تويت
محطات في طربق الجنة
المحطة الاولى
في احدى الزيارات الاربعينية ايام النظام المقبور, كنت مصطحبا قريبا لي ,وقاصدين المشي من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة ,بعد ان الح علي بان اقنع والده لكونه لايسمح له خوفا عليه من السلطة الغاشمة ,ولاسيما انه يافعا, وبعد جهد جهيد استطعت اقناعه بمساعدة دموع ابنه التي كلما جرت زادتني اصرار على اقناع والده, ولكنه شرط علي شرطين تعجيزيين ;الاول ان نذهب صباحا ,وهذا عكس عادتنا حيث ان كل المشاة يسيرون ليلا ويكمنون في النهار,عملا بنصيحة الامام -ع-لاصحابه ليلة عاشوراء -هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا-والشرط الاصعب ان اعاهده على المشي بجانب الطريق العام ,والعادة ان لانقرب حتى من هذا الطريق لانه مكشوف من قبل ازلام النظام بل نسير بطريق المزارع ,ولكني اشفاقا على -محمد وهذا ماكان اسم ابنه- قبلت شرطيه على مضض وبدانا المشي بعد صلاة الفجر,وعندما شارفنا على الخروج من المدينة ,فوجئنا بسيطرة امنية فطرحوا علينا السؤال المعتاد-امين جاي اوين رايح-فقلت مبادرا ;هل تعرفوا فلان, فقالوا ;لا ,قلت عجبا انه وصف لي عنوانه في هذه المنطقة بالضبط عندما اشتريت منه السيارة وانا الان اروم تسجيلها فما العمل ,قالوا; نحن لسنا من هذه المنطقة سل احد غيرنا ,فعدنا ادراجنا قاصدين البيوت القريبة لنفتعل السؤال عن صاحبنا المزعوم ,وبعد سؤالنا في المنطقة عن منفذ للمرور اجابونا بان المناطق كلها محاصرة ولن تستطيعوا اختراق السيطرات ,وحانت مني التفاتة للسيطرة التي اوقفتنا قبل قليل فرايت انهم غادروا بسيارة وتركوا شخص واحد فقلت لمحمد;-خالي هاي فرصتنا خلي نرجع عليه-فقال لي; - خالي هذا مسلح-فقلت له اعلم ذلك ولكني واثق من تغلبنا عليه ,فاخذ يسحبني من يدي ويتوسل ان نغير الطريق, فقلت له: ليس امامنا غير ان نمشي من الجانب الثاني من جهة الوادي وهذا طريق صحراوي ليس فيه غير الرمل والسماء ,قال: وان يكن ,فمشينا وعبرنا الطريق العام وبعد ان مشينا مسافة ,وجدنا امامنا ثكنة عسكرية ولانستطيع تجاوزها دون ان يرونا ,فكرت قليلا ثم بحثت في الارض فوجدت عمد حديد صدا ,فاخذته وقلت لمحمد -خالي روح لباب المغسكر وقل لهم بصراحة -احنه مشاية واعتقد هذولة -الجيش-ماله شغلة بينه -ولكن انهم ينظرون لنا باستغراب لانه لايتوقعوا احد يسير هنا واذا امسكوا بك فساتحرك وانقذك ان شاء الله, فذهب وجلست انظر اليه ,وبعد ان وصل وتكلم معهم ادخلوه الى كرفان بجانب باب المعسكر, ومرت اللحظات كانها سنوات وبعدها لم احتمل نهضت حاملا العمود اخفيه خلفي ومشيت باتجاههم ,واذا بحمد يخرج من الكرفان مسرعا وهم يشيعونه مودعين ومشيرين الي بالتحية والسلام واقبل علي محمد وسلم علي وعانقني ,فقلت له-خالي شجاك اتخبلت شنو هذا السلام مو توني كنت يمك-قال لي -خالي هذا مو سلامي هذا سلام السيد-قلت له: اي سيد قال لنمشي وانا ساحكي لك ,ثم قال بعد ان ذهبت اليهم واخبرتهم ماقلت لي, قال لي اكبرهم سنا تفضل الى الداخل استرح قليلا, ثم بعد ان جلست وانا وجل لا اعرف ما سيكون مصيري ,واذا بنفس الرجل يقول اجلبوا له ماء ,ثم انحنى واخذ نعلي واخذ يمسح به وجهه ويبكي ,ثم قال لي: انا اسمي سيد جواد, وانتمي الى العشيرة الفلانية ,وانا افتخر بالتبرك بتراب نعلك لانكم تعملون المستحيل للوصول للامام الحسين-ع- ولاتخشوا احد, ولو وجد من امثالكم الكثير لما بقى هذا الظالم متسلطا علينا كل هذه السنين ,ثم قال لي ومن معك؟ قلت له: انه خالي ,فقال: امانة عندك ان تسلم لي عليه وتقبله بالنيابة عني, -والى هنا تنتهى المحطة الاولى وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين-
