بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطِيبْينَ الطَاهرِينَ الأشْرّافْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ يَا كَرِيمْ
السلام على الخد التريب..السلام على الشيب الخضيب...السلام على البدن السليب...عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار يا أبا عبدالله
زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) حق واجب
أنّ زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) حقّ واجب على كل مسلم ومؤمن
ذهب إلى ذلك بعض المتقدمين، وحري بالمؤمنين أن لايتركوا زيارته (سلام الله علیه)، ففي الخبر:
«عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ حَجَّ دَهْرَهُ ثُمَّ لَمْ يَزُرِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ; لَكَانَ تَارِكاً حَقّاً مِنْ حُقُوقِ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله) لأنَّ حَقَّ الْحُسَيْنِ فَرِيضَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»[6].
وفي رواية أخرى أنّ زيارته (سلام الله علیه) مفترضة على كل مؤمن يقر بالإمامة:
«عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (سلام الله علیه) قَالَ: مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)، فَإِنَّ إِتْيَانَهُ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَيَمُدُّ فِي الْعُمُرِ وَيَدْفَعُ مَدَافِعَ السُّوءِ، وَإِتْيَانَهُ مُفْتَرَضٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ يُقِرُّ لَهُ بِالإمَامَةِ مِنَ اللَّهِ»[7].
زيارته واجبة على الرجل والمرأة
يشمل النساء أيضاً، فقد صرّحت الروايات الشريفة بأنه لا فرق في ذلك بين الرجال والنساء.
«عنْ أُمِّ سَعِيدٍ الأحْمَسِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): يَاأُمَّ سَعِيدٍ تَزُورِينَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: يَا أُمَّ سَعِيدٍ زُورِيهِ، فَإِنَّ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) وَاجِبَةٌ عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ»[8].
الملائكة تستقبل الزائرين
إنّ لزوّار سيد الشهداء (سلام الله علیه) منزلة ومقاماً عظيماً عند الله تعالى، فالملائكة يتستقبلون زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) ويشايعونه عند توديعه اﻹمام.
«عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): إِنَّ أَرْبَعَةَ آلافِ مَلَكٍ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) شُعْثٍ غُبْرٍ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. رَئِيسُهُمْ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ، فَلا يَزُورُهُ زَائِرٌ إِلاّ اسْتَقْبَلُوه،ُ وَلا يُوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إِلاّ شَيَّعُوهُ، وَلا مَرِضَ إِلاّ عَادُوهُ، وَلا يَمُوتُ إِلاّ صَلَّوْا عَلَى جِنَازَتِهِ، وَاسْتَغْفَرُوا لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ»[9].
ومن هذه الرواية ندرك مدى استثنائية زيارته (سلام الله علیه).
الكعبة وكربلاء
ـ فضيلة أرض كربلاء والتربة التي دفن فيها اﻹمام الحسين (سلام الله علیه)
في الخبر أنّ الله عزوجلّ أوحى إلى أرض الكعبة التي افتخرت بنفسها أنه لو لا أرض كربلاء ما فضلتك:
«عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): إِنَّ أَرْضَ الْكَعْبَةِ قَالَتْ: مَنْ مِثْلِي وَقَدْ بُنِيَ بَيْتُ اللَّهِ عَلَى ظَهْرِي يَأْتِينِي النَّاسُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ وَجُعِلْتُ حَرَمَ اللَّهِ وَأَمْنَهُ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهَا: كُفِّي وَقِرِّي، مَا فَضْلُ مَا فُضِّلْتِ بِهِ فِيمَا أُعْطِيَتْ أَرْضُ كَرْبَلاءَ إِلاّ بِمَنْزِلَةِ الإبْرَةِ غُمِسَتْ فِي الْبَحْرِ فَحَمَلَتْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ، وَلَوْلا تُرْبَةُ كَرْبَلاءَ مَا فَضَّلْتُكِ، وَلَوْلا مَنْ ضَمَّتْهُ كَرْبَلاءُ لَمَا خَلَقْتُكِ ولا خَلَقْتُ الَّذِي افْتَخَرْتِ بِهِ، فَقِرِّي وَاسْتَقِرِّي وَكُونِي ذَنَباً مُتَوَاضِعاً ذَلِيلاً مَهِيناً، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ لأرْضِ كَرْبَلاءَ وَإِلاّ مَسَخْتُكِ وَهَوَيْتُ بِكِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»[10].
