بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كان المهدي (عليه السّلام) ظاهراً بشخصه للناس ، وهم لا يعرفونه ، فكيف لا يلتفتون إليه طوال السنين ، وهم يرونه باقياً لا يموت على حيث يموت غيره من الناس .
إذا كان المهدي (عليه السّلام) ظاهراً بشخصه للناس ، وهم لا يعرفونه ، فكيف لا يلتفتون إليه طوال السنين ، وهم يرونه باقياً لا يموت على حيث يموت غيره من الناس .
وفي هذا السؤال غفلة عن الاُسلوب الذي يمكن للمهدي (عليه السّلام) أنْ يتّخذه ؛ تلافياً لهذا المحذور , فإنّه لو عاش في مدينة واحدة حقبة طويلة من الزمن لانكشف أمره لا محالة ، ولكنّه ـ بطبيعة الحال ـ لا يعمل ذلك ، بل يقضي في كلّ مدينة أو منطقة عدداً من السنين تكون كافية لبقاء غفلة الناس عن حقيقته .
فلو كان يقضي في كلّ مدينة من العالم الإسلامي خمسين عاماً ، لكان الآن قد أكمل سكنى اثنتين وعشرين مدينة . وتوجد في العالم الإسلامي أضعاف ذلك من المدن التي يمكن للمهدي (عليه السّلام) أنْ يسكنها تباعاً ، كما يمكن أنْ يعود إلى نفس المدينة التي سكن بها بعد مضي جيلين أو أكثر ، وانقراض مَن كان يعرف شخصه من الناس .
ومِن البسيط جدّاً أَلاّ ينتبه الناس إلى عمره خلال السنوات التي يقضيها في بلدتهم ؛ فإنّ هناك نوعاً من الناس نصادف منهم العدد غير القليل ، تكون سحنتهم ثابتة التقاطيع على مَرّ السنين ، فلو فرضنا ـ في الاُطروحة ـ كون المهدي (عليه السّلام) على هذا الغرار ، لم يكن ليثير العجب بين الناس بعد أنْ يكونوا قد شاهدوا عدداً غير قليل من هذا القبيل .
ثمّ حين يمرّ الزمان الطويل الذي يكون وجود المهدي (عليه السّلام) فيه ملفتاً للنظر ومثيراً للانتباه ، يكون المهدي (عليه السّلام) قد غادر هذه المدينة بطريق اعتيادي جدّاً إلى مدينة أخرى ؛ ليسكن فيها حقبة من السنين , وهكذا .
تعليق