كربلاء المقدسة رسمت بدماء الطف معالمها واستشرقت من مبادئ الحسين عليه السلام مبادئها وعلت فوق المدن العظيمة
بآثارها، وكأنَ السائر اليوم في بعض أزقتها وهو يستنشق أريج الثورة الكبرى ويلتمس في بعض طرقها آثار النبوة الصريعة
على ترابها الطاهر،فالسائر مثلا في احد شوارعها وهو شارع السدرة الذي يبتدأ من المرقد الطاهر للإمام الحسين
(عليه السلام )لينتهي بأثر خالد لرجل خالد وهو مقام الإمام صاحب العصر والزمان( عجل الله تعالى فرجه الشريف) وفي أحد
أزقته الضيقة المعروف بعگد ( الجيّه ) في محلة باب السلالمة اثر عظيم معبرٌ عن موقف عظيم وكأنك عندما تقف عنده
ترتسم في مخيلتك معالم المعركة المصيرية لواقعة كربلاء التاريخية، وهو مقام السيد الشهيد علي الأكبر (عليه السلام ) بن
سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ويمثل المقام مكان سقوط علي الأكبر (عليه السلام ) عندما
أحتمله فرسه الى معسكر الأعداء فوضعوا فيه سيوفهم حتى صيره الله شهيد الحق وهو ينادي يا أبتاه عليك مني السلام هذا
جدي رسول الله يقرؤك السلام ويقول عجل القدوم إلبينا في رواية أخرى إنه قال يا أبتاه هذا جدي رسول الله صلى الله عليه
وآله قد أسقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبداً وهو يقول العجل العجل فإن لك كأساً مذخورة حتى تشربها الساعة
فجاء الحسين عليه السلام إليه وعلى رواية السيد ابن طاووس: فجاء حتى وقف عليه فوضع خده على خده وقال: قتل الله
قوماً قتلوك ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا.
ملامح المقام:
المبنى الذي يقع المقام في احد جدرانه عبارة عن مصلى صغير أُعد للزائرين الكرام يحتوي على بعض الرموز المشيرة إلى
آل بيت النبوة كما وتوجد هناك نص لزيارة السيد الشهيد تعبر عن مكانته السامية عند الله ورسوله وأهل بيته ( صلوات الله
عليهم أجمعين) وحجم التضحيات التي قدمها، يبعد المقام 200م تقريباً عن العتبة الحسينية المباركة .
والمقام عبارة عن شباك تعلوه مئذنتان صغيرتان وزينت جوانب الشباك بالكاشي الكربلائي المنقوش بأسماء المعصومين
الأربعة عشر(عليهم السلام) وخلف الشباك تقع حجرة صغيرة ملحقة بالمقام .
تعليق