وقال اﻹمام الصادق (سلام الله علیه) حول تربة كربلاء:
«فِي طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَهُوَ الدَّوَاءُ الأكْبَرُ»[11].
أنّ أرض كربلاء هي قطعة من الجنة، «عن أبي الجارود قال: قال علي بن الحسين;: اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام، وأنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها إلاّ النبيّون والمرسلون ـ أو قال: أولو العزم من الرسل ـ وأنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدرّي بين الكواكب لأهل الأرض، يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعاً، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمّنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة»[12].
تربة كربلاء تخرق الحجب السبع
رواية حول آثار تربة كربلاء «عَنِ الإمام الصَّادِقِ (سلام الله علیه) قَالَ: مَنْ أَدَارَ سُبْحَةً مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) مَرَّةً وَاحِدَةً بِالاسْتِغْفَارِ أَوْ غَيْرِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَأَنَّ السُّجُودَ عَلَيْهَا يَخْرِقُ الْحُجُبَ السَّبْعَ»[13].
حقاً إنها رواية عجيبة توجب علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى الذي تفضّل علينا بالسجود على التربة الحسينية الطاهرة.
منزلة ماء الفرات
استثناء لماء الفرات كما ﻷرض كربلاءو تفاوت بين ماء الفرات وسائر الأنهار في الدنيا
إنّ لماء الفرات استثناءً كالاستثناء الموجود لتربة قبر سيد الشهداء (سلام الله علیه) ولمحبّه ولزائره وللمتعزّي بعزائه.
«قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله علیه): الْفُرَاتُ سَيِّدُ الْمِيَاهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»[14].
وذكر ابن قولويه بسنده الرواية التالية:
«قال الإمام علِيُّ بْنَ الْحُسَيْنِ;: إِنَّ مَلَكاً يَهْبِطُ كُلَّ لَيْلَةٍ مَعَهُ ثَلاثَةُ مَثَاقِيلِ مِسْكٍ مِنْ مِسَكِ الْجَنَّةِ فَيَطْرَحُهَا فِي الْفُرَاتِ، وَمَا مِنْ نَهْرٍ فِي شَرْقٍ وَلا غَرْبٍ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ»[15].
وأذكر رواية أخرى حول ماء الفرات لتقرّ عيون محبّي اﻹمام أبي عبد الله الحسين (سلام الله علیه)، وهي:
«عن الحسين بن عثمان، عمّن ذكره عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال: تقطر في الفرات كل يوم قطرات من الجنة»[16].
حقاً إنّ لطف الله سبحانه وتعالى عظيم على عباده ومننه كثيرة، فهو جلّ وعلا لما خصّ المؤمنين بزيارة كربلاء، ودعاهم على لسان نبيه وأهل بيته الأطهار (سلام الله علیهم) إلى الاغتسال بماء الفرات الذي يتميّز عن سائر المياه بخصائص كهذه وبالشرب منه ثم التشرّف بزيارة سيد الشهداء (سلام الله علیه)، وهذه من رحمة الله تعالى ولطفه الخاص بزوّار اﻹمام الحسين (سلام الله علیه)، فعلينا أن نشكر هذه النعمة.
اﻷنبياء يشتاقون لزيارته
إنّ زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) غير مختصّة بالشيعة المحبّين، بل حتى أنبياء الله تعالى يشتاقون إلى زيارته (سلام الله علیه)، والروايات في ذلك كثيرة، ومنها:
«عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَيْسَ نَبِيٌّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ إِلاّ يَسْأَلُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُؤْذَنَ لَهُمْ فِي زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)، فَفَوْجٌ يَنْزِلُ وَفَوْجٌ يَعْرُجُ»[17].
وهنالك أخرى رواية تشير إلى أن الملائكة يفدون على قبر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه)، وهي:
«عن إسحاق بن عمار: قال الإمام الصادق (سلام الله علیه): ما بين قبر الحسين (سلام الله علیه) إلى السماء السابعة مختلف الملائكة»[18].
