تويت
العقل المؤمن فى مدرسة أهل البيت عليهم السلام
العقل المؤمن فى مدرسة أهل البيت عليهم السلام
السيد جمال محمود الهاشمي
إن العقل المؤمن لا تحده حدود ولا تقيده قيود لأنه يسعى دائماً إلى الكمال الفكرى المستمد من كمال الوحى الإلهى ؛ وأعظم عقل فى الوجود هو عقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه العقل المُعدُّ لتلقى الوحي الإلهي بكمالاته وإعجازاته، جاء فى الحديث الشريف أن رسول الله صل الله عليه وآله قال : " ما قسم اللهُ للعبادِ شيئاً أفضل من العقلِ فـنومُ العاقلِ أفضلُ من سهر الجاهل وإقامة العاقل أفضل من شُخُوصِ الجاهلِ ولا بعث الله نبياً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمَّته وما يُضْمِرُ النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين وما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، والعقلاء هم أولو الألباب الذين قال الله تعالى :
{{ وما يتذكر إلا أولوا الالباب }} " .
ويقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لكل شيءٍ آلةٌ وعدةٌ ، وآلةُ المؤمن وعدّته العقل.. ولكل شيءٍ مطيّةٌ ، ومطيةُ المرء العقل .. ولكل شيءٍ غايةٌ ، وغايةُ العبادة العقل .. ولكل قومٍ راعٍ ، وراعي العابدين العقل .. ولكل تاجرٍ بضاعةٌ ، وبضاعة المجتهدين العقل.. ولكل خرابٍ عمارةٌ ، وعمارةُ الآخرة العقل .. ولكل سفرٍ فسطاطٌ يلجأون إليه ، وفسطاطُ المسلمين العقل " .
ويقول الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) : " إن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شيء إلا به العقل الذي جعله الله زينة لخلقه، ونورا لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم، وأنهم مخلوقون وأنه المدبر لهم، وأنهم المدبرون، وأنه الباقي، وهم الفانون واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه في سمائه وأرضه، وشمسه وقمره، وليله ونهاره، وبان له ولهم ـ أي للعقل و للعباد ـ خالقا ومدبرا لم يزل، ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح وأن الظلمة في الجهل، وأن النور في العلم، فهذا ما دلهم عليه العقل " .
إن العقل المؤمن رافده ورائده هو الوحي الإلهي الذى وصفه الله عزوجل بهذا الوصف : " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تـنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا " الكهف : 109 .
وهذا الوحى الإلهى الذى هذا وصفُـه يجعلُ العقلَ المؤمنَ يعيش فى جوِّ الوحي الربانىِّ لذلك فإن هذا العقل لابد أن يكون ذا رحابة فى الفكر وذا قدرة على النبوغ و ذا طلاقة فى الإبداع بل هو أقدر عقل على ذلك لأن الوحى الإلهى يقود العقل المؤمن إلى التفكير :{{ إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون }} الرعد:3 ، الزمر:42 ، الجاثية:13 ، {{ ويتفكرون فى خـلـق السماوات والأرض }} آل عمران:191، {{ أو لم يتفكروا فى أنفسهم }} الروم :8 ، ويأمره بالنظر : {{ قل سِـيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق }} العنكبوت: 20 ، {{ أو لم ينظروا فى ملكوت السماوات والأرض }} الأعراف: 185 ، ويدعوه إلى التدبر : {{ أفلا يتدبرون القرآن }} النساء: 82 .
والتفكير والنظر والتدبر عمليات عقلية يدعو إليها الوحى الإلهى بواسطة العقل ليقودها للوصول إلى قمة الإبداع والنبوغ والفهم والفقه ومن ثَمَّ الوصول إلى الحقائق العلمية اليقينية للدين والكون والنفس {{ سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }} فصلت: 53 .
لقد جعل الله عز وجل العقل حجة على خلقه فى معرفته ومعرفة أحكامه وفيما أنزله من آيات بينات فقال عز وجل {{ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نـتـبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون }} البقرة : 170 .
إن العقل المؤمن إذا توافر له جو الحرية والإمكانيات المادية والمعنوية .. لاريب سيقود البشرية إلى إقامة حضارة إيمانية إنسانية عالمية ، وهذا ما سنراه فى الدولة الإلهية العالمية الذى سيقيمها المعصوم الخاتم والعقل الكامل التام الإمام المهدي صلوات الله عليه وعجل الله فرجه .
