بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
الأخ الفاضل أحمد الحجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما قرأت موضوعكم تعمدت أن لا أرد عليه مباشرة وذلك لكي أفسح المجال للأخوة والأخوات الكرام كي يبينوا آراءهم ويظهروا ما في نفوسهم
أما الآن وبعد تفاعل الأخوة والأخوات الكرام معه فأحب أن أبين بعض مما لمسته من هذه الزيارة المباركة ، فأقول :
ان الدروس التي يمكن أن يستفيد منها المرء المؤمن الموالي من زيارة الأربعين كثيرة ولعلنا نتمكن من أن نشير الى بعض منها :
1 - ان تدفق هذه الحشود المليونينة نحو قبر أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) يعكس مدى قوة الانجذاب وشدة اللهفة في قلوب المؤمنين نحو أهل بيت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ويبين مقدار قوة الأرتباط بهم مما جعلهم يتفانون في سبيل خِدمة ليس أهل البيت (عليهم السلام) فحسب ، بل وحتى خدامهم ومواليهم ، يريدون بذلك مودة أهل البيت (عليهم السلام) ، امتثالاً لقوله تعالى : " قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "[الشورى : 23]
2 - ان زيارة الأربعين أحدى أهم المحطات في حياة الموالي يتزود فيها من جميل الصفات ومكارم الأخلاق كالايثار والسخاء والتسامح والمؤاخاة في الله وكالصبر على الصعاب وتحمل المشاق لأجل دين الله تعالى ، وهي فرصة لأن يتعلم فيها الزائر بعض من المسائل الشرعية التي يجهلها ، وكذلك يفهم بعض الأمور العقائدية التي قد تكون خافية عليه أو ربما شبهة ملتبسة عنده ، وقد لمسنا هذا الامر من خلال الاسئلة التي يسألها الأخوة الزائرون الكرام الوافدون الى كربلاء المقدسة .
3 - من خلال مراقبة زوار أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) يُلاحظ وجود توفيق إلهي وتسديد مولوي وعناية ربانية يلمسها المؤمنون خلال مسيرتهم ، هذه العناية تذلل لهم معظم الصعاب والمعوقات .
4 - السير على الاقدام أثناء الزيارة يفجر الطاقات الكامنة عند الانسان ويجعل مما كان يتصور أنه في خانة المستحيل أو قريباً منها يجعله سهل المنال يسير المؤونة اذ أن كثير من الناس وخاصة المرضى وكبار السن لو طلب منهم السير (عُشر) المسافة التي قطعوها أثناء الزيارة لأظهروا عجزهم وتقاعسهم عن ذلك في حين نراهم يقطعون المسافات تلو المسافات لأجل الوصول الى القبر الشريف دون كلل أو ملل ، بل نرى بعضاً منهم يرفضون الاستعانة بأي واسطة نقل ولو كانت متاحة ، وهذا يعني نمو في قوة الارادة وتزايد في العزم والتصميم على بلوغ الغاية وهذا يعطي الانسان في حياته الاجتماعية المستقبلية نتائج ايجابية من الممكن أن تجعل فرص النجاح أمامه أكثر لأنه مارس تجربة أو تجارب في الزيارة ..
الى هنا أكتفي وفي مخيلتي أمور أخرى أترك ذكرها لعل بعضها في أذهان الأخوة الكرام
ولعل لي عودة أخرى الى الموضوع إن شاء الله تعالى
أخانا الفاضل أحمد الحجي وجميع الأخوة والأخوات الكرام
أسأل الله تعالى أن يرزقكم حج بيته الحرام في هذا العام وفي كل عام
وأن يبارك بجهودكم ويتقبّل أعمالكم ويثقّل موازينكم يوم القيامة
تعليق