعيد فإنه سوف يوصي فكيف بوصاية الدين الذي خُلقنا من أجله ..؟!!
المهم أنه عرفَ بأن المذهب الاثنا عشري أقرب طريق للحق لأنه يقرأ كثيراً في هذه الأوقات
وقد قال لي ذاتَ مرة بأن عدالة الصحابة واقعها منقوص جداً وفيها تناقض بينما عصمة أهل البيت واقعها متحقق بأدلة قرآنية وسنة نبوية ولا يوجد على هؤلاءِ الأشخاص زلة واحدة ويقصد أهل البيت
وعرفَ أن المقصود بأهل البيت هم الأئمة من ولد علي وفاطمة , فترك جميع التبريرات التي تخالف الأحاديث وتركَ مشائخها .!
لدي المزيد ولكن لا يسعني ذكره هنا
صدقني أخي العزيز أن الهداية من الله , فقد كنا نعرف أغلب ما قرأناه ولكنه التعصب لتبريرات العلماء
وأعتقد بل أجزم أن التجرد من الذهنية السابقة توصل للحقيقة كما ذكرتَ أخي الفاضل
بارك الله فيك ووفقنا واياك

يتبع...

[عاشق أمير المؤمنين]

بعد رسالة حاجز الصمت الأخيرة كتبتُ له في اليوم نفسه (21 - 4 - 2012م) الساعة 11:36 مساءً :

نعم أخي العزيز، الهداية من الله سبحانه وتعالى، وأحمده تعالى أن جعلني سبباً لهداية بعض عباده الذين أكرمهم بالهداية، وبارك الله فيك وفي شقيقك العزيز، وقد استمتعتُ واقعاً بقراءة ما كتبتَه عن كيفية استبصاره، وكيف أنه قام بمراجعة كل الأحاديث التي رآها في موضوع الحوار، وكيف أنه لم يحصل على إجابة مقنعة، وكيف أجابه والد صديقه (الداعية الكبير وخطيب الجمعة) بأن يترك هذه الأحاديث ويركِّز على ما في الصحيحين!!!!!!!

فكم أتمنى لو يوصل له شقيقك ما قاله الشيخ الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة ج1 قسم2 ص850-851) في ردِّه على سعيد الأفغاني الذي ردَّ حديث الحوأب بدعوى إهمال أصحاب الصحاح له، قال الألباني :

"بيد أن هذا مع بعده عن الصواب، والانحراف عن التحقيق العلمي الصحيح؛ فإنه هيِّن بجانب قول صديقنا الأستاذ سعيد الأفغاني في تعليقه على قول الحافظ الذهبي المتقدم في "سير النبلاء": "هذا حديث صحيح الإسناد":
"في النفس من صحة هذا الحديث شيء، ولأمر ما أهمله أصحاب الصحاح، وفي "معجم البلدان" (مادة حوأب) أن صاحبة الخطاب سلمى بنت مالك الفزارية، وكانت سبية وهبت لعائشة، وهي المقصودة بخطاب الرسول الذي زعموه، وقد ارتدَّت مع طلحة، وقتلت في حروب الردة، ومن العجيب أن يصرف بعض الناس هذه القصة إلى السيدة عائشة إرضاء لبعض الأهواء العصبية".
وفي هذا الكلام مؤاخذات:
الأولى: يظن الأستاذ الصديق أن إهمال أصحاب "الصحاح" لحديث ما إنما هو لعلة فيه، وهذا خطأ بيِّن عند كل من قرأ شيئاً من علم المصطلح وتراجم أصحاب "الصحاح"؛ فإنهم لم يتعمَّدوا جمع كل ما صحَّ عندهم في "صحاحهم"، والإمام مسلم منهم قد صرَّح بذلك في "صحيحه" (كتاب الصلاة)، وما أكثر الأحاديث التي ينص الإمام البخاري على صحتها أو حسنها مما يذكره الترمذي عنه في "سننه"، وهو لم يخرجها في "صحيحه"!