السيد جمال محمود الهاشمي
إن العقل المؤمن لا تحده حدود ولا تقيده قيود لأنه يسعى دائماً إلى الكمال الفكرى المستمد من كمال الوحى الإلهى ؛ وأعظم عقل فى الوجود هو عقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه العقل المُعدُّ لتلقى الوحي الإلهي بكمالاته وإعجازاته، جاء فى الحديث الشريف أن رسول الله صل الله عليه وآله قال : " ما قسم اللهُ للعبادِ شيئاً أفضل من العقلِ فـنومُ العاقلِ أفضلُ من سهر الجاهل وإقامة العاقل أفضل من شُخُوصِ الجاهلِ ولا بعث الله نبياً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمَّته وما يُضْمِرُ النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين وما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، والعقلاء هم أولو الألباب الذين قال الله تعالى :
{{ وما يتذكر إلا أولوا الالباب }} " .
ويقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لكل شيءٍ آلةٌ وعدةٌ ، وآلةُ المؤمن وعدّته العقل.. ولكل شيءٍ مطيّةٌ ، ومطيةُ المرء العقل .. ولكل شيءٍ غايةٌ ، وغايةُ العبادة العقل .. ولكل قومٍ راعٍ ، وراعي العابدين العقل .. ولكل تاجرٍ بضاعةٌ ، وبضاعة المجتهدين العقل.. ولكل خرابٍ عمارةٌ ، وعمارةُ الآخرة العقل .. ولكل سفرٍ فسطاطٌ يلجأون إليه ، وفسطاطُ المسلمين العقل " .
ويقول الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) : " إن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شيء إلا به العقل الذي جعله الله زينة لخلقه، ونورا لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم، وأنهم مخلوقون وأنه المدبر لهم، وأنهم المدبرون، وأنه الباقي، وهم الفانون واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه في سمائه وأرضه، وشمسه وقمره، وليله ونهاره، وبان له ولهم ـ أي للعقل و للعباد ـ خالقا ومدبرا لم يزل، ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح وأن الظلمة في الجهل، وأن النور في العلم، فهذا ما دلهم عليه العقل " .
إن العقل المؤمن رافده ورائده هو الوحي الإلهي الذى وصفه الله عزوجل بهذا الوصف : " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تـنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا " الكهف : 109 .
وهذا الوحى الإلهى الذى هذا وصفُـه يجعلُ العقلَ المؤمنَ يعيش فى جوِّ الوحي الربانىِّ لذلك فإن هذا العقل لابد أن يكون ذا رحابة فى الفكر وذا قدرة على النبوغ و ذا طلاقة فى الإبداع بل هو أقدر عقل على ذلك لأن الوحى الإلهى يقود العقل المؤمن إلى التفكير :{{ إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون }} الرعد:3 ، الزمر:42 ، الجاثية:13 ، {{ ويتفكرون فى خـلـق السماوات والأرض }} آل عمران:191، {{ أو لم يتفكروا فى أنفسهم }} الروم :8 ، ويأمره بالنظر : {{ قل سِـيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق }} العنكبوت: 20 ، {{ أو لم ينظروا فى ملكوت السماوات والأرض }} الأعراف: 185 ، ويدعوه إلى التدبر : {{ أفلا يتدبرون القرآن }} النساء: 82 .
والتفكير والنظر والتدبر عمليات عقلية يدعو إليها الوحى الإلهى بواسطة العقل ليقودها للوصول إلى قمة الإبداع والنبوغ والفهم والفقه ومن ثَمَّ الوصول إلى الحقائق العلمية اليقينية للدين والكون والنفس {{ سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }} فصلت: 53 .
لقد جعل الله عز وجل العقل حجة على خلقه فى معرفته ومعرفة أحكامه وفيما أنزله من آيات بينات فقال عز وجل {{ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نـتـبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون }} البقرة : 170 .
إن العقل المؤمن إذا توافر له جو الحرية والإمكانيات المادية والمعنوية .. لاريب سيقود البشرية إلى إقامة حضارة إيمانية إنسانية عالمية ، وهذا ما سنراه فى الدولة الإلهية العالمية الذى سيقيمها المعصوم الخاتم والعقل الكامل التام الإمام المهدي صلوات الله عليه وعجل الله فرجه .
تعليق