في احدى الزيارات الاربعينية ايام النظام المقبور, كنت مصطحبا قريبا لي ,وقاصدين المشي من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة ,بعد ان الح علي بان اقنع والده لكونه لايسمح له خوفا عليه من السلطة الغاشمة ,ولاسيما انه يافعا, وبعد جهد جهيد استطعت اقناعه بمساعدة دموع ابنه التي كلما جرت زادتني اصرار على اقناع والده, ولكنه شرط علي شرطين تعجيزيين ;الاول ان نذهب صباحا ,وهذا عكس عادتنا حيث ان كل المشاة يسيرون ليلا ويكمنون في النهار,عملا بنصيحة الامام -ع-لاصحابه ليلة عاشوراء -هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا-والشرط الاصعب ان اعاهده على المشي بجانب الطريق العام ,والعادة ان لانقرب حتى من هذا الطريق لانه مكشوف من قبل ازلام النظام بل نسير بطريق المزارع ,ولكني اشفاقا على -محمد وهذا ماكان اسم ابنه- قبلت شرطيه على مضض وبدانا المشي بعد صلاة الفجر,وعندما شارفنا على الخروج من المدينة ,فوجئنا بسيطرة امنية فطرحوا علينا السؤال المعتاد-امين جاي اوين رايح-فقلت مبادرا ;هل تعرفوا فلان, فقالوا ;لا ,قلت عجبا انه وصف لي عنوانه في هذه المنطقة بالضبط عندما اشتريت منه السيارة وانا الان اروم تسجيلها فما العمل ,قالوا; نحن لسنا من هذه المنطقة سل احد غيرنا ,فعدنا ادراجنا قاصدين البيوت القريبة لنفتعل السؤال عن صاحبنا المزعوم ,وبعد سؤالنا في المنطقة عن منفذ للمرور اجابونا بان المناطق كلها محاصرة ولن تستطيعوا اختراق السيطرات ,وحانت مني التفاتة للسيطرة التي اوقفتنا قبل قليل فرايت انهم غادروا بسيارة وتركوا شخص واحد فقلت لمحمد;-خالي هاي فرصتنا خلي نرجع عليه-فقال لي; - خالي هذا مسلح-فقلت له اعلم ذلك ولكني واثق من تغلبنا عليه ,فاخذ يسحبني من يدي ويتوسل ان نغير الطريق, فقلت له: ليس امامنا غير ان نمشي من الجانب الثاني من جهة الوادي وهذا طريق صحراوي ليس فيه غير الرمل والسماء ,قال: وان يكن ,فمشينا وعبرنا الطريق العام وبعد ان مشينا مسافة ,وجدنا امامنا ثكنة عسكرية ولانستطيع تجاوزها دون ان يرونا ,فكرت قليلا ثم بحثت في الارض فوجدت عمد حديد صدا ,فاخذته وقلت لمحمد -خالي روح لباب المغسكر وقل لهم بصراحة -احنه مشاية واعتقد هذولة -الجيش-ماله شغلة بينه -ولكن انهم ينظرون لنا باستغراب لانه لايتوقعوا احد يسير هنا واذا امسكوا بك فساتحرك وانقذك ان شاء الله, فذهب وجلست انظر اليه ,وبعد ان وصل وتكلم معهم ادخلوه الى كرفان بجانب باب المعسكر, ومرت اللحظات كانها سنوات وبعدها لم احتمل نهضت حاملا العمود اخفيه خلفي ومشيت باتجاههم ,واذا بحمد يخرج من الكرفان مسرعا وهم يشيعونه مودعين ومشيرين الي بالتحية والسلام واقبل علي محمد وسلم علي وعانقني ,فقلت له-خالي شجاك اتخبلت شنو هذا السلام مو توني كنت يمك-قال لي -خالي هذا مو سلامي هذا سلام السيد-قلت له: اي سيد قال لنمشي وانا ساحكي لك ,ثم قال بعد ان ذهبت اليهم واخبرتهم ماقلت لي, قال لي اكبرهم سنا تفضل الى الداخل استرح قليلا, ثم بعد ان جلست وانا وجل لا اعرف ما سيكون مصيري ,واذا بنفس الرجل يقول اجلبوا له ماء ,ثم انحنى واخذ نعلي واخذ يمسح به وجهه ويبكي ,ثم قال لي: انا اسمي سيد جواد, وانتمي الى العشيرة الفلانية ,وانا افتخر بالتبرك بتراب نعلك لانكم تعملون المستحيل للوصول للامام الحسين-ع- ولاتخشوا احد, ولو وجد من امثالكم الكثير لما بقى هذا الظالم متسلطا علينا كل هذه السنين ,ثم قال لي ومن معك؟ قلت له: انه خالي ,فقال: امانة عندك ان تسلم لي عليه وتقبله بالنيابة عني, -والى هنا تنتهى المحطة الاولى وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين-
تعليق