السلام على الخد التريب..السلام على الشيب الخضيب...السلام على البدن السليب...عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار يا أبا عبدالله
زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) حق واجب
أنّ زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) حقّ واجب على كل مسلم ومؤمن
ذهب إلى ذلك بعض المتقدمين، وحري بالمؤمنين أن لايتركوا زيارته (سلام الله علیه)، ففي الخبر:
«عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ حَجَّ دَهْرَهُ ثُمَّ لَمْ يَزُرِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ; لَكَانَ تَارِكاً حَقّاً مِنْ حُقُوقِ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله) لأنَّ حَقَّ الْحُسَيْنِ فَرِيضَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»[6].
وفي رواية أخرى أنّ زيارته (سلام الله علیه) مفترضة على كل مؤمن يقر بالإمامة:
«عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (سلام الله علیه) قَالَ: مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)، فَإِنَّ إِتْيَانَهُ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَيَمُدُّ فِي الْعُمُرِ وَيَدْفَعُ مَدَافِعَ السُّوءِ، وَإِتْيَانَهُ مُفْتَرَضٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ يُقِرُّ لَهُ بِالإمَامَةِ مِنَ اللَّهِ»[7].
زيارته واجبة على الرجل والمرأة
يشمل النساء أيضاً، فقد صرّحت الروايات الشريفة بأنه لا فرق في ذلك بين الرجال والنساء.
«عنْ أُمِّ سَعِيدٍ الأحْمَسِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): يَاأُمَّ سَعِيدٍ تَزُورِينَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: يَا أُمَّ سَعِيدٍ زُورِيهِ، فَإِنَّ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) وَاجِبَةٌ عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ»[8].
الملائكة تستقبل الزائرين
إنّ لزوّار سيد الشهداء (سلام الله علیه) منزلة ومقاماً عظيماً عند الله تعالى، فالملائكة يتستقبلون زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) ويشايعونه عند توديعه اﻹمام.
«عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): إِنَّ أَرْبَعَةَ آلافِ مَلَكٍ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) شُعْثٍ غُبْرٍ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. رَئِيسُهُمْ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ، فَلا يَزُورُهُ زَائِرٌ إِلاّ اسْتَقْبَلُوه،ُ وَلا يُوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إِلاّ شَيَّعُوهُ، وَلا مَرِضَ إِلاّ عَادُوهُ، وَلا يَمُوتُ إِلاّ صَلَّوْا عَلَى جِنَازَتِهِ، وَاسْتَغْفَرُوا لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ»[9].
ومن هذه الرواية ندرك مدى استثنائية زيارته (سلام الله علیه).
الكعبة وكربلاء
ـ فضيلة أرض كربلاء والتربة التي دفن فيها اﻹمام الحسين (سلام الله علیه)
في الخبر أنّ الله عزوجلّ أوحى إلى أرض الكعبة التي افتخرت بنفسها أنه لو لا أرض كربلاء ما فضلتك:
«عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): إِنَّ أَرْضَ الْكَعْبَةِ قَالَتْ: مَنْ مِثْلِي وَقَدْ بُنِيَ بَيْتُ اللَّهِ عَلَى ظَهْرِي يَأْتِينِي النَّاسُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ وَجُعِلْتُ حَرَمَ اللَّهِ وَأَمْنَهُ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهَا: كُفِّي وَقِرِّي، مَا فَضْلُ مَا فُضِّلْتِ بِهِ فِيمَا أُعْطِيَتْ أَرْضُ كَرْبَلاءَ إِلاّ بِمَنْزِلَةِ الإبْرَةِ غُمِسَتْ فِي الْبَحْرِ فَحَمَلَتْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ، وَلَوْلا تُرْبَةُ كَرْبَلاءَ مَا فَضَّلْتُكِ، وَلَوْلا مَنْ ضَمَّتْهُ كَرْبَلاءُ لَمَا خَلَقْتُكِ ولا خَلَقْتُ الَّذِي افْتَخَرْتِ بِهِ، فَقِرِّي وَاسْتَقِرِّي وَكُونِي ذَنَباً مُتَوَاضِعاً ذَلِيلاً مَهِيناً، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ لأرْضِ كَرْبَلاءَ وَإِلاّ مَسَخْتُكِ وَهَوَيْتُ بِكِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»[10].
وقال اﻹمام الصادق (سلام الله علیه) حول تربة كربلاء:
«فِي طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَهُوَ الدَّوَاءُ الأكْبَرُ»[11].