الثانية: هذا إن كان يعني بـ "الصحاح": الكتب الستة، لكن هذا الإطلاق غير صحيح؛ لأن أصحاب "السنن" الأربعة من الكتب الستة ليست من "الصحاح"، لا اصطلاحاً ولا واقعاً؛ فإن فيها أحاديث كثيرة ضعيفة، والترمذي ينبِّه على ضعفها في غالب الأحيان.وإن كان يعني ما هو أعم من ذلك؛ فليس بصحيح؛ فقد عرفت من تخريجنا المتقدم أن ابن حبان أخرجه في "صحيحه"، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين".

الثالثة: وثوقه بما جاء في "معجم البلدان" بدون إسناد، ومؤلفه ليس من أهل العلم بالحديث، وعدم وثوقه بــ "مسند الإمام أحمد"، وقد ساق الحديث بالسند الصحيح، ولا بتصحيح النقاد الذهبي له!!".

(13.5 m)pdf

فلا أدري كيف فاتَ خطيب الجمعة والداعية المعروف مثل هذه الأمور حتى وقع في خطأ قال عنه الألباني : "وهذا خطأ بيِّن عند كل من قرأ شيئاً من علم المصطلح وتراجم أصحاب "الصحاح""!!!!!!!


وأما ما يتعلَّق بعدالة الصحابة، فأرجو أن تُطلع شقيقك على موضوعي الذي طرحتُه عن عدالة الصحابة إن كان غير مطَّلعٍ عليه

http://shr9.net/vb/showthread.php?t=65782

وأبلغ سلامي الحار جداً إلى شقيقك العزيز

وأحببتُ أن أخبرك أيضاً أنَّي قد فتحتُ موضوعاً في شبكة الحق الثقافية ووضعتُ فيه رابط الحوار بيني وبينك، فردَّ أحد الإخوة المستبصرين من سوريا، وطلبَ مني أن أبارك لك استبصارك، وهذا ما قاله :

"بسمه تعالىماشاء الله على قلمك الباهر واسلوبك الرائع ، بارك للأخ استبصاره نيابة عنا ، وأهنؤك على طول صبرك يا عاشق الامام ع

تحياتي لك".

فأجابني رحمه الله بتاريخ 23 - 4 - 2012م الساعة الساعة 6:30 صباحاً :

باركَ الله فيك أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين وسلَّمَكَ الله
لقد أبلغتُ شقيقي الأكبر سلامك , والشاهد الله بأنه قال لي بالحرف الواحد :
( الله يسلمه ويحفظه والله يوفقه وقسماً بالله إني أدعي له في كل صلاة أصليها وفي كل وقت أتذكره فيه )
هذا ما قاله أخي الأكبر لي وهذا ما أتذكره من بقية كلامه , وقد قرأ هذه الرسالة وقرأ كلام الألباني في الأفغاني , وواقعاً قد تذكرَ الشيخ أبو صديقه
وأخي يقرأ جميع مواضيعك وردودك في هذه الشبكة وقد اطَّلَعَ على موضوع عدالة الصحابة قبل تقريباً 4 أسابيع وهوَ يضحك من تفحيطي في الموضوع وتفحيط أصدقائي وهذا ما يقوله لي بتضاحُك , وقد سأل بعض المشايخ عن الأسئلة التي في الموضوع ولم يجيبونه إلا بـ ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ... ) ولايجوز البحث فيما شجر بين الصحابة ومن هذا الكلام المحفوظ الإنشائي
وهو مُعجب أيضاً بمواضيع العضو أسد الله الغالب فهوَ يأخذ المصادر المكتوبة ويبحث عنها في الكُتب نفسها
أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين بلغ سلامي لصديقك الذي باركَ لي , وسوف أحاول أن أسجل معكم في منتدى شبكة الحق وبنفس اسمي ( حاجز الصمت ) متى ما كانَ هناك متسع من الوقت , لأني في هذه الأيام مشغولٌ جداً بسبب ضغط عملي
أراكَ على خير محب للخير أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين
في أمانِ الله

