المحطة الثالثة
تعرفت على شخص كان زميل لنا في العمل اسمه هاشم ،وكان كثير النقاش معي حول المسائل الخلافية بين المذاهب لانه كان غير شيعي، وبعد فترة من الزمن اعطيته كتاب (ثم اهتديت )وطلبت منه ان يقراه ويعطيني رايه فيه .وفي صبيحة اليوم التالي اتى الي وعلامات السهر بادية عليه ، سلم علي ثم شكرني كثيرا ، واردف قائلا :لم انم طول الليل حتى اكملته ،نحن قضينا عمرنا في تصديق كذبة كبيرة ،واعلن استبصاره .وكانت فرحة لي كبيرة (لان يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من....) بعدها صار يسالني عن المسائل الفقهية وانا اجيبه بما اعرف من خلال اطلاعي على الكتب ـ التي كنت اقتنيها بصعوبة بالغة من الناحية الامنية والاقتصادية ـ وفي يوم من الايام اخبرته اني ساذهب لزيارة امير المؤمنين ـ ع ـ معزيا له بوفاة الزسول الاعظم ـ ص ـ فقال لي: وانا ساذهب معك ،واتفقنا ان نذهب في ليلة الوفاة ،واتى معنا ابني واحد اقربائي ،وفي الطريق من بغداد الى النجف الاشرف راينا المشاة على الطريق، فلم اتمالك نفسي دون النزول معهم فودعت هاشم وقريبي واصطحبت ولدي ،وترجلت من السيارة وعند انطلاقها من جديد وقفت لالوح لهم بالسلام ، فوجدت قريبي في مكانه ولم اجد هاشم، واذا بي اسمع ضحكته من خلفي قائلا لي ها ابو عباس اتريد الاجر بس الك) قلت له :لاطبعا اني اتمنى ان تشاركني الاجر ،ولكن ان السير في هذا الدرب شاق وخطر عليك ـولاسيما انه مصاب بعوق في احدى ساقيه ـ قال :لا عليك سوف اتحمل وبعد فترة من الزمن سمعنا صيحات المشاة من حولنا تحذرنا من ازلام النظام، فركضنا مبتعدين قدر الامكان من الشارع العام ، وكان الظلام حالكا، وبينما كنا نلتقط انفاسنا ونعاود السير نحن ومجموعة من المشاة لمحت اشباح تتحرك في الظلام من الشارع العام باتجاهنا فنبهت البقية لذلك ،ولكن بعض المشاة قالوا :انهم اصحابنا فلان وفلان .وهم يسعون للالتحاق بنا، ولكني بقيت اراقب بتوجس ،وعندما قربوا منا سمعت قعقعة اسلحتهم فصحت بالجمع حولي: اركضوا انهم سيطرة وما ان ركضنا حتى فتحوا النار علينا ،مع صياحهم :قف قف . ولكنا لم نتوقف عن الركض ،رغم ان ازيز الرصاص يمر بيننا ،وبعد ان ركضنا مسافة لاحظنا انهم قد توقفوا عن تتبعنا ، فاخذ كل منا ينادي باسم صاحبه ليطمئن عليه ،ولكني فقدت هاشم فرجعت ابحث عليه حتى وصلت الى الشارع العام ولم اجده ،ولم ارى حتى الذين لاحقونا ،فاصابني الغم واخذ مني الحزن ماخذا ،فما عساني اقول لاهله اذا كان قد اصابه مكروها ،ولكني احتملت حينها انه قد فر باتجاه اخر وبعد انتهاء مراسيم الزيارة ،عدت وسالت عنه ولده في بيته ،فاجابني ان والده لم يعود، وبعد عدة محاولات للتعرف على مصيره دون جدوى، ومضي عدة ايام علمت انه قد قبض عليه فنزل هذا الخبر علي كالصاعقة .وبعد تسعة اشهر اخلوا سبيله لعدم كفاية الادلة ,فذهبت اليه مباركا ،ولاادري ما ستكون ردة فعله حين يراني ،ولكنه فاجاني بعناقه الطوبل لي وشكره الكثير ،ثم قال :انك تعلم اني كنت حينما قبضوا علي حديث الاستبصار، وفي فترة احتجازي التقيت بعلماء وطلبة علم وكاني في دراسة حوزوية كنت بامس الحاجة لها ،وهذا كله بفضلك (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم).فحمدت الله كثيرا على النعم المتوالية المتتابعة .واصبح الان من الذين لايفوتوا ثواب زيارة الائمة ـ ع ـ في المناسبات حتى انه اتى الى كربلاء هذه السنة مشيا من بغداد ـ رغم اعاقة ساقه ـ وصلى الله على اشرف خلقه واله المنتجبين .