أنّ أرض كربلاء هي قطعة من الجنة، «عن أبي الجارود قال: قال علي بن الحسين;: اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام، وأنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها إلاّ النبيّون والمرسلون ـ أو قال: أولو العزم من الرسل ـ وأنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدرّي بين الكواكب لأهل الأرض، يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعاً، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمّنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة»[12].
تربة كربلاء تخرق الحجب السبع
رواية حول آثار تربة كربلاء «عَنِ الإمام الصَّادِقِ (سلام الله علیه) قَالَ: مَنْ أَدَارَ سُبْحَةً مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) مَرَّةً وَاحِدَةً بِالاسْتِغْفَارِ أَوْ غَيْرِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَأَنَّ السُّجُودَ عَلَيْهَا يَخْرِقُ الْحُجُبَ السَّبْعَ»[13].
حقاً إنها رواية عجيبة توجب علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى الذي تفضّل علينا بالسجود على التربة الحسينية الطاهرة.
منزلة ماء الفرات
استثناء لماء الفرات كما ﻷرض كربلاءو تفاوت بين ماء الفرات وسائر الأنهار في الدنيا
إنّ لماء الفرات استثناءً كالاستثناء الموجود لتربة قبر سيد الشهداء (سلام الله علیه) ولمحبّه ولزائره وللمتعزّي بعزائه.
«قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله علیه): الْفُرَاتُ سَيِّدُ الْمِيَاهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»[14].
وذكر ابن قولويه بسنده الرواية التالية:
«قال الإمام علِيُّ بْنَ الْحُسَيْنِ;: إِنَّ مَلَكاً يَهْبِطُ كُلَّ لَيْلَةٍ مَعَهُ ثَلاثَةُ مَثَاقِيلِ مِسْكٍ مِنْ مِسَكِ الْجَنَّةِ فَيَطْرَحُهَا فِي الْفُرَاتِ، وَمَا مِنْ نَهْرٍ فِي شَرْقٍ وَلا غَرْبٍ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ»[15].
وأذكر رواية أخرى حول ماء الفرات لتقرّ عيون محبّي اﻹمام أبي عبد الله الحسين (سلام الله علیه)، وهي:
«عن الحسين بن عثمان، عمّن ذكره عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال: تقطر في الفرات كل يوم قطرات من الجنة»[16].
حقاً إنّ لطف الله سبحانه وتعالى عظيم على عباده ومننه كثيرة، فهو جلّ وعلا لما خصّ المؤمنين بزيارة كربلاء، ودعاهم على لسان نبيه وأهل بيته الأطهار (سلام الله علیهم) إلى الاغتسال بماء الفرات الذي يتميّز عن سائر المياه بخصائص كهذه وبالشرب منه ثم التشرّف بزيارة سيد الشهداء (سلام الله علیه)، وهذه من رحمة الله تعالى ولطفه الخاص بزوّار اﻹمام الحسين (سلام الله علیه)، فعلينا أن نشكر هذه النعمة.
اﻷنبياء يشتاقون لزيارته
إنّ زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) غير مختصّة بالشيعة المحبّين، بل حتى أنبياء الله تعالى يشتاقون إلى زيارته (سلام الله علیه)، والروايات في ذلك كثيرة، ومنها:
«عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَيْسَ نَبِيٌّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ إِلاّ يَسْأَلُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُؤْذَنَ لَهُمْ فِي زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)، فَفَوْجٌ يَنْزِلُ وَفَوْجٌ يَعْرُجُ»[17].
وهنالك أخرى رواية تشير إلى أن الملائكة يفدون على قبر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه)، وهي:
«عن إسحاق بن عمار: قال الإمام الصادق (سلام الله علیه): ما بين قبر الحسين (سلام الله علیه) إلى السماء السابعة مختلف الملائكة»[18].
أجر زيارة كربلاء
ورد في الروايات الشريفة أنّ الله سبحانه وتعالى جعل لزوّار اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) أجراً عظيماً وخصائص كثيرة، منها: نيل الجنة:
«عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَ (سلام الله علیه): مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أَحَدٍ مِنَ الأئِمَّةِ (سلام الله علیهم) ؟
قَالَ: لَهُ مِثْلُ مَنْ أَتَى قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه).