[عاشق أمير المؤمنين]

قال لي حاجز الصمت رحمه الله بتاريخ 17 - 6 - 2012م الساعة 8:12 صباحاً :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز والفاضل عاشق أمير المؤمنين , يشهد الله أنني أحبك في الله حُباً كبيراً , أنا وشقيقي الأكبر
وكذلك صديقٌ لي قد استبصر بسبب هذا الموضوع الدسِم لأنه قرأ جميع ما في الموضوع ( واقتنع ) بعد أن دعوته للاطلاع ولله الحمد والشكر
والفضل يعودُ لله أولاً ثم لكَ أخي الفاضل على ما قدمتَ لنا من دلائل وحقائق فبارك الله فيك...............
وقد وصل سلامُكَ لأخي , وهو كذلك يبلغك السلام , وكذلك صديقي المستبصر , ويشهد الله أنه يبلغك السلام ويدعو لك بالتوفيق والسداد , فقد كُنتُ معهُ في هذه الليلة
وهو مسرورٌ جداً عندما أنعم الله عليه بموالاة أهل بيت النبوة عليهم السلام , وربما قد يشارك معنا في المنتدى قريباً
أتمنى لكَ دوام التوفيق والعون من الله عزَّ وجل وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً لخدمة دينه

فكتبتُ له في اليوم نفسه الساعة 6:40 مساءً :

أخي الحبيب حاجز الصمت
يشهدُ الله أنني أحبكَ في الله كثيراً، ولك منزلة كبيرة في قلبي، أنتَ وشقيقك، وقد أسعدني كثيراً خبر استبصار صديقك، وسروره بما أنعم الله عليه بموالاة أهل بيت النبوة عليهم السلام، والتي أحسستُ بها من قبل وما زلتُ أشعر بها، فهو سرورٌ بنعمة عظيمة لا يقبل صاحبها بأن يستبدلها بكنوز الدنيا، بل بالدنيا وما فيها، وأسأل الله سبحانه أن يرزقني رؤيتكم جميعاً ومجالستكم، ولتحمدوا الله عزَّ وجلَّ على أن اختاركم من بين كثير من خلقه ليهديكم، وتأمَّلوا في هذا الكون كله بسماواته وأرضه وما فيها من الخلق الكثير، كيف اختار لكم خالقكم أن تكونوا من بني آدم أكرم المخلوقات عند الله سبحانه، ثم من بين بني آدم نظر إليكم برحمته وهداكم للإسلام، ثم من بين المسلمين جميعاً نظر إليكم برحمته وأكرمكم وهداكم لولاية أهل بيت نبيكم عليهم السلام، فما أعظمها من نعمةٍ تكشف عن مدى محبة الله سبحانه للعبد ورأفته ورحمتِه به (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).
وأوصل سلامي الحار إلى صديقك المستبصر.
أسأل الله سبحانه أن يثبتنا وإياكم على ولاية نبينا وشفيعنا محمد وأهل بيته الطاهرين وأن يحشرنا في زمرتهم، وأسأله أن يهدي على أيديكم أناساً كثيرين إنه سميع مجيب.

وكتبتُ له بتاريخ 23 - 6 - 2012م الساعة 2:45 مساءً :

أخي العزيز : قلتَ في رسالتك السابقة :

وكذلك صديقٌ لي قد استبصر بسبب هذا الموضوع الدسِم لأنه قرأ جميع مافي الموضوع ( واقتنع ) بعد أن دعوته للإطلاع ولله الحمد والشكر

فأحببتُ أن أعرف عن صديقك أكثر، فكيف كان تفاعله مع الموضوع، وكيف اقتنع بالتشيع، وما هي الأجواء العائلية التي يعيشها، وهل أعلن ذلك أمْ هو متحفِّظٌ بسبب الجو العائلي أو الاجتماعي، وكذلك بالنسبة لك ولشقيقك، فهل أهلكم مطَّلعين على استبصاركم أو أنَّ الأجواء العائلية تفرض عليكم التكتُّم على هذا الأمر؟

