استنطاق الأدلَّة النقلية والعقلية الدالة على استمرار حياة المهدي (عجل الله تعالى فرجه) سنشرع بالبرهنة على استمرار حياة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) إلى الزمن الحاضر وذلك مِن خلال استنطاق الأدلَّة النقلية، والعقلية، ونستنطق أولاً بعض الأدلَّة التي روتها كتب السنَّة:
الدليل الأوَّل: حديث الثقلين الذي رواه جماعة مِن أئمة السنَّة، وصححه علماؤهم، فقد جاء في صحيح الترمذي أنَّ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله) قَالَ:
(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ الله حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا)
قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ) [1].
وعلَّق الألباني على هذا الحديث قائلاً :صحيح.كذلك صححه الألباني في السلسلة الصحيحة[2].
وقال المناوي في شرح الحديث:
(أهل بيتي) وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا...يعني إن ائتمرتم بأوامر كتابه وانتهيتم بنواهيه واهتديتم بهدي عترتي واقتديتم بسيرتهم اهتديتم، فلم تضلوا...(وإنهما) أي والحال أنهما، وفي رواية أنَّ اللطيف أخبرني أنهما (لن يفترقا)أي الكتاب والعترة أي يستمرا متلازمين(حتَّى يردا على الحوض)أي الكوثر يوم القيامة زاد في رواية كهاتين وأشار بأصبعيه، وفي هذا مع قوله أولًا :(إني تارك فيكم) تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خَلَّفَهُما ووصَّى أمتَهُ بحسن معاملتهما، وإيثار حقهما على أنفسهما واستمساك بهما في الدين، أما الكتاب فلأنه معدن العلوم الدينية والأسرار، والحكم الشرعية وكنوز الحقائق وخفايا الدقائق، وأما العترة فلأن العنصر إذا طاب أعان على فهم الدين، فطيب العنصر يؤدي إلى حسن الأخلاق، ومحاسنها تؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته وطهارتهR[3].
ومن هذا الحديث يفهم أنَّ الكتاب و العترة، متلازمان لا يفترقان منذ وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) إلى أنْ يَرِدَا على الحوض. وعدم افتراقهما يعني استمرار وجود الكتاب مع عترة الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وهذا الاستمرار لا يمكن توجيهه إلا بافتراض أنَّ الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) قد ولد ولكنه غائب عن الأعين، إذ لو لم يكن مولوداً لافترق الكتاب عن العترة الطاهرة، وهذا غير ممكن لقوله(صلى الله عليه وآله) : (لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)، ومما يدعم صحة هذا القول ما قاله ابن حجر الهيتمي، فقد قال:
( وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلىعدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامةكما أن الكتاب العزيز كذلك ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي ويشهد لذلك الخبر السابق في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي إلى آخره )[4].
وقال العلامة محمد عبد الرؤوف المناوي بعد شرحه لحديث الثقلين:
(تنبيه) قال الشريف : هذا الخبر يفهم وجود مَن يكون أهلاً للتمسك به مِن أهل البيت والعترة الطاهرة في كلِّ زمن إلى قيام الساعة حتَّى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به كما أنَّ الكتاب كذلك، فلذلك كانوا أمانًا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض)[5].
فمن يستحق هذا المنصب في زماننا إنْ لم نقل بوجود المهدي(عجل الله تعالى فرجه)؟
فنحن أمام خيارين : إمَّا عدم صحة الحديث، وهذا غير ممكن لإجماع المسلمين بصحته، وإما الإقرار بوجود متأهل من العترة للتمسك به، وهو غير معروف بل غائب عنَّا.
[1]الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي:4/503[كتاب المناقب/ باب: مناقب أهل بيت البنيّ(صلى الله عليه وآله) -حـ 3788].
[2]السلسلة الصحيحة للألباني:ح. 1761.
[3]فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير: 3/19-20[2631-حرف الهمزة].
[4]الصواعق المحرقة لابن حجر : 232 ، [الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي - الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم ]
[5]فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير: 3/20[2631-حرف الهمزة].
الدليل الأوَّل: حديث الثقلين الذي رواه جماعة مِن أئمة السنَّة، وصححه علماؤهم، فقد جاء في صحيح الترمذي أنَّ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله) قَالَ:
(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ الله حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا)
قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ) [1].
وعلَّق الألباني على هذا الحديث قائلاً :صحيح.كذلك صححه الألباني في السلسلة الصحيحة[2].
وقال المناوي في شرح الحديث:
(أهل بيتي) وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا...يعني إن ائتمرتم بأوامر كتابه وانتهيتم بنواهيه واهتديتم بهدي عترتي واقتديتم بسيرتهم اهتديتم، فلم تضلوا...(وإنهما) أي والحال أنهما، وفي رواية أنَّ اللطيف أخبرني أنهما (لن يفترقا)أي الكتاب والعترة أي يستمرا متلازمين(حتَّى يردا على الحوض)أي الكوثر يوم القيامة زاد في رواية كهاتين وأشار بأصبعيه، وفي هذا مع قوله أولًا :(إني تارك فيكم) تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خَلَّفَهُما ووصَّى أمتَهُ بحسن معاملتهما، وإيثار حقهما على أنفسهما واستمساك بهما في الدين، أما الكتاب فلأنه معدن العلوم الدينية والأسرار، والحكم الشرعية وكنوز الحقائق وخفايا الدقائق، وأما العترة فلأن العنصر إذا طاب أعان على فهم الدين، فطيب العنصر يؤدي إلى حسن الأخلاق، ومحاسنها تؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته وطهارتهR[3].
ومن هذا الحديث يفهم أنَّ الكتاب و العترة، متلازمان لا يفترقان منذ وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) إلى أنْ يَرِدَا على الحوض. وعدم افتراقهما يعني استمرار وجود الكتاب مع عترة الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وهذا الاستمرار لا يمكن توجيهه إلا بافتراض أنَّ الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) قد ولد ولكنه غائب عن الأعين، إذ لو لم يكن مولوداً لافترق الكتاب عن العترة الطاهرة، وهذا غير ممكن لقوله(صلى الله عليه وآله) : (لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)، ومما يدعم صحة هذا القول ما قاله ابن حجر الهيتمي، فقد قال:
( وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلىعدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامةكما أن الكتاب العزيز كذلك ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي ويشهد لذلك الخبر السابق في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي إلى آخره )[4].
وقال العلامة محمد عبد الرؤوف المناوي بعد شرحه لحديث الثقلين:
(تنبيه) قال الشريف : هذا الخبر يفهم وجود مَن يكون أهلاً للتمسك به مِن أهل البيت والعترة الطاهرة في كلِّ زمن إلى قيام الساعة حتَّى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به كما أنَّ الكتاب كذلك، فلذلك كانوا أمانًا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض)[5].
فمن يستحق هذا المنصب في زماننا إنْ لم نقل بوجود المهدي(عجل الله تعالى فرجه)؟
فنحن أمام خيارين : إمَّا عدم صحة الحديث، وهذا غير ممكن لإجماع المسلمين بصحته، وإما الإقرار بوجود متأهل من العترة للتمسك به، وهو غير معروف بل غائب عنَّا.
[1]الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي:4/503[كتاب المناقب/ باب: مناقب أهل بيت البنيّ(صلى الله عليه وآله) -حـ 3788].
[2]السلسلة الصحيحة للألباني:ح. 1761.
[3]فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير: 3/19-20[2631-حرف الهمزة].
[4]الصواعق المحرقة لابن حجر : 232 ، [الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي - الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم ]
[5]فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير: 3/20[2631-حرف الهمزة].
تعليق