بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون دماء الحسين بن علي سبط رسول الله (ص) التي أريُقت على شاطىء الفرات في أرض كربلاء.. شاء الله سبحانه أن تكون تلك الدماء الطاهرة الوقود التي يغذي شجرة الإسلام ويحفظها من الذبول ما بقيت من الدنيا.. وصّح القول إن الإسلام محمدي البدء والوجود حسيني البقاء..
نعم.. لم تنج رسالة من رسالات السماء من التحريف والتضييع.. وكاد الإسلام أن يكون كذلك، لولا الفداء الغالي الذي قدّمه أبي عبدالله سيد الشهداء. ذُبح الحسين وأهل بيته وخالص صحابته، بأفظع صورة وأسوأ حالة بيد مَن ؟؟!! بيد المنسوبين إلى الإسلام أنفسهم، وطافوا برأسه وسبوا عياله الذين هم عيال النبي (ص)، فيا لعار هذه الأمة ؟!
ولقد أرادوا أن يطفئوا نور الله ولكن يأبى الله إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون،فازداد نور الإسلام نوراً واستمر بقاءً، لأن الإسلام بكل مفاهيمه وقيمه وشرائعه هو ما يجسده الرسول (ص) وأهل بيته الطاهرين.
ولم تنتهِ بعدُ قضية الحسين ؟! إنها تنتظر الثأر الإلهي على يد صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج)، الموعود في رسالات السماء ليطهر الأرض ويملأها قسطاً وعدلا بعدما مُلئت ظلما وجورا.
لهذا ترى تلك الذكرى الكربلائية الأليمة والقضية الإنسانية العالمية الإسلامية تعود علينا عاماً بعد عام لتلقي بظلالها الكئيب على واقعنا المر وعالمنا المأساوي.
لهذا فشخصية الإمام الحسين(ع) وقضيته الإنسانية ليست مجرد سرد لأحداث تاريخية مضت، ولا ثورته العالمية مجرد طقوس حربية بين المجاهدين والأعداء، وإنما أراد الله تعالى أن يوصل رسالة للعالم في كل زمان وكل مكان أن ثورة الحسين (ع) انتصار الدم على السيف، وميزان العدالة في الخير والشر ودفاع عن الكرامة الإنسانية والظلم، كيف لا وهو عليه السلام ابن بنت رسول الله الذي قال فيه (ص): (حسينٌ مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً).
وما هذا الموضوع إلا هو حقيقة عظيمة من أوضح الحقائق التي جسدها القرآن الكريم وأهل بيته الأطهار، علنا نستفيد منها في حياتنا الدينية منها أو الدنيوية لإصلاح بقايا ما لم يفسده الدهر فينا نحو الطريق المستقيم في الوصول لله عز وجل في القول والفعل والعمل، فاخترتُ لكم من فيض النور المحمدي الرسالي والبقاء الحُسيني من استمرار ملحمة كربلاء عبر الأجيال في ثباتها وعظمتها مهما يكن الزمان وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.
1- لم يفرق الإمام الحسين (ع) في ثورته الرسالية بين كبير وصغير، بين غني وفقير، بين أبيض وأسود، بدليل أنه حين سقط في واقعة كربلاء جندي زنجي مقتولاً أقبل الحسين نحوه وقّبّله في خده، وفعل الصنيع نفسه أيضاً حينما سقط ولده علي الأكبر. هذا المثال الرائع يقودنا إلى معنى قرآني عظيم يتمثل في قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). (الحجرات: 13).
2- كان أساس ثورته الكربلائية (الإصلاح في أمة جده) كما عبر بذلك عليه السلام، والإصلاح هنا بمعنى شامل: أي إصلاح ديني اجتماعي، سياسي ثقافي، بمعنى: تغيير جذري في الأمة على جميع المستويات ومختلف الفئات وكافة المجالات، وذلك من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا الأمر يقودنا لمعنى قرآني مهم تشير إليه الآيات الكريمات في قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).(آل عمران: 110).