قَالَ: قُلْتُ: وَمَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه)؟
قَالَ (سلام الله علیه): الْجَنَّةُ وَاللَّهِ»[19].
ثواب عبادة الملائكة لزوّار الإمام الحسين
إن زوّار اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) يشاركون الملائكة في أجر عبادتهم في ذلك المكان الطاهر والمقدس، فضلاً عمّا يتزوّدون به من الجوّ المعنوي واﻹيماني هناك، ففي الرواية الشريفة:
«عن عنبسة عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) أنه قال:
وكّل الله بقبر الحسين بن علي; سبعين ألف ملك يعبدون الله عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم لزوّار قبر الحسين بن علي;، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أبد الآبدين»[20].
الجدير بالذكر أنّ أهل البيت (سلام الله علیهم) حثوا شيعتهم ومحبّيهم على زيارة سيد الشهداء (سلام الله علیه) ودعوهم إلى ذلك حتى مع وجود الخوف والخطر، كما في الرواية التالية:
عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال قلت له: إنّ قلبي ينازعني إلى زيارة قبر أبيك، وإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المصالح، فقال (سلام الله علیه): يا ابن بكير أما تحب أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظل عرشه؟ وكان يحدثه الحسين (سلام الله علیه) تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزع فإن فزع وقرته الملائكة، وسكنت قلبه بالبشارة»[21].
يوم القيامة يفلح زائر الإمام الحسين
إنّ زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) يحظى يوم القيامة بخصائص كثيرة كما ورد في الرواية عن اﻹمام الباقر (سلام الله علیه):
«يقول زُرَارَةَ: قُلْتُ لأبِي جَعْفَرٍ (سلام الله علیه): مَا تَقُولُ فِيمَنْ زَارَ أَبَاكَ عَلَى خَوْفٍ؟
قَالَ: يُؤْمِنُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ وَتَلَقَّاهُ الْمَلائِكَةُ بِالْبِشَارَةِ وَيُقَالُ لَهُ لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي فِيهِ فَوْزُكَ»[22].
من يزوره وهو عطشان ومكروب ومذنب
عن اﻹمام الباقر (سلام الله علیه):
«عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (سلام الله علیه) قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ (سلام الله علیه) صَاحِبَ كَرْبَلاءَ قُتِلَ مَظْلُوماً مَكْرُوباً عَطْشَاناً لَهْفَاناً فَآلَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَأْتِيَهُ لَهْفَانٌ وَلا مَكْرُوبٌ وَلا مُذْنِبٌ وَلا مَغْمُومٌ وَلا عَطْشَانُ وَلا مَنْ بِهِ عَاهَةٌ ثُمَّ دَعَا عِنْدَهُ وَتَقَرَّبَ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ; إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاّ نَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ وَأَعْطَاهُ مَسْأَلَتَهُ وَغَفَرَ ذَنْبَهُ وَمَدَّ فِي عُمُرِهِ وَبَسَطَ فِي رِزْقِهِ، فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأبْصَارِ»[23].
النبي يعين زوّار الإمام الحسين
أن (صلی الله علیه وآله) يزور زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) ويكرمه.
«عَنِ الْمُعَلَّى أَبِي شِهَابٍ قَالَ: قَالَ الْحُسَيْنُ (سلام الله علیه) لِرَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله): يَا أَبَتَاهْ مَا لِمَنْ زَارَكَ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله): يَابُنَيَّ مَنْ زَارَنِي حَيّاً أَوْ مَيِّتاً أَوْ زَارَ أَبَاكَ أَوْ زَارَ أَخَاكَ أَوْ زَارَكَ كَانَ حَقّاً عَلَيَّ أَنْ أَزُورَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ»[24].
الزهراء وزائر الإمام الحسين
إنّ مولاتنا فاطمة الزهراء (سلام الله علیها) تحضر في كربلاء وتطلب من الله تعالى أن يغفر ذنوب زوّار اﻹمام الحسين (سلام الله علیه).
«عن داود بن كثير عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال: إنّ فاطمة بنت محمد (صلی الله علیه وآله) تحضر لزوّار قبر ابنها الحسين (سلام الله علیه) فتستغفر لهم ذنوبهم»[25].
