نبارك لكم عيد فرحة الزهراء (ع) وتتويج الإمام الحجة (عج)
عيد الزهراء ... "يا محمّد! إنّي قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم"
الشيخ حسن الحلّيّ رحمه الله الشيخ الفقيه علي بن مظاهـر الواسطي عـن محمّد بن عـلاء الهمدانيّ الواسطـي ويحيى بن جريح البغدادي قال:... قصدنا جميعا أحمد بن إسحـاق القمّيّ صاحب العسكريّ عليه السـلام بمدينة قمّ ، وقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبيّة عراقيّة، فسألناها عنه.
فقالت: هو مشغول بعياله، فإنّه يوم عيد.
فقلنا: سبحان اللّه! الأعياد عند الشيعة أربعة: الأضحى، والفطر، ويوم الغدير، ويوم الجمعة.
قالت: فإنّ أحمد يروي عن سيّده أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ عليهما السـلام: أنّ هذا اليوم يوم عيد، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت: وعند مواليهم.
قلنا: فاستأذني لنا بالدخول عليه، وعرّفيه بمكاننا، فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا، فخـرج علينا وهو متّزر بمئزر له، محتضن لكسائـه يمسـح {حَضَنَ المـرأة ولدَها: ضمَّته إلى نفسها. أقرب الموارد: (1/671 حضن)} وجهه، فأنكرنا ذلك عليه.
فقال: لا عليكما ! فإنّي كنت اغتسلت للعيد.
قلنا: أوهذا يوم عيد؟! وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل.
قال: نعم! ثمّ أدخلنا داره، وأجلسنا على سرير له.
وقال: إنّي قصدت مولانا أبا الحسن العسكريّ عليه السـلام مع جماعة من إخوتي بسـرّ من رأى، كما قصدتمانى، فاستأذنّا بالدخول عليه في هـذا اليوم ، وهـو يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل. وسيّدنا عليه السـلام قد أوعز إلى كلّ واحد من خدمه أن يلبس ما له من الثياب الجدد، وكان بين يديه مجمرة وهو يحرق العود بنفسه.
قلنا: بآبائنا أنت وأُمّهاتنا يا ابن رسول اللّه! هل تجدّد لأهل البيت فرح؟!
فقال: وأيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟!
ولقد حدّثني أبي عليه السـلام أنّ حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم- وهـو التاسع من شهر ربيع الأوّل - على جدّي رسـول اللّه صلـى الله عليه و آله وسلم قال: فرأيت سيّدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين: يأكلون مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ورسول اللّه يتبسّم في وجوههم:. ويقول لولديه الحسن والحسين عليهما السلام: كُلا هنيئا لكما ببركـة هذا اليوم الذي يقبض اللّه فيه عدوّه وعدوّ جدّكما، ويستجيب فيـه دعـاء أُمّكما، كُلا! فإنّه اليوم الذي فيه يقبل اللّه تعالـى أعمـال شيعتكما ومحبّيكما. كُلا! فإنّه اليوم الذي يصدّق فيه قول اللّه
(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةَ بِمَا ظَلَمُواْ){النمل: 27/52}.
كُلا! فإنّه اليوم الذي تكسر فيه شوكة مبغض جدّكما كُلا! فإنّه اليوم الذي يفقد فيه فرعـون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقّهم. كُلا! فإنّه اليوم الذي يعمد اللّه فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! وفي أُمّتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يا حذيفة! جبت من المنافقين يترأّس عليهم، ويستعمل فـي أُمّتي الرياء، ويدعوهم إلى نفسـه، ويحمل على عاتقه درّة الخزي، ويصدّ الناس عن سبيل اللّه، ويحرّف كتابه، ويغيّرسنّتي، ويشتمل على إرث ولدي، وينصب نفسه علما، ويتطاول على من بعدي، ويستحلّ أمـوال اللّه من غير حلّـه، وينفقها في غير طاعته، ويكذّب أخـي ووزيري ، وينحّي ابنتي عن حقّها، فتدعو اللّه عليه، ويستجيب دعاؤها في مثل هذا اليوم.
قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! فلم لا تدعو ربّك عليه ليهلكه فيحياتك؟!
فقال: يا حذيفة! لا أُحبّ أن أجترىء علـى قضاء اللّه تعالـى، لمـا قد سبق في علمه، لكنّي سألت اللّه أن يجعل اليوم الذي يقبض فيه، له فضيلة على سائر الأيّام، ليكون ذلك سنّة يستنّ بها أحبّائي وشيعة أهل بيتي، ومحبّوهم، فأوحـى إليّ جلّ ذكـره، أن يا محمّد! كان في سابق علمي، أن تمسّك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤهـا، وظلم المنافقين والغاصبين مـن عبـادي، مـن نصحتهم وخانوك، ومحّضتهم وغشوك، وصافيتهم وكاشحوك، وصدّقتهم وكذّبوك، وأنجيتهم وأسلموك ، فأنا آليت بحولي وقوّتي وسلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك عليّا حقّه ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق، ولأصلينّه وأصحابـه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه، ولأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامـة لفراعنـة الأنبياء وأعـداء الـدين في المحشر، ولأحشرنّهم وأولياءهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنّم زرقا كالحين، أذلّة خزايا نادمين، ولأخلدنّهم فيها أبد الآبدين.