بارك الله فيكم ووفقكم لما فيه الخير والصلاح ويسَّر أموركم

فكتبَ لي رحمه الله بتاريخ 23 - 6 - 2012م الساعة 8:05 مساءً :

بالنسبة لصديقي فـ لقد كنا نتناقش بأخوية في أغلب لقاءاتنا وكان يصدق بعض ما أذكره ويشكك في بعض ما أذكره , وقد ذكرت له ذات مرة بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبَرَ بأن هناك اثنا عشر إماماً أو خليفة أو أميراً يكون فيه الإسلام عزيزاً بوجودهم وأنهم من قريش فبحث عن ذلك وقال لي :

( إيش المشكلة ) فقلت له المشكلة بأن الاثني عشر المعينين من قِبل علمائنا لا يصلحون نظراً لسيرتهم ونظراً لعدم عصمتهم ونظراً لعدم تمكنهم في الدين , فجذبتُهُ إلى الموضوع حتى يفهم أكثر فقرأه فأعجب بما كتَبتَه أخي عاشق أمير المؤمنين فبدأ يقرأ الموضوع كامل , فاقتنع من التشيع فبدأ يبحث عن كيفية العبادات والمحاسن التي رواها أهل البيت عليهم السلام لكي يطبقها ( طبعاً بتأثيرٍ مني ) , ولا زلنا نقرأ الكثير عن ذلك نحن الثلاثة - أنا وأخي وصديقي -
بالنسبة للأجواء التي نعيشها هي أجواء مليئة بالعقبات والتحديات حقيقةً , وقد تناقشت مع ابن عمي ( مطوع ) ومعلم تربية إسلامية ( ثانوي ) وكان أحمق وجاهل في بعض الأمور وكان يفكر بأنني أطعن في الصحابة وأنا لم آتي بشيءٍ من رأسي بل الروايات السُّنية هي من تشهد بذلك وكتُبه التي يقتنيها هي من تشهد بذلك , فقال لأهلي بأنني صاحب فكرٍ منحرف وأنني أدافع عن الشيعة وأحاول إسقاط السُّنة وأتى لي بالمشاكل
مع العِلم بأن أهلي يحبونني كثيراً لأنني أسكن معهم ومستقر معهم وأخدمهم ولا يأبهون كثيراً لما قد أفعله في بعض العبادات وبعض الأمور الدنيوية لأنهم يثقون في كل ما أخطوه
وشقيقي الأكبر لا أحد يعلم أنه تشيع نظراً لارتباطه بأنسابٍ ملتزمين دينياً فهو يكتم تشيعه حتى لايؤثر ذلك على أسرته , وصديقي إلى الآن لا يستطيع إقناع أهله وهو لا زال يكتم تشيعه أيضاً رغم معرفة أحد إخوانه بذلك
أخي العزيز المجتمع الذي نقطن فيه لا يسمح بهكذا مذهب ولا يسمح لنا بأن نتناقش في شيءٍ يضر بالمنهج السلفي الذي يسمونه السُّني أو أهل السنة والجماعة , والدولة تحارب ذلك دينياً وسياسياً مع العِلم بأن مدينتي التي أقطنها - منفتحة جداً ويوجد فيها بعض الصوفية من السعوديين وبعض الزيدية من اليمنيين ومن غير المسلمين أيضاً
ولكن المذهب الاثني عشري خط أحمر بالنسبة لهذه الدولة وهذه المدينة بسبب قنوات الفتنة والدجل صفا ووصال لا بارك الله في القائمين عليها
لأنهم يفكرون أن الشيعي يتقرب إلى الله بلعن الصحابة وأمهات المؤمنين في كل لحظة وأنهم مرتبطين بإيران على حد زعمهم وأنهم عملاء ومتآمرين ووو . من الكلام الفارغ الذي تعرفه
الحديث يطول أخي العزيز في الحقد على الشيعة الذين هم أخطر من اليهود في نظر السلفية ..!!!فكيف بأشخاصٍ يقطنون في عقر دار السلفية ..!
والحمد لله على الهداية قبل كل شيء , ولكننا نتعبد في الخفاء وندعو إلى دين الله في الخفاء عند الأقربينَ منا
تحياتي لك أخي الفاضل وجزاك الله خير الجزاء على كل ما قدمته في الموضوع , فهو بحق جهد تشكر عليه وكل شيء منضبط وجميل
لاحرمك الله الأجر , وأسأل الله أن يجمعني بك عاجلاً غير آجل

يتبع...