تعرفت على شخص كان زميل لنا في العمل اسمه هاشم ،وكان كثير النقاش معي حول المسائل الخلافية بين المذاهب لانه كان غير شيعي، وبعد فترة من الزمن اعطيته كتاب (ثم اهتديت )وطلبت منه ان يقراه ويعطيني رايه فيه .وفي صبيحة اليوم التالي اتى الي وعلامات السهر بادية عليه ، سلم علي ثم شكرني كثيرا ، واردف قائلا :لم انم طول الليل حتى اكملته ،نحن قضينا عمرنا في تصديق كذبة كبيرة ،واعلن استبصاره .وكانت فرحة لي كبيرة (لان يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من....) بعدها صار يسالني عن المسائل الفقهية وانا اجيبه بما اعرف من خلال اطلاعي على الكتب ـ التي كنت اقتنيها بصعوبة بالغة من الناحية الامنية والاقتصادية ـ وفي يوم من الايام اخبرته اني ساذهب لزيارة امير المؤمنين ـ ع ـ معزيا له بوفاة الزسول الاعظم ـ ص ـ فقال لي: وانا ساذهب معك ،واتفقنا ان نذهب في ليلة الوفاة ،واتى معنا ابني واحد اقربائي ،وفي الطريق من بغداد الى النجف الاشرف راينا المشاة على الطريق، فلم اتمالك نفسي دون النزول معهم فودعت هاشم وقريبي واصطحبت ولدي ،وترجلت من السيارة وعند انطلاقها من جديد وقفت لالوح لهم بالسلام ، فوجدت قريبي في مكانه ولم اجد هاشم، واذا بي اسمع ضحكته من خلفي قائلا لي ها ابو عباس اتريد الاجر بس الك) قلت له :لاطبعا اني اتمنى ان تشاركني الاجر ،ولكن ان السير في هذا الدرب شاق وخطر عليك ـولاسيما انه مصاب بعوق في احدى ساقيه ـ قال :لا عليك سوف اتحمل وبعد فترة من الزمن سمعنا صيحات المشاة من حولنا تحذرنا من ازلام النظام، فركضنا مبتعدين قدر الامكان من الشارع العام ، وكان الظلام حالكا، وبينما كنا نلتقط انفاسنا ونعاود السير نحن ومجموعة من المشاة لمحت اشباح تتحرك في الظلام من الشارع العام باتجاهنا فنبهت البقية لذلك ،ولكن بعض المشاة قالوا :انهم اصحابنا فلان وفلان .وهم يسعون للالتحاق بنا، ولكني بقيت اراقب بتوجس ،وعندما قربوا منا سمعت قعقعة اسلحتهم فصحت بالجمع حولي: اركضوا انهم سيطرة وما ان ركضنا حتى فتحوا النار علينا ،مع صياحهم :قف قف . ولكنا لم نتوقف عن الركض ،رغم ان ازيز الرصاص يمر بيننا ،وبعد ان ركضنا مسافة لاحظنا انهم قد توقفوا عن تتبعنا ، فاخذ كل منا ينادي باسم صاحبه ليطمئن عليه ،ولكني فقدت هاشم فرجعت ابحث عليه حتى وصلت الى الشارع العام ولم اجده ،ولم ارى حتى الذين لاحقونا ،فاصابني الغم واخذ مني الحزن ماخذا ،فما عساني اقول لاهله اذا كان قد اصابه مكروها ،ولكني احتملت حينها انه قد فر باتجاه اخر وبعد انتهاء مراسيم الزيارة ،عدت وسالت عنه ولده في بيته ،فاجابني ان والده لم يعود، وبعد عدة محاولات للتعرف على مصيره دون جدوى، ومضي عدة ايام علمت انه قد قبض عليه فنزل هذا الخبر علي كالصاعقة .وبعد تسعة اشهر اخلوا سبيله لعدم كفاية الادلة ,فذهبت اليه مباركا ،ولاادري ما ستكون ردة فعله حين يراني ،ولكنه فاجاني بعناقه الطوبل لي وشكره الكثير ،ثم قال :انك تعلم اني كنت حينما قبضوا علي حديث الاستبصار، وفي فترة احتجازي التقيت بعلماء وطلبة علم وكاني في دراسة حوزوية كنت بامس الحاجة لها ،وهذا كله بفضلك (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم).فحمدت الله كثيرا على النعم المتوالية المتتابعة .واصبح الان من الذين لايفوتوا ثواب زيارة الائمة ـ ع ـ في المناسبات حتى انه اتى الى كربلاء هذه السنة مشيا من بغداد ـ رغم اعاقة ساقه ـ وصلى الله على اشرف خلقه واله المنتجبين .
تعليق