تويت
محطات في طريق الجنة (2)
المحطة الثانية
هذه المرة كنا قاصدين كربلاء من العاصمة بغداد، انا وصديق لي اسمه شهاب ،وعند خروجنا من العاصمة ليلا وفي طريق المزارع ،وجدنا رجال يجلسون في باب مزرعتهم واغلبهم بلباس عربي، ارتبت انا من جلستهم لان الوقت منتصف الليل والمعروف عن المناطق الريفية لايسهروا لهذا الوقت، فقلت لصاحبي لنغير طريقنا ونتجنبهم، قال لي بتفائل كبير ـ (لاماكو شي )الا ترى هيئتهم لاتدل انهم سيطرة، وعند مرورنا بجانبهم وسلامنا عليهم ردوا علينا السلام وكانهم بهتوا ولم ينطقوا بشئ سواه، وبعد ان تجاوزناهم وبينما صاحبي المتفائل يؤكد لي صحة توقعه اذا باحدهم يصيح خلفنا تفضلوا اي بيت من منطقتنا تقصدون وقبل ان اتدارك الموضوع باجابة تخلصنا اجاب صاحبي بسرعة نحن قاصدين المشي الى كربلاء ،قالوا اذا تفضلوا اجلسوا واشربوا ماء وتيقنت هنا انهم اتباع النظام ،ولكن صاحبي اسرع اليهم بعفويه وجلس وشرب الماء ولكني رفضته ، ثم بادرنا احدهم قائلا الا تعلموا ان المشي ممنوع قلت له - لا، فقال هل يوجد احد في العراق لايعرف ان ذلك ممنوعا، قلت له وهل نشرذلك المنع في وسيلة مرئية اومسموعة اومقروئة، فقال صحيح ان الحكومة لم تنشر هذه التعليمات ،ولكن الحزب قد بلغ جميع المناطق قلت نحن لم نبلغ ،ثم اردفت قائلا ـ ما المطلوب منا الان ، قالوا ـ نحن مبلغون بالتحفظ على المشاة حتى ياتي المسؤول الحزبي ، وهو يقرر بشانكم ، قلت لهم واذا لم نمتثل لهذا الكلام ، ما انتم فاعلون هل تطلقوا علينا النار، قالواـ نرجوا منكم ان لا تحرجونا،هنا اشرت الى صاحبي انهض ولنرى ما يمكنهم فعله، ولكنه وبطبيعته المتفائلة اخذ يترجاني ان اجلس( وان شاء الله ماكو شي) فجلست وانا اتميز غيضا ، وحينها خطر لي ان ادخن ، فانحنيت علي كيس معنا فيه حاجياتنا لاخرج علبة السكائر، واذا بجميعهم يجفلوا ضنا منهم اني ساستخرج سلاح ، فضحكت من قلبي وقلت لهم مابكم هذا علبة سكائر، وبعدها اتى الرفيق البعثي، وما ان ترجل من سيارته حتى اخبروه بامرنا فاخذ يتفوه بعبارات هو اولى بها ـ انتم اعداء الوطن تتحدون الدولة وتخرجوا للمشي رغم المنع فقلت له ـ لاترفع صوتك علينا ،واعدت جوابي بانا غير مبلغين بالمنع ،فهل اصبح المشي جريمة , قال طبعا جريمه مخالفه قول (الريس)،الحاصل اصعدنا بسيارته بعد ان اوعز بتفتيشنا ،وصعد معنا نفر منهم مسلحين ،وفي الطريق صادفتنا سيارة مسؤولهم الكبير، فنزل اليه ذلك الارعن ليخبره- ببطولاته الفذة- ثم اتي ذلك المسؤول وجلس معنا في السيارة وانزل البقية الى السيارة الثانية ،واخذوا يتفقدوا بقية السيطرات ،وكلما وقفنا قرب سيطرة احاطوا بالسيارة موجهين نحونا السلاح وكانا حقا مجرمين ، وهنا خطر على بالي القاسم بن الحسن ـ ع ـ وقلت ـاللهم بحقه عليك الا ما نجيتنا مما نحن فيه ،وكنت اسار صاحبي ـبين الفينة والاخرى ـ انهم بقوا اثنين ونحن اثنين فلنجهز عليهم قبل ان نقيد وياتوا مالاقبل لنا بهم ،ولكنه مازال متمسكا بتفائله، وفي لحظات غاب عنا الرفيق الاول الارعن التفت الينا مسؤوله قائلا بصوت منخفض ـ (انا من الطائفة السنية ولكني اقسم لكم بان الان في بيتي يجري طبخ الطعام لتوزيعه بثواب ابا عبد الله ، واني لن اسلمكم للجهات الامنية، كيف اوزع طعام ابا عبد الله وفي نفس الوقت اسلم زواره)، في الحقيقة لم اصدق كلامه لاني ضننت انه سمع همسي لصاحبي بمهاجمتهم فاراد ان يهدانا لحين وصولنا الى مقرهم ، ولكنه فعلا وفى بقسمه واخرجنا من مقر الحزب بعد ان وقعنا على تعهد شكلي، حتى انه لم يطلب منا مستمسكات بحيث اعطيت اسم غير اسمي وعنوان غير عنواني ،وحين اعترض البقية بانهم مبلغين باحتجاز المشاة - على الاقل ـ لحين انتهاء الزيارة ـ لانهم اكيد سيعاودون المشي بعد اطلاق سراحهم ـ (وفي هذه فقط صدقوا لاننا عاودنا المشي فعلا) ـ فاجابهم ـ انهم شباب مثقف وكانوا غير مبلغين وسيعودوا الى بيوتهم .وهكذا نجونا ببركة القاسم-ع - وصلى الله على محمد واله الهداة المهديين.
