جرت العادة بين التجار ان يصفوا بضاعتهم باحسن ما يستيطعون وينعتونها بافضل النعوت التي تناسبها و
لكي لا تبور يعمد بعضهم الى ان يجعلوا سماسرة (ودلالين) لاجل تصريف البضاعة وبيعها كي يجنوا افضل الارباح وباسرع وقت ممكن
ولكني رأيت نوعا آخر من التجارة
تجارة قد يعدها ابناء الدنيا نوعا الجنون !!!
وربما يعتبرها آخرون ممن لم يرها ضربا من الخيال !!!
فأي عاقل يقدم على انفاق افضل ما عنده الى الاخرين دون مقابل ظاهر او اجر دنيوي مرتقب ؟؟؟!!!!!!!!
نعم هذا ما يفعله المؤمنون والموالون مع السائرين لزيارة قبر الحسين بن علي عليهما السلام في كربلاء فيقدمون لهم كل ما يستطيعون تقديمه من وسائل الراحة ومختلف انواع الخدمة
بل ان البعض من اصحاب المواكب يستعين بعمّاله وصنّاعه لكي يجلبوا له اكبر عدد من الناس لكي يقدم لهم افضل ما يستطيع من حفاوة الاستقبال وكل انواع الخدمة والترحيب
ولايكتفي بما يقوم به عماله من خدمة بل ان الكثير منهم يخدم بنفسه دون استعلاء او تكبر بل انه يشعر بهذه الخدمة المجانية بالفخر والاعتزاز
وكل شخص او لجنة او متبرع ينفق خلال هذا الموسم من عشرات الى مئات الالاف من الدولارات سوى الجهد والتعب والسهر ولعدة ايام متواصلة قد تصل الى اسبوعين او اكثر وهم مسرورون بما يقدمون ويعتبرونه قليلا في سبيل الاسلام
بل ويتحسرون على انقضاء ايام الخدمة ولايعتبرونها من ساعات العمر ويشتاقون الى العودة الى مثلها في العام القادم
نعم قد يُعذر الدنيويون اذا اعتبروا ذلك نوعا من الجنون او البطر
فعلا هو جنون ............. ولكن هو جنون الحب الحقيقي اذا اصاب المؤمنين الموالين فذابوا في عشق الحسين عليه السلام فاخذوا يقدمون كل ما يملكون دون تردد او تأني
ولكن تقديمهم هذا ليس دون مقابل وانما هو لنيل عظيم الاجر وجزيل الثواب والحصول على اعظم البركات والتعويضات
فسارعوا بالبذل تسابقوا في العطاء فنالوا الشرف في الدنيا وسينالون الثواب في الآخرة
فهنيئا لهم تلك التجارة ........ التي لن تبور .
تعليق