3- كانت القاعدة الأساسية لانطلاقة ثورة كربلاء السير على منهج إلهي رسالي ثابت عبر جميع الأجيال، لا يتغير بتغير الأزمنة ولا الأمكنة ولا التأريخ، أليس هو القائل عليه السلام أما سمعتم جدي رسول الله (ص) يقول: (حسين مني وأنا من حسين). هذا المعنى العظيم اليوم يبرزه العلماء كقاعدة رئيسية ارتكزت عليها ثورة كربلاء اليوم وهي أن: الإسلام محمدي الوجود والبدء حسيني البقاء. بمعنى لولا ثورة الإمام الحسين (ع) بكل أبعادها الإلهية الرسالية التربوية الصالحة لكل أمة ولكل زمان وجيل في العالم لما بقي للإسلام وجود بصورته التي نراها اليوم.
4- برز جانب عظيم جداً في ثورة كربلاء علّم العالم اليوم الإيمان الإلهي، والثبات الرباني القوة، التربية الروحية، الإخلاص في القول والفعل، التوازن بين الدين والدنيا، تمثل هذا الجانب في شخصية الإمام الحسين (ع) إذ أنه وفي حمى وطيس الحرب لملاقاة الأعداء يوم العاشر وإذا به يجمع أهل بيته للصلاة والدعاء، مخاطباً أخواته من النساء ومنهن زينب (ع): (... يا أختاه ! تعزّي بعزاء الله، وأعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون، وأن كلٌ شيءٌ هالك إلا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته، ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده. أبي خيرٌ مني وأمي خيرٌ مني وأخي خيرٌ مني ولي ولهم ولكل مسلم في رسول الله أسوة حسنة...). ومن دعائه (ع) عندما هجمت الخيل على معسكره: (اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة, وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة. كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منك إليك عما سواك فكشفته). ومن دعائه أيضاً: (اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غنيٌ عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب!
الرحمة صادق الوعد وعده. كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منك إليك عما سواك فكشفته). ومن دعائه أيضاً: (اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غنيٌ عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلاء، قريب إذا دعيت محيط بما خلقت..).
4- جاءت ثورة كربلاء لتبين للعالم الصراع السرمدي بين قوى الخير والشر، بين الحق والباطل، بين العدل والظلم، بين النور والظلام، بين الأمل واليأس من خلال المنهج القرآني في شخصية الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار عليهم السلام. وهذا المعنى يجسده قوله تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنةً وإلينا ترجعون). (الأنبياء:35). كما أن ثورته عليه السلام كشفت الأقنعة عن الوجوه من خلال الفئتين المتناقضتين في الخير والشر، فئة الحسين وأهل بيته وصحابته وممن أسلموا على يديه، وفئة مقاتليه، فكانت ثورته اختباراً لشخصيات الناس في أي مجتمع، إذ كشفت الإنسان الصادق، والمنافق، والمؤمن، والكافر، وما ذلك إلا بلاء وامتحان من الله عز وجل للإنسان في هذه الدنيا القصيرة.
5- ثورة الحسين (ع) تقول للعالم في أي زمان منه وأي مكان وتحت أي ظرف، لا للعملقة السياسية الخائنة، ولا للبهرجة الإعلامية الزائفة، وإنما عليكم التسلح بكل ما جاء به القرآن الكريم ورسوله الكريم مهما كانت عواقب الأمور.
6- برزت في ثورة كربلاء جانب مهم في الحياة الأسرية في المجتمع، اعتبرها العلماء اليوم نموذجا ًيجب أن يحتذى به في كل أسرة في العالم العربي منها على سبيل المثال لا الحصر: العلاقة الأخوية ذات الوشائج الرائعة بصلة الرحم والتي بتنا نفقدها في عالمنا المعاصر اليوم بسبب التطور العولمي التكنولوجي، تلك العلاقة تتمثل في احترام الأخ لأخيه، مساعدته، العيش معه بقلب واحد وروح متحدة كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، هذا المعنى العظيم يتمثل في شخصية العباس بن علي بن أبي طالب (ع) أخ الإمام الحسين، إذ كان الذارع الأيمن لأخيه، والحصن الحصين له في كل شيء، نشأ في بيت واحد فكان يناديه دائماً(سيدي) لاحترامه وحبه له، ولكن عندما سقط الحسين في كربلاء ناداه العباس يا أخي، وكذلك العلاقة بين الحسين(ع) وأخته السيدة زينب (ع) وقس على هذين النموذجين باقي النماذج الأخرى في أهل البيت عليهم السلام من عظيم ورفعة العلاقة الأسرية التي انعكست قلباً وقالباً على المجتمع من كل النواحي.