هذه المرة كنا قاصدين كربلاء من العاصمة بغداد، انا وصديق لي اسمه شهاب ،وعند خروجنا من العاصمة ليلا وفي طريق المزارع ،وجدنا رجال يجلسون في باب مزرعتهم واغلبهم بلباس عربي، ارتبت انا من جلستهم لان الوقت منتصف الليل والمعروف عن المناطق الريفية لايسهروا لهذا الوقت، فقلت لصاحبي لنغير طريقنا ونتجنبهم، قال لي بتفائل كبير ـ (لاماكو شي )الا ترى هيئتهم لاتدل انهم سيطرة، وعند مرورنا بجانبهم وسلامنا عليهم ردوا علينا السلام وكانهم بهتوا ولم ينطقوا بشئ سواه، وبعد ان تجاوزناهم وبينما صاحبي المتفائل يؤكد لي صحة توقعه اذا باحدهم يصيح خلفنا تفضلوا اي بيت من منطقتنا تقصدون وقبل ان اتدارك الموضوع باجابة تخلصنا اجاب صاحبي بسرعة نحن قاصدين المشي الى كربلاء ،قالوا اذا تفضلوا اجلسوا واشربوا ماء وتيقنت هنا انهم اتباع النظام ،ولكن صاحبي اسرع اليهم بعفويه وجلس وشرب الماء ولكني رفضته ، ثم بادرنا احدهم قائلا الا تعلموا ان المشي ممنوع قلت له - لا، فقال هل يوجد احد في العراق لايعرف ان ذلك ممنوعا، قلت له وهل نشرذلك المنع في وسيلة مرئية اومسموعة اومقروئة، فقال صحيح ان الحكومة لم تنشر هذه التعليمات ،ولكن الحزب قد بلغ جميع المناطق قلت نحن لم نبلغ ،ثم اردفت قائلا ـ ما المطلوب منا الان ، قالوا ـ نحن مبلغون بالتحفظ على المشاة حتى ياتي المسؤول الحزبي ، وهو يقرر بشانكم ، قلت لهم واذا لم نمتثل لهذا الكلام ، ما انتم فاعلون هل تطلقوا علينا النار، قالواـ نرجوا منكم ان لا تحرجونا،هنا اشرت الى صاحبي انهض ولنرى ما يمكنهم فعله، ولكنه وبطبيعته المتفائلة اخذ يترجاني ان اجلس( وان شاء الله ماكو شي) فجلست وانا اتميز غيضا ، وحينها خطر لي ان ادخن ، فانحنيت علي كيس معنا فيه حاجياتنا لاخرج علبة السكائر، واذا بجميعهم يجفلوا ضنا منهم اني ساستخرج سلاح ، فضحكت من قلبي وقلت لهم مابكم هذا علبة سكائر، وبعدها اتى الرفيق البعثي، وما ان ترجل من سيارته حتى اخبروه بامرنا فاخذ يتفوه بعبارات هو اولى بها ـ انتم اعداء الوطن تتحدون الدولة وتخرجوا للمشي رغم المنع فقلت له ـ لاترفع صوتك علينا ،واعدت جوابي بانا غير مبلغين بالمنع ،فهل اصبح المشي جريمة , قال طبعا جريمه مخالفه قول (الريس)،الحاصل اصعدنا بسيارته بعد ان اوعز بتفتيشنا ،وصعد معنا نفر منهم مسلحين ،وفي الطريق صادفتنا سيارة مسؤولهم الكبير، فنزل اليه ذلك الارعن ليخبره- ببطولاته الفذة- ثم اتي ذلك المسؤول وجلس معنا في السيارة وانزل البقية الى السيارة الثانية ،واخذوا يتفقدوا بقية السيطرات ،وكلما وقفنا قرب سيطرة احاطوا بالسيارة موجهين نحونا السلاح وكانا حقا مجرمين ، وهنا خطر على بالي القاسم بن الحسن ـ ع ـ وقلت ـاللهم بحقه عليك الا ما نجيتنا مما نحن فيه ،وكنت اسار صاحبي ـبين الفينة والاخرى ـ انهم بقوا اثنين ونحن اثنين فلنجهز عليهم قبل ان نقيد وياتوا مالاقبل لنا بهم ،ولكنه مازال متمسكا بتفائله، وفي لحظات غاب عنا الرفيق الاول الارعن التفت الينا مسؤوله قائلا بصوت منخفض ـ (انا من الطائفة السنية ولكني اقسم لكم بان الان في بيتي يجري طبخ الطعام لتوزيعه بثواب ابا عبد الله ، واني لن اسلمكم للجهات الامنية، كيف اوزع طعام ابا عبد الله وفي نفس الوقت اسلم زواره)، في الحقيقة لم اصدق كلامه لاني ضننت انه سمع همسي لصاحبي بمهاجمتهم فاراد ان يهدانا لحين وصولنا الى مقرهم ، ولكنه فعلا وفى بقسمه واخرجنا من مقر الحزب بعد ان وقعنا على تعهد شكلي، حتى انه لم يطلب منا مستمسكات بحيث اعطيت اسم غير اسمي وعنوان غير عنواني ،وحين اعترض البقية بانهم مبلغين باحتجاز المشاة - على الاقل ـ لحين انتهاء الزيارة ـ لانهم اكيد سيعاودون المشي بعد اطلاق سراحهم ـ (وفي هذه فقط صدقوا لاننا عاودنا المشي فعلا) ـ فاجابهم ـ انهم شباب مثقف وكانوا غير مبلغين وسيعودوا الى بيوتهم .وهكذا نجونا ببركة القاسم-ع - وصلى الله على محمد واله الهداة المهديين.
تعليق