يا محمّد! لن يرافقك وصيّك في منزلتك إلّا بما يمسّه من البلوى، من فرعونه وغاصبه الذي يجتري عليّ، ويبدّل كلامي، ويشرك بي ويصدّ الناس عن سبيلي،وينصب من نفسه عجلاً لأُمّتك، ويكفر بي في عرشي إنّي قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم ومحبّيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إليّ ، وأمرتهم أن ينصبوا كرسـيّ كرامتي حذاء البيت المعمـور، ويثنوا عليّ ، ويستغفروا لشيعتكم ومحبّيكم من ولد آدم،
وأمـرت الكـرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيّام من ذلك اليوم، ولا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيّك.
يا محمّد! إنّي قد جعلت ذلك اليـوم عيدا لك ولأهـل بيتك، ولمـن تبعهم من شيعتهم، وآليت على نفسي بعزّتي وجلالي وعلوّي في مكاني، لأحبونّ من يعيّد في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين، ولأشفعنّه في أقربائه، وذوي رحمه، ولأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه وعياله فيه، ولأعتقنّ من النار في كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم وشيعتكم، ولأجعلنّ سعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، وأعمالهم مقبولة.
قال حذيفة: ثمّ قام رسـول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى أُمّ سلمة، فدخل. ورجعت عنه، وأنا غيرشـاكّ في أمـر الشيخ، حتّى ترأّس بعد وفاة النبيّ صلـى الله عليه وآله وسلم وأعاد الكفر، وارتدّ عن الدين، شمّر للملك، وحرّف القـرآن ، وأحـرق بيت الوحـي، وأبدع السنن، وغيّر الملّة، وبدّل السنّة، وردّ شهادة أمير المؤمنين عليه السلام وكذّب فاطمة عليها السـلام واغتصب فدكـا، وأرضى المجوس واليهود والنصارى، وأسخـط قرّة عين المصطفـى ولم يرضهم، وغيّر السنن كلّها، ودبّر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأظهر الجور، وحرّم ما أحلّ اللّه،وأحلّ ما حرّم اللّه، وألقى إلى الناس أن يتّخذوا من جلود الإبل دنانير، ولطم حرّ وجه الزكيّة، وصعد منبر رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، غصبا وظلما، وافترى على أمير المؤمنين عليه السلام وعانده وسفه رأيه.
قال حذيفة: فاستجـاب اللّه دعـاء مولاتي عليها السلام على ذلك المنافق ، وأجرى قتله على يد قاتله؛، فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لأُهنّئه بقتله ورجوعه إلى دار الانتقام.
فقال لي: يا حذيفة! أتذكر اليوم الذي دخلت فيـه على سيّدي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وأنا وسبطاه نأكل معه، فدلّك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه.
قلت: بلى يا أخا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم!
فقال: هـو واللّه! هذا اليوم الذي أقرّ اللّه به عين آل الرسـول، وإنّي لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما.
قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين! أحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم؟
فقال عليه السلام: هذا يوم الاستراحة، ويوم تنفيس الكربة، ويوم العيد الثاني، ويوم حطّ الأوزار، ويوم الخيرة، ويوم رفع القلم، ويوم الهـدو،{فـي البحـار: يوم الغدير الثاني}{في البحار: يوم الهدي} ويوم العافية، ويوم البركة، ويوم الثارات ، ويوم عيد اللّه الأكبر، ويوم إجابة الدعاء، ويوم الموقف الأعظم، ويوم التوافـي، ويوم الشرط، ويوم نزع السـواد، ويوم ندامة الظالم، ويوم انكسار الشوكة، ويوم نفي الهموم، ويوم القنوع، ويوم عرض القدرة،ويوم التصفّح، ويوم فرح الشيعة، ويوم التوبة، ويوم الإنابة، ويوم الزكاة العظمـى، ويوم الفطر الثانـي، ويوم سيل الشعاب،{في البحـار: يوم سيل النغاب} ويوم تجرّع الريق، ويوم الرضـا، ويوم عيد أهل البيت، ويوم ظفر بني اسرائيل، ويوم قبول الأعمال، ويوم تقديم الصدقة، ويوم الزيارة، ويوم{في البحار: يوم سيل النغاب} قتل النفاق، ويوم الوقت المعلوم، ويوم سرور أهـل البيت، ويوم الشهود، ويوم القهر للعدوّ، ويوم هدم الضلالة، ويوم التنبيه، ويوم التصريد، ويوم الشهادة، ويوم التجاوزعن المؤمنين، ويوم الزهرة، ويوم التعريف، ويوم الاستطابة ويوم الذهاب، ويوم التشديد، ويوم ابتهاج المؤمن، ويوم المباهلة ، ويوم المفاخرة، ويوم قبول الأعمال، ويوم التبجيل، ويوم إذاعة السرّ، ويوم النصرة، ويوم زيادة الفتح، ويوم تودّد، ويوم المفاكهة، ويوم الوصـول، ويوم التزكية، ويوم كشف البدع، ويوم الزهد، ويوم الورع، ويوم الموعظة، ويوم العبادة، ويوم الاستسلام، ويوم السلم، ويوم النحر، ويوم البقر.
