تختلف شهادة الامام العسكري (عليه السلام) عن شهادات غيره من الأئمة (عليهم السلام) كونها انهت مرحلة من مراحل الامامة يمكننا أن نسميها بالامامة الظاهرة كون الامام فيها ظاهر مشهور ، وكانت بداية لمرحلة جديدة يمكننا أن نسميها بالامامة المستورة حيث ان الامام فيها غائب مستور ، او ما يسمى بعصر الغيبة
ولا شك ان هذه المرحلة كانت من أصعب المراحل على شيعة وموالي أهل البيت(عليهم السلام) كونهم لم يألفوا مثل هذه المرحلة وهي عدم امكان الوصول الى الامام المعصوم (عليه السلام) واللقاء به وعرض المشكلات عليه وأخذ الحلول منه مباشرة وانما كانت الكيفية ولمرحلة معينة هي تسليم الكتب وأخذ الأجوبة عن طريق الوسطاء أو السفراء وهذه المسألة ليست باليسيرة كون السفير غير معلوم لدى معظم الناس فلا يعلمه الا الخوص أو خوص الخواص بسب الخوف من جواسيس السلطة الحاكمة ولذا فمن الصعب الوصول اليه خصوصاً اذا لاحظنا شدة البطش وقوة التنكيل التي تمارسها السلطة الحاكمة آنذلك على شيعة ومحبي وموالي أهل اليبت(عليهم السلام)
ومن هنا كانت المصيبة مضاعفة على الشيعة والموالين فمن جهة فانهم فقدوا امامهم وقدوتهم وكهفهم في الملمات ومفزعهم عند الصعاب والشدات ومن جهة أخرى انقطعوا عن مباشرة امامهم اللاحق بعد فقدهم الامام السابق .
فإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
ولا حولَ ولا قوةَ الا باللهِ العليِّ العظيمِ
تعليق