7- ثورة الحسين(ع) تبين لنا معنى عظيم أبرزه قوله تعالى: (اعلموا إنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم في الأموال والأولاد). (الحديد: 20)، ويبزره كلام أبيه أمير المؤمنين سيد البلغاء بقوله (ع): (الدنيا دار ممر إلى مقر)، (والدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر). فثورة كربلاء لا يوجد فيها ركون للدنيا ولا لمتاعها الزائف الزائل، بل هي تسابق محموم للعمل الصالح، للجهاد، للشهادة، للمبادىء، لحرية الإنسان وكرامته، ثورة على الظلم والفساد والحرمان.
8- من بين العناصر الكربلائية الهادفة السالفة الذكر، يبرز لنا عنصر فعّال يشكل دعامة رئيسة، والذي لولاه لما استمرت تلك الواقعة بهذه القوة الإلهية الإسلامية الرسالية. وهو دور المرأة الإسلامي الرسالي بالفكر العقلاني الواعي والعاطفة الجّياشة الصادقة، المرأة في واقعة الطف لعبت أدواراً متعددة وأشكال مختلفة، بل وساهمت بشكل منقطع النظير في إبراز مكانة المرأة في الإسلام، وأنها جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع، ولها من الحقوق والواجبات مثلما للرجل، من تمريض الجرحى وحمل أعباء عوائل الشهداء واليتامى، والخطابة... وغيرها. هذه المرأة تمثلت في نساء أهل البيت عليهم السلام ومنهن النموذج الرائع العظيم السيدة زينب (ع) في صبرها وعفتها وأخلاقها وغيرها.
9- واقعة كربلاء صنعت من العالم على اختلاف دياناته ومذاهبه المتعددة منذ قرابة 14 قرن من الزمان أبطالاً من الرجال والنساء والأطفال والنساء، شخصيات متميزة ذات عبقرية فذة، جنوداً إلهيين، مثقفين، موسوعيين ذو عقول متنقلة، جيوش جرارة تستطيع أن تزلزل العالم من المعتدين وذلك بإيمانها المحمدي الكربلائي الواقعي الرسالي، من خلال تلك الدروس التي تتعلمها الأجيال قرناً بعد قرن، فعلاً هذه الثورة العظيمة (عبرة وعبرة).
نعم.. لم تنج رسالة من رسالات السماء من التحريف والتضييع.. وكاد الإسلام أن يكون كذلك، لولا الفداء الغالي الذي قدّمه أبي عبدالله سيد الشهداء. ذُبح الحسين وأهل بيته وخالص صحابته، بأفظع صورة وأسوأ حالة بيد مَن ؟؟!! بيد المنسوبين إلى الإسلام أنفسهم، وطافوا برأسه وسبوا عياله الذين هم عيال النبي (ص)، فيا لعار هذه الأمة ؟!
ولقد أرادوا أن يطفئوا نور الله ولكن يأبى الله إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون،فازداد نور الإسلام نوراً واستمر بقاءً، لأن الإسلام بكل مفاهيمه وقيمه وشرائعه هو ما يجسده الرسول (ص) وأهل بيته الطاهرين.
ولم تنتهِ بعدُ قضية الحسين ؟! إنها تنتظر الثأر الإلهي على يد صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج)، الموعود في رسالات السماء ليطهر الأرض ويملأها قسطاً وعدلا بعدما مُلئت ظلما وجورا.
لهذا ترى تلك الذكرى الكربلائية الأليمة والقضية الإنسانية العالمية الإسلامية تعود علينا عاماً بعد عام لتلقي بظلالها الكئيب على واقعنا المر وعالمنا المأساوي.
لهذا فشخصية الإمام الحسين(ع) وقضيته الإنسانية ليست مجرد سرد لأحداث تاريخية مضت، ولا ثورته العالمية مجرد طقوس حربية بين المجاهدين والأعداء، وإنما أراد الله تعالى أن يوصل رسالة للعالم في كل زمان وكل مكان أن ثورة الحسين (ع) انتصار الدم على السيف، وميزان العدالة في الخير والشر ودفاع عن الكرامة الإنسانية والظلم، كيف لا وهو عليه السلام ابن بنت رسول الله الذي قال فيه (ص): (حسينٌ مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً).