[عاشق أمير المؤمنين]

أرسل لي أخي وحبيبي حاجز الصمت رحمه الله بتاريخ 17 - 8 - 2012م الساعة 8:06 صباحاً :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين , والحمد لله على السلامة , وكل عام وأنتَ بخير
شاهدتُ مشاركتك في موضوع الأخ جمري ففرحتُ بعودتكَ بعد انقطاعك
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

فأرسلتُ له بتاريخ 18 - 8 - 2012م الساعة 5:42 صباحاً :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سلَّمَكَ الله أخي العزيز حاجز الصمت وكل عام وأنتَ بخير

كيف حالكَ أخي العزيز وحالُ أخيك وصديقك المستبصر الذي أخبرتني عنه؟ أرجو أن تكونوا جميعاً بخير وفي أحسن حال، وأوصل سلامي إليهما.

انقطاعي كان بسبب كثرة الانشغالات خصوصاً في شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا جميعاً بالخير والبركة.

وأسأل الله تعالى أن يوفقنا دائماً لخدمة دينه وخدمة المؤمنين وأن يتقبَّل أعمالنا وأعمالكم إنه سميعٌ مجيبٌ

أشكرك على السؤال، وألتمس منك الدعاء

وأرسلتُ له بتاريخ 7 - 10 - 2012م الساعة 11:53 مساءً :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز حاجز الصمت

أحببتُ أن أطمئن عليك وأن أسأل عن أحوالك وأخبارك، وكذلك عن أخيك وصديقك، فما هي أخباركم؟ وهل تعرَّضتُم لمضايقاتٍ بسبب استبصاركم؟ وهل هناك مشاكلُ تمرُّون بها في هذه الفترة؟

أرجو أن تكون جميعاً بخير، كما أرجو أن توصل سلامي لجميع الإخوة الأعزاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فأجابني رحمه الله بتاريخ 8 - 10 - 2012م الساعة 5:17 صباحاً :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكَ أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين
أنا بخير والحمد لله , وكذلك أخي وصديقنا , والأمور بخير وطيبة والحمد لله والأمور ماشية تمام التمام
لأننا حقيقة نخفي تشيعنا عند بعض الأقارب والناس ولا يوجد مضايقات من الأسرة وبعض الأقارب إلا في السابق
ولكن اقتنعوا بواقعنا وما آلَ إليهِ مصيرنا وتركوا لنا الحُرية المطلقة
ومن فضل الله ونعمهِ أن مَنَّ على أختي بالاستبصار فالشُكر لله أولاً وأخيراً وبقناعة تامة , لأنها مطَّلعة وتبحث عن الحقيقة حينما رأت تغيراً كبيراً مني ومن شقيقنا الأكبر في أداء الواجبات والسُنن فاستحسنت ذلك واستبصرت
والفضل يعود لله أولاً وأخيراً , ولا أخفيك بأن موضوعنا له دورٌ كبير في استبصار أخي وأختي وصديقنا فشكراً جزيلاً لك أخي الفاضل
وجميعنا نحن الأربعة نقلِّد سماحة السيد علي السيستاني حفظه الله ورعاه , ومتواصلين مع موقعه لأخذ الأحكام الشرعية وطرح بعض الأسئلة
وكل شيء في أتمّ وأحسن حال , فبارك الله فيك أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين على السؤال وهذا من طيب أصلك
ويشهد الله أن القلب معك في كل وقت , وحتى حينما جفَّ قلمُكَ في هذا المنتدى هذه الأيام
إحترامي وتقديري لك , وبحول الله يوصل سلامك
وشكراً لك أخي العزيز والفاضل , وجزاك الله خير

يتبع...