الله يرضى عن زائر الإمام الحسين
إنّ الله تعالى يضاعف للمنفق في مسيره إلى زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) أضعافاً كثيرة.
«عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): إِنَّ أَبَاكَ كَانَ يَقُولُ فِي الْحَجِّ يُحْسَبُ لَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ أَنْفَقَهُ أَلْفٌ، فَمَا لِمَنْ يُنْفِقُ فِي الْمَسِيرِ إِلَى أَبِيكَ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)؟
قَالَ: يَاابْنَ سِنَانٍ يُحْسَبُ لَهُ بِالدِّرْهَمِ أَلْفٌ وَأَلْفٌ، حَتَّى عَدَّ عَشَرَةً، وَيُرْفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مِثْلُهَا، وَرِضَا اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ وَدُعَاءُ مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه وآله) وَدُعَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالأئِمَّةِ (سلام الله علیهم) خَيْرٌ لَهُ»[26].
أدنى ما لزائر الإمام الحسين
إنّ الله سبحانه وتعالى يحفظ زائر سيد الشهداء (سلام الله علیه) ويرعاه، كما في الرواية الشريفة التالية:
«عن عبد الله بن هلال عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال: قلت له: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين (سلام الله علیه)؟ فقال لي: ياعبد الله إنّ أدنى ما يكون له أنّ الله يحفظه في نفسه وأهله حتى يردّه إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له»[27].
زائر الإمام الحسين ونار جهنم
كما أنّ الملائكة تبشّر زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) وتقول: والله لا ترى النار بعينك:
«عن علي بن ميمون الصائغ عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال: ياعلي زر الحسين ولا تدعه.
قال: قلت: مالمن أتاه من الثواب؟
قال: من أتاه ماشياً كتب الله له بكلِّ خطوة حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة، فإذا أتاه وكّل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شرّ ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودّعوه وقالوا: ياوليّ الله مغفوراً لك، أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك أبداً ولا تراك ولا تطعمك أبداً»[28].
إنّ الملائكة تبشّر زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) ببشائر كثيرة وتقول: لو يعلم بها الزائر لقضى عمره كلّه عند قبر الحسين (سلام الله علیه) إلى الممات.
«عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه) فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ: فَإِذَا انْقَلَبْتَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) نَادَاكَ مُنَادٍ لَوْ سَمِعْتَ مَقَالَتَهُ لأقَمْتَ عُمُرَكَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)، وهُوَ يَقُولُ: طُوبَى لَكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ، قَدْ غَنِمْتَ وَسَلِمْتَ، قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا سَلَفَ، فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ ـ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ »[29].
مباهاة الله سبحانه
إنّ الله تبارك وتعالى يعطي لزائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) أعلى الدرجات، ويباهي به أنبياءه وحملة عرشه. وإن أردت أن تعلم عظم مقام ودرجة زائر الحسين (سلام الله علیه) فإليك الرواية الشريفة التالية:
«عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله (سلام الله علیه): ما ألقى من قومي ومن بني إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين (سلام الله علیه) من الخير، إنهم يُكذّبوني ويقولون: إنك تكذب على جعفر بن محمد;.
قال: يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاءوا، والله إنّ الله ليباهي بزائر الحسين، والوافد يفده الملائكة المقرّبون وحملة عرشه حتى إنه ليقول لهم: أما ترون زوّار قبر الحسين أتوه شوقاً إليه وإلى فاطمة بنت رسول الله. أما وعزّتي وجلالي وعظمتي لأوجبنّ لهم كرامتي ولأدخلنهم جنّتي التي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورسلي.
ياملائكتي هؤلاء زوّار الحسين حبيب محمد رسولي، ومحمد حبيبي ومن أحبّني أحبّ حبيبي، ومن أحبّ حبيبي أحبّ من يحبّه، ومن أبغض حبيبي أبغضني، ومن أبغضني كان حقّاً عليّ أن أعذّبه بأشدّ عذابي وأُحرقه بحرّ ناري وأجعل جهنم مسكنه ومأواه وأُعذّبه عذاباً لا أُعذّبه أحداً من العالمين»[30].
«عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَ (سلام الله علیه): مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أَحَدٍ مِنَ الأئِمَّةِ (سلام الله علیهم) ؟
قَالَ: لَهُ مِثْلُ مَنْ أَتَى قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه).