وما هذا الموضوع إلا هو حقيقة عظيمة من أوضح الحقائق التي جسدها القرآن الكريم وأهل بيته الأطهار، علنا نستفيد منها في حياتنا الدينية منها أو الدنيوية لإصلاح بقايا ما لم يفسده الدهر فينا نحو الطريق المستقيم في الوصول لله عز وجل في القول والفعل والعمل، فاخترتُ لكم من فيض النور المحمدي الرسالي والبقاء الحُسيني من استمرار ملحمة كربلاء عبر الأجيال في ثباتها وعظمتها مهما يكن الزمان وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.
1- لم يفرق الإمام الحسين (ع) في ثورته الرسالية بين كبير وصغير، بين غني وفقير، بين أبيض وأسود، بدليل أنه حين سقط في واقعة كربلاء جندي زنجي مقتولاً أقبل الحسين نحوه وقّبّله في خده، وفعل الصنيع نفسه أيضاً حينما سقط ولده علي الأكبر. هذا المثال الرائع يقودنا إلى معنى قرآني عظيم يتمثل في قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). (الحجرات: 13).
2- كان أساس ثورته الكربلائية (الإصلاح في أمة جده) كما عبر بذلك عليه السلام، والإصلاح هنا بمعنى شامل: أي إصلاح ديني اجتماعي، سياسي ثقافي، بمعنى: تغيير جذري في الأمة على جميع المستويات ومختلف الفئات وكافة المجالات، وذلك من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا الأمر يقودنا لمعنى قرآني مهم تشير إليه الآيات الكريمات في قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).(آل عمران: 110).
3- كانت القاعدة الأساسية لانطلاقة ثورة كربلاء السير على منهج إلهي رسالي ثابت عبر جميع الأجيال، لا يتغير بتغير الأزمنة ولا الأمكنة ولا التأريخ، أليس هو القائل عليه السلام أما سمعتم جدي رسول الله (ص) يقول: (حسين مني وأنا من حسين). هذا المعنى العظيم اليوم يبرزه العلماء كقاعدة رئيسية ارتكزت عليها ثورة كربلاء اليوم وهي أن: الإسلام محمدي الوجود والبدء حسيني البقاء. بمعنى لولا ثورة الإمام الحسين (ع) بكل أبعادها الإلهية الرسالية التربوية الصالحة لكل أمة ولكل زمان وجيل في العالم لما بقي للإسلام وجود بصورته التي نراها اليوم.
4- برز جانب عظيم جداً في ثورة كربلاء علّم العالم اليوم الإيمان الإلهي، والثبات الرباني القوة، التربية الروحية، الإخلاص في القول والفعل، التوازن بين الدين والدنيا، تمثل هذا الجانب في شخصية الإمام الحسين (ع) إذ أنه وفي حمى وطيس الحرب لملاقاة الأعداء يوم العاشر وإذا به يجمع أهل بيته للصلاة والدعاء، مخاطباً أخواته من النساء ومنهن زينب (ع): (... يا أختاه ! تعزّي بعزاء الله، وأعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون، وأن كلٌ شيءٌ هالك إلا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته، ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده. أبي خيرٌ مني وأمي خيرٌ مني وأخي خيرٌ مني ولي ولهم ولكل مسلم في رسول الله أسوة حسنة...). ومن دعائه (ع) عندما هجمت الخيل على معسكره: (اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة, وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة. كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منك إليك عما سواك فكشفته). ومن دعائه أيضاً: (اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غنيٌ عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب!
الرحمة صادق الوعد وعده. كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منك إليك عما سواك فكشفته). ومن دعائه أيضاً: (اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غنيٌ عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلاء، قريب إذا دعيت محيط بما خلقت..).
4- جاءت ثورة كربلاء لتبين للعالم الصراع السرمدي بين قوى الخير والشر، بين الحق والباطل، بين العدل والظلم، بين النور والظلام، بين الأمل واليأس من خلال المنهج القرآني في شخصية الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار عليهم السلام. وهذا المعنى يجسده قوله تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنةً وإلينا ترجعون). (الأنبياء:35). كما أن ثورته عليه السلام كشفت الأقنعة عن الوجوه من خلال الفئتين المتناقضتين في الخير والشر، فئة الحسين وأهل بيته وصحابته وممن أسلموا على يديه، وفئة مقاتليه، فكانت ثورته اختباراً لشخصيات الناس في أي مجتمع، إذ كشفت الإنسان الصادق، والمنافق، والمؤمن، والكافر، وما ذلك إلا بلاء وامتحان من الله عز وجل للإنسان في هذه الدنيا القصيرة.
