في كل عام نتجه الى كربلاء الحسين من البصرة ونرى جموع المشايةالمتجه من اقصى الجنوب وهي تجري كانها انهار جارية تنتهي صوب مدينة العشق الحسيني ،حيث ان مانشاهده في هذا العام يختلف عن كل عام مضى من حيث كثرة الزائرين المتوجهين الى كربلاء ،وازدياد مواكب الخدمة التي تستمر بتوزيع وتقديم الخدمات حتى في ساعات متاخرة من الليل، الذي لاينقطع فيه الزحف ،وعند توجهنا ليلا من النجف الاشرف الى كربلاء راينا المشاية تسير على الاقدام والسماء تمطر والبرد القارص ،وبعدها سمعت اصوات البكاء تتصاعد من الزوار الذين كانوا معنا في السيارة التي اقلتنا من البصرة الى قضاء الحيدرية((خان النص)) الذي توقفت عنده السيارات بسبب الطوق الامني الذي تفرضه القوات الامنية مشكورة ، للحفاظ على سلامة الزائرين ،وبعدها اضطررنا الى تكملة الطريق الى كربلاء مشيا على الاقدام وهنا راينا المشاية في المطر يسيرون وينادون ((لبيك ياحسين ))فهنا راينا تاملات المشاية وهي الوصول الى ضريح سيد الشهداء واخيه العباس لاداء الزيارة ،ومع كثرة عدد المعزين الوافدين لم نرى احدا عطشانا اوجائعا وهذا من بركات الامام ابي الاحرار ،وعند وصولنا الى مابين الحرمين راينا امرنا يصعب تفسيره وهو ان احد رجال الدين المعمين يمسح ملابس الزوار ويمسح راسه ويقول ((هنيا لمن مسح الترب الذي التصق بزوار الحسين (ع) لانه به شفاء من كل داء معتمدا على الحديث القائل((ان النار لاتمس جسدا عليه من غبار زوار الحسين )) ومن التاملات التي شاهدناها ان بعض الزوار معوقين ولكن هذا لايمنعهم من الزيارة الاربعينية واتوا زحفا الى قتيل العبرة ،ولعنا لا نسى حفاوة الاستقبال التي يقوم بها اصحاب المواكب والحسينيات المؤدية الى كربلاء وفي احد الطرق في ناحية المشخاب رينا صاحب موكب يقطع الطريق بوقوفه امام السيارات من اجل ايقاف الزائرين والقيام بخدمتهم فاي شعور يملكه هولاء الموالين لاهل البيت (ع)وما رايناه في كربلاء لايمكن يوجد في بقعة غير كربلاءالتي يمكن تشبيهها بانها ارض الجنة.