قَالَ: قُلْتُ: وَمَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه)؟
قَالَ (سلام الله علیه): الْجَنَّةُ وَاللَّهِ»[19].
ثواب عبادة الملائكة لزوّار الإمام الحسين
إن زوّار اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) يشاركون الملائكة في أجر عبادتهم في ذلك المكان الطاهر والمقدس، فضلاً عمّا يتزوّدون به من الجوّ المعنوي واﻹيماني هناك، ففي الرواية الشريفة:
«عن عنبسة عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) أنه قال:
وكّل الله بقبر الحسين بن علي; سبعين ألف ملك يعبدون الله عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم لزوّار قبر الحسين بن علي;، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أبد الآبدين»[20].
الجدير بالذكر أنّ أهل البيت (سلام الله علیهم) حثوا شيعتهم ومحبّيهم على زيارة سيد الشهداء (سلام الله علیه) ودعوهم إلى ذلك حتى مع وجود الخوف والخطر، كما في الرواية التالية:
عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال قلت له: إنّ قلبي ينازعني إلى زيارة قبر أبيك، وإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المصالح، فقال (سلام الله علیه): يا ابن بكير أما تحب أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظل عرشه؟ وكان يحدثه الحسين (سلام الله علیه) تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزع فإن فزع وقرته الملائكة، وسكنت قلبه بالبشارة»[21].
يوم القيامة يفلح زائر الإمام الحسين
إنّ زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) يحظى يوم القيامة بخصائص كثيرة كما ورد في الرواية عن اﻹمام الباقر (سلام الله علیه):
«يقول زُرَارَةَ: قُلْتُ لأبِي جَعْفَرٍ (سلام الله علیه): مَا تَقُولُ فِيمَنْ زَارَ أَبَاكَ عَلَى خَوْفٍ؟
قَالَ: يُؤْمِنُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ وَتَلَقَّاهُ الْمَلائِكَةُ بِالْبِشَارَةِ وَيُقَالُ لَهُ لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي فِيهِ فَوْزُكَ»[22].
من يزوره وهو عطشان ومكروب ومذنب
عن اﻹمام الباقر (سلام الله علیه):
«عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (سلام الله علیه) قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ (سلام الله علیه) صَاحِبَ كَرْبَلاءَ قُتِلَ مَظْلُوماً مَكْرُوباً عَطْشَاناً لَهْفَاناً فَآلَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَأْتِيَهُ لَهْفَانٌ وَلا مَكْرُوبٌ وَلا مُذْنِبٌ وَلا مَغْمُومٌ وَلا عَطْشَانُ وَلا مَنْ بِهِ عَاهَةٌ ثُمَّ دَعَا عِنْدَهُ وَتَقَرَّبَ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ; إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاّ نَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ وَأَعْطَاهُ مَسْأَلَتَهُ وَغَفَرَ ذَنْبَهُ وَمَدَّ فِي عُمُرِهِ وَبَسَطَ فِي رِزْقِهِ، فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأبْصَارِ»[23].
النبي يعين زوّار الإمام الحسين
أن (صلی الله علیه وآله) يزور زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) ويكرمه.
«عَنِ الْمُعَلَّى أَبِي شِهَابٍ قَالَ: قَالَ الْحُسَيْنُ (سلام الله علیه) لِرَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله): يَا أَبَتَاهْ مَا لِمَنْ زَارَكَ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله): يَابُنَيَّ مَنْ زَارَنِي حَيّاً أَوْ مَيِّتاً أَوْ زَارَ أَبَاكَ أَوْ زَارَ أَخَاكَ أَوْ زَارَكَ كَانَ حَقّاً عَلَيَّ أَنْ أَزُورَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ»[24].
الزهراء وزائر الإمام الحسين
إنّ مولاتنا فاطمة الزهراء (سلام الله علیها) تحضر في كربلاء وتطلب من الله تعالى أن يغفر ذنوب زوّار اﻹمام الحسين (سلام الله علیه).
«عن داود بن كثير عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال: إنّ فاطمة بنت محمد (صلی الله علیه وآله) تحضر لزوّار قبر ابنها الحسين (سلام الله علیه) فتستغفر لهم ذنوبهم»[25].