[عاشق أمير المؤمنين]

أرسلتُ إلى حاجز الصمت رحمه الله بتاريخ 9 - 10 - 2012م الساعة 12:08 بعد منتصف الليل :

أخي العزيز حاجز الصمت

الحمد لله على ما أنعم عليكم وعلى ما تعيشونه من حرية تستطيعون بها أن تمارسوا عباداتكم.

كما أبارك لك استبصار أختك الكريمة، وأسأل الله تعالى لها التوفيق والثبات على الحق، وأن يحشرها الله وإياكم في زمرة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

وأحببتُ أيضاً أن أسألك عن كيفية استبصار أختك كما سألتُك عن استبصار أخيك من قبل، فما الذي دفعها للاستبصار؟ وما هي أهم المسائل الخلافية التي أثارتها لتبحث؟ وهل جرت بينكم حواراتٌ معينة بهذا الخصوص؟

إنني أسألك هذه الأسئلة أخي العزيز لأنَّ معرفة هذه الأمور قد تفيدني كثيراً، فالإنسان يستفيد من التجارب الكثيرة إذا كان يسعى لهداية الناس.

أبارك لك مجدداً استبصار أختك، وأبارك لها هي أيضاً، وما أجمل أن يعيش ثلاثة إخوة في بيتٍ واحدٍ وكلهم يعيشون نعمة ولذة الهداية وموالاة أهل البيت النبي صلى الله عليه وآله، فاشكروا الله على هذه النعمة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم جميعاً لأن تكونوا سبباً لهداية كثيرٍ من خَلْقِهِ إلى الحق إنه سميعٌ مجيبٌ.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فكتبَ لي رحمه الله بتاريخ 10 - 10 - 2012م الساعة 7:05 مساءً (قبل وفاتِه بيومين) :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز عاشق أمير المؤمنين
قصة استبصار أختي هي قصص وليست قصة واحدة وقد مرَّت بمراحل , وهذا الكلام بعد استبصاري أنا وشقيقي الأكبر
وبدايتها أننا نتناقش سوياً في المنزل وهي تحاول نفي وتخطية ما كنت أطرحه لها , فتنصدم بالمتناقضات والحلول الركيكة أو غير المقنعة في أغلب الأحيان حين تبحث وتأتيني بالإجابة وأحياناً لا تأتيني بشيء ..!ولا تسلِّم بما نطرحه لها إلا بعد جهدٍ جهيد , مثلما يفعل أي سلفي أو سلفية أو حتى أي شخص لاينتمي إلى أفكارنا وقناعاتنا
فكانت في حيرةٍ من أمرها في المرحلة الأولى
وقد كانت تشاهدني حينما كُنت أصلي في البيت خصوصاً صلاة المغرب والعشاء أو صلاة الظهر والعصر في الإجازات الأسبوعية وتشاهدني عندما أجمعها وأختلف قليلاً في بعض حركاتي في الصلاة مثلما يفعل أي جعفري
وكانت متقتنعة إلى حدٍ كبير بطريقة وضوئي في مسح الأرجُل أكرمك الله
