ملازمة السّبطيـن (عليهما السلام)
ثمّ إنّ أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) بقي بعد أبيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ملازماً لأخويه السّبطين الإمامين الهمامين الحسن والحسين (عليهما السّلام) ، وهما اللذان قد أثنى عليهما وعلى ابن عمّهما عبد الله بن جعفر حتّى مثل عثمان بن عفان ؛ فإنّه قال للسائل الذي سأله فأعطاه هو خمسة دراهم فقط ، فسألهم فأغدقوا عليه المال : ومَنْ لك بمثل هؤلاء الفتية ؟ اُولئك فطموا العلم فطماً ، وحازوا الخير والحكمة .
نعم ، لقد لازم أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) بعد أبيه أخويه (عليهما السّلام) ، ورجع معهما إلى المدينة المنورة ، وبقي في خدمتهما مدّة إقامتهما فيها ، وتعلّم منهما أيضاً معالم
الدين واُصوله ، وأحكام الإسلام وفروعه ، ومحاسن الأخلاق ومكارمه ، حتّى إذا استشهد السّبط الأكبر الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام) على يدي معاوية بالسمّ غدراً صار ملازماً لأخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وبقي معه ما دام الإمام (عليه السّلام) في المدينة المنورة ؛ يتلقّى من علومه ويتروّى من جميل أخلاقه وآدابه ، حتّى إذا خرج الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى العراق خرج معه أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) ولازم ركابه حتّى قُتل بين يديه شهيداً صابراً محتسباً
تعليق