قال حذيفة: فقمت من عنده ، وقلت فـي نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير وماأرجو بـه الثواب إلّا فضل هذا اليوم لكان مناي.
قال محمّد بن العلاء الهمدانيّ،ويحيى بن جريح: فقام كلّ واحـد منّا وقبّل رأس أحمد بن إسحـاق بن
سعيد القمّيّ، وقلنا: الحمد للّه الذي قيّضك لنا {قيضّ اللّه فلانا لفـلان: جاءَه به وأتاحـه له. أقـرب الموارد: (4/449 قاض)}. حتّى شرّفتنا بفضل هذا اليوم. ثمّ رجعنا عنه، وتعيّدنا في ذلك.
{المحتضر: 44 س 16 عنه البحـار: 31/120 س 5 و 95/351 ح 1 نقـلاً عن كتاب زوائد الفوائد للسيّد بن طـاووس؛، ومستدرك الوسائل: 3/326 ح 3701 قطعة منه، وإثبات الهداة: 2/199 ح 1005 قطعة منه. (قطعـة منه في) أفضل الأعياد عند أهـل البيت: (و) سروره عليه السـلام في عيد الزهراء(عليها السلام و) خادمه (عليه السلام و) ما رواه عن أبيه الجواد عليهما السلام}
اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات
ساعة لمناجاة الله
و ساعة لأمر المعاش
و ساعة لمعاشرة الإخوان و الثقات الذين يعرفونكم عيوبكم و يخلصون لكم في الباطن
و ساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم و بهذه الساعة تقدرون على الساعات الثلاث
الإمام الكاظم عليه السلام
اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين والعن أعدائهم إلى يوم الدين
نسألكم الدعاء
عيد الزهراء ... "يا محمّد! إنّي قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم"
الشيخ حسن الحلّيّ رحمه الله الشيخ الفقيه علي بن مظاهـر الواسطي عـن محمّد بن عـلاء الهمدانيّ الواسطـي ويحيى بن جريح البغدادي قال:... قصدنا جميعا أحمد بن إسحـاق القمّيّ صاحب العسكريّ عليه السـلام بمدينة قمّ ، وقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبيّة عراقيّة، فسألناها عنه.
فقالت: هو مشغول بعياله، فإنّه يوم عيد.
فقلنا: سبحان اللّه! الأعياد عند الشيعة أربعة: الأضحى، والفطر، ويوم الغدير، ويوم الجمعة.
قالت: فإنّ أحمد يروي عن سيّده أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ عليهما السـلام: أنّ هذا اليوم يوم عيد، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت: وعند مواليهم.
قلنا: فاستأذني لنا بالدخول عليه، وعرّفيه بمكاننا، فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا، فخـرج علينا وهو متّزر بمئزر له، محتضن لكسائـه يمسـح {حَضَنَ المـرأة ولدَها: ضمَّته إلى نفسها. أقرب الموارد: (1/671 حضن)} وجهه، فأنكرنا ذلك عليه.
فقال: لا عليكما ! فإنّي كنت اغتسلت للعيد.
قلنا: أوهذا يوم عيد؟! وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل.
قال: نعم! ثمّ أدخلنا داره، وأجلسنا على سرير له.
وقال: إنّي قصدت مولانا أبا الحسن العسكريّ عليه السـلام مع جماعة من إخوتي بسـرّ من رأى، كما قصدتمانى، فاستأذنّا بالدخول عليه في هـذا اليوم ، وهـو يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل. وسيّدنا عليه السـلام قد أوعز إلى كلّ واحد من خدمه أن يلبس ما له من الثياب الجدد، وكان بين يديه مجمرة وهو يحرق العود بنفسه.
قلنا: بآبائنا أنت وأُمّهاتنا يا ابن رسول اللّه! هل تجدّد لأهل البيت فرح؟!
فقال: وأيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟!