فكانت تبحث عن سبب صلاة الشيعة بهذه الطريقة وعن طريقة الوضوء وفي بعض الأشياء التي كنت أطرحها لها أو إذا رأتني أفعل شيء غريب لا تفعله هي , وقد قالت لي ذات مرة بأنها شاهدت الحوار الذي بيني وبينك وتبين لها بأن الصحابة تذكروا صلاة الرسول صلى الله عليه وآله حينما صلّى بهم علي بن أبي طالب عليه السلام في العراق فتبين لها بأنه قد تغيرت الصلاة في عهد الخلفاء ولازال علي عليه السلام متمسكاً بها وقد شهدَ له الصحابة بأنهم كانوا يصلون مثل هذه الصلاة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , وهذه من بركات ما كتبتَهُ أخي الفاضل فجزاك الله خير
- المُهم أنها كانت تبحث بشكلٍ كبير وتطَّلع على الاختلافات وتسلِّم لما تخرج بهِ من نتائج وهذا قبل شهرٍ من الآن
فأعلنت تشيعها لي في البداية ثم قالت لأمي وأقنعتها بأن هذا مذهب مثل أي مذهب إسلامي ولكن حُججهُ قوية في أغلب المسائل العقدية والفقهية
وبفضل الله عز وجل أمي إنسانة طيبة وغير متعصبة وأختي لازالت تُقنع أمي في بعض المسائل التي لاتفهمها وحقيقةً أراهم يشاهدون حلقات السيد كمال الحيدري على اليوتيوب بشكلٍ شبه متواصل وآخرتها اليوم قبيل الغداء
وهذه من ضمن العوامل الكبيرة التي جعلت أختي تتشيَّع , وهي بفضل الله أولاً وأخيراً
والله يا أخي كم أنا سعيد بما أراه من تغيِّر كبير في أهلي , فنحن ثلاثة في البيت متشيعين وأمي في الطريق بحول الله , وما أجمل هذا الأمر في زمنٍ يُحاك فيه على الشيعة المكائد والافتراءات خصوصاً عندنا في المملكة ..؟!!!!!!!!!
وربما أنك ترى قنوات الفتنة ( صفا ووصال والبرهان ) وغيرها من القنوات المصرية كالحافظ والناس وغيرها من القنوات التي ليسَ همُّها إلا الافتراءات والظلم والكذب على الشيعة ليل نهار , وقد كانت من أوائل القنوات التي كنا نشاهدها في البيت
وبفضل الله ومنَّتهِ وكرمهِ استُبدلت هذه القنوات بالقنوات التي تخدم شيعة أهل البيت عليهم السلام وهي من أوائل القنوات في المنزل
ولله الحمد والشُكر
أخي العزيز عاشق أمير المؤمين شُكراً شكراً لك على ما قدَّمتَ لي من حوار ؛ فقد أنارَ بصيرتي وبصيرة أغلب أهلي ذلك الموضوع , وأنا أسكن في جدة , وأبعد عن الحرم المكي قرابة الساعة فإذا أردت أي شيء أنا تحت أمرك أخي العزيز أو من يعزّ عليك من أهلك وأقاربك أو جماعتك أو أصدقائك , وكذلك أزور المدينة المنورة كل شهرين أو ثلاثة
أسألك بالله العلي العظيم مرة ثانية إذا أردت أي شيء أو من يعزّ عليك بأن تكلمني سواءاً من أجل ( ترتيبات سكن سؤال أو أو ... ) فأنا في الخدمة وفي أتمّ الإستعداد وأنا تحت أمرك في أي وقت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتبع...

