بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع ان الكل يعلم لاتجوز مخالفة رسول الله (صلى الله عليه واله) لان كلامه كلام الله تبارك وتعالى باتفاق جميع الفرق الإسلامية وبدليل كثير من الآيات القرآنية المباركة منها :
قوله تعالى { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} النجم (3-4)
وقوله تعالى {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} ال عمران 32
وقوله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } الانفال 1
فهنا الطاعة مطلقة ,ولايجوز باي حال من الأحوال مخالفة رسول الله (صلى الله عليه واله) لانه معصوم من الخطأ والاشتباه والنسيان ,بل الواجب طاعته في ما يقوله او يامر به.
ثم اذا قضى الله او رسوله حكم من الأحكام فلا سبيل لانكار او مخالفة هذا الحكم اطلاقا, لان القرآن الكريم قد صرح بذلك { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } الأحزاب (36)
وفي هذه الآية دلاله واضحة بان لأخيار للمؤمنين بعد ان قضى الله ورسوله في امر من الأمور الإسلامية ومن يخالف الله ورسوله ويعصيه فقد يكون على ضلال مبين ؟
ومن هنا نجد في صحاح أهل السنة والجماعة روايات صريحة في مخالفة عمر بن الخطاب لرسول الله (صلى الله عليه واله) فورد في: صحيح مسلم ج1 ص 133
كتاب الايمان -باب الدليل على من مات على التوحيد دخل الجنة
....عن ابي هريرة يقول وَأَعْطَانِى رسول الله نَعْلَيْهِ قَالَ « اذْهَبْ بِنَعْلَىَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ » فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ فَقَالَ مَا هَاتَانِ النَّعْلاَنِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقُلْتُ هَاتَانِ نَعْلاَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَنِى بِهِمَا مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ. فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَخَرَرْتُ لاِسْتِى فَقَالَ ارْجِعْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَجْهَشْتُ بُكَاءً وَرَكِبَنِى عُمَرُ فَإِذَا هُوَ عَلَى أَثَرِى فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا لَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ». قُلْتُ لَقِيتُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِى بَعَثْتَنِى بِهِ فَضَرَبَ بَيْنَ ثَدْيَىَّ ضَرْبَةً خَرَرْتُ لاِسْتِى قَالَ ارْجِعْ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا عُمَرُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى أَبَعَثْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ بِنَعْلَيْكَ مَنْ لَقِىَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ. قَالَ « نَعَمْ ». قَالَ (اي عمر) فَلاَ تَفْعَلْ؟؟فَإِنِّى أَخْشَى أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَخَلِّهِمْ ».
الرواية واضحة وصريحة بان رسول الله (صلى الله عليه واله) يامر بشيء والخليفة عمر بن الخطاب لايقبل به بل امر بخلافه؟؟!! بل نهى رسول الله عما قاله لابي هريرة بدليل قول عمر ((لاتفعل ))!! ؟ .
والعجيب في هذه الرواية عدة أمور لا تعقل بمقام الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) منها :
كيف لرسول الله يشرع شيء وهو لا يعرف مدى خطورته التي سوف تترتب عليه وان عمر من عرفها قبله ؟؟
ثانياً على فرض صحة الرواية كيف يسوغ لعمر بن الخطاب ان يخالف ما قاله رسول الله(صلى الله عليه واله ) وعمر يعلم علم اليقين ان كلام رسول الله لا يكون الا عن وحي كما قال الله لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ؟؟
ثالثاً ان طاعة رسول الله واجبة باي حال من الأحوال ولأتجوز مخالفته أطلاقاً وذلك لكثير من الآيات السابقة التي تقدمت منها أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فكيف لعمر ان يعصي رسول الله بل نهاه عن امر قاله بمحضره وتأكد منه ؟؟.
وقد يقول قائل ان هذا ليس معنى الرواية وليس مقصود عمر مخالفة رسول الله نقول ان كبار علماء السلفية وهو العلامة العثيمين يشرح هذه الرواية في كتابه (التعليق على صحيح مسلم، ج1، ص187) يقول: (إن بعض الأمور قد تخفى على الأكابر؟لأن النبي صلى الله عليه وسلم رجع إلى رأي عمر فقال: فخلهم ) يعني بالأكابر الرسول الأعظم !! ويعني ان المصلحة قد خفيت على الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) ونبهه عليها عمر .
والنتيجة اما ان صحاح اهل السنة ومنها صحيح مسلم التي اورد هذه الرواية كاذبة, واذا كانت كذلك فلا اعتبار بها .
واما ان تكون الرواية صحيحة وان عمر بن الخطاب قد خالف رسول الله ولم يطعه ومن لم يطع رسول الله صلى الله عليه واله فليس بمؤمن بصريح القران الكريم .
والحكم للقراء في ذلك .
تعليق