5- ثورة الحسين (ع) تقول للعالم في أي زمان منه وأي مكان وتحت أي ظرف، لا للعملقة السياسية الخائنة، ولا للبهرجة الإعلامية الزائفة، وإنما عليكم التسلح بكل ما جاء به القرآن الكريم ورسوله الكريم مهما كانت عواقب الأمور.
6- برزت في ثورة كربلاء جانب مهم في الحياة الأسرية في المجتمع، اعتبرها العلماء اليوم نموذجا ًيجب أن يحتذى به في كل أسرة في العالم العربي منها على سبيل المثال لا الحصر: العلاقة الأخوية ذات الوشائج الرائعة بصلة الرحم والتي بتنا نفقدها في عالمنا المعاصر اليوم بسبب التطور العولمي التكنولوجي، تلك العلاقة تتمثل في احترام الأخ لأخيه، مساعدته، العيش معه بقلب واحد وروح متحدة كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، هذا المعنى العظيم يتمثل في شخصية العباس بن علي بن أبي طالب (ع) أخ الإمام الحسين، إذ كان الذارع الأيمن لأخيه، والحصن الحصين له في كل شيء، نشأ في بيت واحد فكان يناديه دائماً(سيدي) لاحترامه وحبه له، ولكن عندما سقط الحسين في كربلاء ناداه العباس يا أخي، وكذلك العلاقة بين الحسين(ع) وأخته السيدة زينب (ع) وقس على هذين النموذجين باقي النماذج الأخرى في أهل البيت عليهم السلام من عظيم ورفعة العلاقة الأسرية التي انعكست قلباً وقالباً على المجتمع من كل النواحي.
7- ثورة الحسين(ع) تبين لنا معنى عظيم أبرزه قوله تعالى: (اعلموا إنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم في الأموال والأولاد). (الحديد: 20)، ويبزره كلام أبيه أمير المؤمنين سيد البلغاء بقوله (ع): (الدنيا دار ممر إلى مقر)، (والدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر). فثورة كربلاء لا يوجد فيها ركون للدنيا ولا لمتاعها الزائف الزائل، بل هي تسابق محموم للعمل الصالح، للجهاد، للشهادة، للمبادىء، لحرية الإنسان وكرامته، ثورة على الظلم والفساد والحرمان.
8- من بين العناصر الكربلائية الهادفة السالفة الذكر، يبرز لنا عنصر فعّال يشكل دعامة رئيسة، والذي لولاه لما استمرت تلك الواقعة بهذه القوة الإلهية الإسلامية الرسالية. وهو دور المرأة الإسلامي الرسالي بالفكر العقلاني الواعي والعاطفة الجّياشة الصادقة، المرأة في واقعة الطف لعبت أدواراً متعددة وأشكال مختلفة، بل وساهمت بشكل منقطع النظير في إبراز مكانة المرأة في الإسلام، وأنها جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع، ولها من الحقوق والواجبات مثلما للرجل، من تمريض الجرحى وحمل أعباء عوائل الشهداء واليتامى، والخطابة... وغيرها. هذه المرأة تمثلت في نساء أهل البيت عليهم السلام ومنهن النموذج الرائع العظيم السيدة زينب (ع) في صبرها وعفتها وأخلاقها وغيرها.
9- واقعة كربلاء صنعت من العالم على اختلاف دياناته ومذاهبه المتعددة منذ قرابة 14 قرن من الزمان أبطالاً من الرجال والنساء والأطفال والنساء، شخصيات متميزة ذات عبقرية فذة، جنوداً إلهيين، مثقفين، موسوعيين ذو عقول متنقلة، جيوش جرارة تستطيع أن تزلزل العالم من المعتدين وذلك بإيمانها المحمدي الكربلائي الواقعي الرسالي، من خلال تلك الدروس التي تتعلمها الأجيال قرناً بعد قرن، فعلاً هذه الثورة العظيمة (عبرة وعبرة).
تعليق