[الصريح]

الاخ المحترم عاشق امير المؤمنين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله بك على هذه المحاورة القيمية واستفدنا منها في كيفية مناضرة الاخرين باسلوب علمي رفيع
وكثر الله من امثالك للدفاع عن مذهب ائمة اهل البيت عليهم السلام ونشر معارفهم .

[عاشق أمير المؤمنين]

بارك الله فيك أخي الصريح ووفقك الله للدفاع من مذهب أهل البيت عليهم السلام

أشكرك على المتابعة

[عاشق أمير المؤمنين]

أرسلتُ إلى حاجز الصمت رحمه الله بتاريخ 11 - 10 - 2012م الساعة 12:09 بعد منتصف الليل :

أخي الحبيب حاجز الصمت
بارك الله فيك وفي أخيك وأختك، ويعلم الله كم أنا فرحٌ وسعيدٌ ومسرورٌ بما أنتم فيه من نعمة، وأسأل الله سبحانه أن يتمَّ نعمتَه عليكم باستبصار والدتكم الكريمة، وهو أعظم ما تكافؤون به هذه المرأة التي حملتكم جميعاً وربَّتكم وسهرت لراحتكم.


أخي الحبيب
إنَّ دعوة الأم إلى الاعتقاد الحق ليست كدعوة أي أحد، فينبغي للإنسان أن يعرف مقام والدتِه وحقها عليه، لذلك أحببتُ أن أذكر لك ما قاله الإمام علي بن الحسين عليهما السلام في حق الأم :

قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق المعروفة : "وأما حق الرحم، فحقُّ أُمك أن تَعلم أنها حملتك حيث لا يحملُ أحدٌ أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطعم أحدٌ أحداً، وأنها وَقَتْكَ بِسَمْعِهَا وبَصَرِهَا ويدها ورِجْلِها وشعرها وبَشَرِهَا وجميع جوارحها مستبشرةً بذلك، فرحة، موبلة، محتملةً لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمّها حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجَتْكَ إلى الأرض فَرَضِيَتْ أنْ تشبعَ وتجوعَ هي وتكسوك وتعرى وترويك وتظمأ وتُظلك وتضحي وتُنَعِّمَكَ ببؤسها، وتُلَذِّذَكَ بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاءاً وحِجْرُها لك حِواءاً وثديها لك سقاءاً ونفسها لك وقاءاً، تباشر حرَّ الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه".

هذا هو حق الأمِّ، وما أعظمَ ثوابكم إذا وُفِّقْتُم لأن تكونوا السبب في هدايتها إلى الحق.

أخي الحبيب

شكرتني على ما قدَّمْتُه في موضوع الحوار، وأقول لك : إنَّما قمتُ بواجبي وتكليفي في بيان الحق وإيضاحِه لطالبِه، والفضل لله سبحانه وتعالى، فلولا توفيقه لما استطعنا أن نكتب حرفاً، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

وأما ما ذكرتَه من خدماتٍ أنتَ مستعدٌ لتأديتِها فأشكركَ على ذلك جزيل الشكر، فالحمد لله نحن عندما نذهب إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة ليست عندنا مشاكل كبيرة من ناحية السكن، ففي الوقت الحاضر ما أتمناه هو رؤيتُك ورؤية أخيك وصديقك والتشرف بمعرفتِكم والجلوس معكم.

أخي الحبيب

لقد قال لي أحد المشايخ القريبين مني أنه يريد الالتقاء بكم سواءً من خلال زيارتكم إلى جدة قبل موسم الحج أو بعده أو أن يلتقي بكم في المدينة المنورة قبل موسم الحج ولو لمدة قصيرةٍ يُعرِّفُكُم فيها بأهم المسائل الشرعية التي هي محلُّ ابتلاء، ومثل هذا الأمر مهمٌ جداً لكم، وقد طلب مني أن أعرضَ عليكَ هذا الأمر لأعرفَ رأيك، كما أنه يريد التعرف إليكم.

أسأل الله تعالى لك التوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فأرسل لي في الليلة نفسها الساعة 1:39 بعد منتصف الليل :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل أتشرَّف بمعرفتك قريباً أنا وأخي وصديقنا أبو عبدالإله , ويشهد الله أنهم يريدون مقابلتك شخصياً سواءً في السعودية أو في البحرين , وقد قال لي شقيقي ذلك عدة مرات , وبحول الله نتقابل قريباً

بالنسبة للشيخ المقرَّب منك لا مانع من أن نقابله , وبالعكس أنا في أتم السعادة ولي الفخر بأن أقابل أي شخصٍ من طرفك , حتى نتعرف على بعض أكثر , ونستفيد من الشيخ
وبارك الله فيك ونفع بك وبشيخك

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم


وبه تعالى نستعين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل عاشق امير المؤمنين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي كيف لاتكون مدافعاً عن مذهب ائمة اهل البيت وانت الذي عشقت علي بن ابي طالب (عليه السلام ) وتأثرت به حيث من الله عليك من قبل بسبب حبك الى مولى الموحدين علي بن ابي طالب عليه السلام وجعلك من اتباعهِ, بل من المدافعين عنه فجزاك الله خير جزاء المحسنين
ورحم الله فقدينا المستبصر وتغمده الله بواسع رحمته .