الله يرضى عن زائر الإمام الحسين
إنّ الله تعالى يضاعف للمنفق في مسيره إلى زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) أضعافاً كثيرة.
«عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه): إِنَّ أَبَاكَ كَانَ يَقُولُ فِي الْحَجِّ يُحْسَبُ لَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ أَنْفَقَهُ أَلْفٌ، فَمَا لِمَنْ يُنْفِقُ فِي الْمَسِيرِ إِلَى أَبِيكَ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)؟
قَالَ: يَاابْنَ سِنَانٍ يُحْسَبُ لَهُ بِالدِّرْهَمِ أَلْفٌ وَأَلْفٌ، حَتَّى عَدَّ عَشَرَةً، وَيُرْفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مِثْلُهَا، وَرِضَا اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ وَدُعَاءُ مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه وآله) وَدُعَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالأئِمَّةِ (سلام الله علیهم) خَيْرٌ لَهُ»[26].
أدنى ما لزائر الإمام الحسين
إنّ الله سبحانه وتعالى يحفظ زائر سيد الشهداء (سلام الله علیه) ويرعاه، كما في الرواية الشريفة التالية:
«عن عبد الله بن هلال عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال: قلت له: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين (سلام الله علیه)؟ فقال لي: ياعبد الله إنّ أدنى ما يكون له أنّ الله يحفظه في نفسه وأهله حتى يردّه إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له»[27].
زائر الإمام الحسين ونار جهنم
كما أنّ الملائكة تبشّر زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) وتقول: والله لا ترى النار بعينك:
«عن علي بن ميمون الصائغ عن أبي عبد الله (سلام الله علیه) قال: ياعلي زر الحسين ولا تدعه.
قال: قلت: مالمن أتاه من الثواب؟
قال: من أتاه ماشياً كتب الله له بكلِّ خطوة حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة، فإذا أتاه وكّل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شرّ ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودّعوه وقالوا: ياوليّ الله مغفوراً لك، أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك أبداً ولا تراك ولا تطعمك أبداً»[28].
إنّ الملائكة تبشّر زائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) ببشائر كثيرة وتقول: لو يعلم بها الزائر لقضى عمره كلّه عند قبر الحسين (سلام الله علیه) إلى الممات.
«عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله علیه) فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ: فَإِذَا انْقَلَبْتَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) نَادَاكَ مُنَادٍ لَوْ سَمِعْتَ مَقَالَتَهُ لأقَمْتَ عُمُرَكَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه)، وهُوَ يَقُولُ: طُوبَى لَكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ، قَدْ غَنِمْتَ وَسَلِمْتَ، قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا سَلَفَ، فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ ـ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ »[29].
مباهاة الله سبحانه
إنّ الله تبارك وتعالى يعطي لزائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) أعلى الدرجات، ويباهي به أنبياءه وحملة عرشه. وإن أردت أن تعلم عظم مقام ودرجة زائر الحسين (سلام الله علیه) فإليك الرواية الشريفة التالية:
«عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله (سلام الله علیه): ما ألقى من قومي ومن بني إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين (سلام الله علیه) من الخير، إنهم يُكذّبوني ويقولون: إنك تكذب على جعفر بن محمد;.
قال: يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاءوا، والله إنّ الله ليباهي بزائر الحسين، والوافد يفده الملائكة المقرّبون وحملة عرشه حتى إنه ليقول لهم: أما ترون زوّار قبر الحسين أتوه شوقاً إليه وإلى فاطمة بنت رسول الله. أما وعزّتي وجلالي وعظمتي لأوجبنّ لهم كرامتي ولأدخلنهم جنّتي التي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورسلي.
ياملائكتي هؤلاء زوّار الحسين حبيب محمد رسولي، ومحمد حبيبي ومن أحبّني أحبّ حبيبي، ومن أحبّ حبيبي أحبّ من يحبّه، ومن أبغض حبيبي أبغضني، ومن أبغضني كان حقّاً عليّ أن أعذّبه بأشدّ عذابي وأُحرقه بحرّ ناري وأجعل جهنم مسكنه ومأواه وأُعذّبه عذاباً لا أُعذّبه أحداً من العالمين»[30].
تعليق