ولقد حدّثني أبي عليه السـلام أنّ حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم- وهـو التاسع من شهر ربيع الأوّل - على جدّي رسـول اللّه صلـى الله عليه و آله وسلم قال: فرأيت سيّدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين: يأكلون مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ورسول اللّه يتبسّم في وجوههم:. ويقول لولديه الحسن والحسين عليهما السلام: كُلا هنيئا لكما ببركـة هذا اليوم الذي يقبض اللّه فيه عدوّه وعدوّ جدّكما، ويستجيب فيـه دعـاء أُمّكما، كُلا! فإنّه اليوم الذي فيه يقبل اللّه تعالـى أعمـال شيعتكما ومحبّيكما. كُلا! فإنّه اليوم الذي يصدّق فيه قول اللّه
(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةَ بِمَا ظَلَمُواْ){النمل: 27/52}.
كُلا! فإنّه اليوم الذي تكسر فيه شوكة مبغض جدّكما كُلا! فإنّه اليوم الذي يفقد فيه فرعـون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقّهم. كُلا! فإنّه اليوم الذي يعمد اللّه فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! وفي أُمّتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يا حذيفة! جبت من المنافقين يترأّس عليهم، ويستعمل فـي أُمّتي الرياء، ويدعوهم إلى نفسـه، ويحمل على عاتقه درّة الخزي، ويصدّ الناس عن سبيل اللّه، ويحرّف كتابه، ويغيّرسنّتي، ويشتمل على إرث ولدي، وينصب نفسه علما، ويتطاول على من بعدي، ويستحلّ أمـوال اللّه من غير حلّـه، وينفقها في غير طاعته، ويكذّب أخـي ووزيري ، وينحّي ابنتي عن حقّها، فتدعو اللّه عليه، ويستجيب دعاؤها في مثل هذا اليوم.
قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! فلم لا تدعو ربّك عليه ليهلكه فيحياتك؟!
فقال: يا حذيفة! لا أُحبّ أن أجترىء علـى قضاء اللّه تعالـى، لمـا قد سبق في علمه، لكنّي سألت اللّه أن يجعل اليوم الذي يقبض فيه، له فضيلة على سائر الأيّام، ليكون ذلك سنّة يستنّ بها أحبّائي وشيعة أهل بيتي، ومحبّوهم، فأوحـى إليّ جلّ ذكـره، أن يا محمّد! كان في سابق علمي، أن تمسّك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤهـا، وظلم المنافقين والغاصبين مـن عبـادي، مـن نصحتهم وخانوك، ومحّضتهم وغشوك، وصافيتهم وكاشحوك، وصدّقتهم وكذّبوك، وأنجيتهم وأسلموك ، فأنا آليت بحولي وقوّتي وسلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك عليّا حقّه ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق، ولأصلينّه وأصحابـه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه، ولأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامـة لفراعنـة الأنبياء وأعـداء الـدين في المحشر، ولأحشرنّهم وأولياءهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنّم زرقا كالحين، أذلّة خزايا نادمين، ولأخلدنّهم فيها أبد الآبدين.
يا محمّد! لن يرافقك وصيّك في منزلتك إلّا بما يمسّه من البلوى، من فرعونه وغاصبه الذي يجتري عليّ، ويبدّل كلامي، ويشرك بي ويصدّ الناس عن سبيلي،وينصب من نفسه عجلاً لأُمّتك، ويكفر بي في عرشي إنّي قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم ومحبّيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إليّ ، وأمرتهم أن ينصبوا كرسـيّ كرامتي حذاء البيت المعمـور، ويثنوا عليّ ، ويستغفروا لشيعتكم ومحبّيكم من ولد آدم،
وأمـرت الكـرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيّام من ذلك اليوم، ولا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيّك.
يا محمّد! إنّي قد جعلت ذلك اليـوم عيدا لك ولأهـل بيتك، ولمـن تبعهم من شيعتهم، وآليت على نفسي بعزّتي وجلالي وعلوّي في مكاني، لأحبونّ من يعيّد في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين، ولأشفعنّه في أقربائه، وذوي رحمه، ولأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه وعياله فيه، ولأعتقنّ من النار في كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم وشيعتكم، ولأجعلنّ سعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، وأعمالهم مقبولة.
قال حذيفة: ثمّ قام رسـول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى أُمّ سلمة، فدخل. ورجعت عنه، وأنا غيرشـاكّ في أمـر الشيخ، حتّى ترأّس بعد وفاة النبيّ صلـى الله عليه وآله وسلم وأعاد الكفر، وارتدّ عن الدين، شمّر للملك، وحرّف القـرآن ، وأحـرق بيت الوحـي، وأبدع السنن، وغيّر الملّة، وبدّل السنّة، وردّ شهادة أمير المؤمنين عليه السلام وكذّب فاطمة عليها السـلام واغتصب فدكـا، وأرضى المجوس واليهود والنصارى، وأسخـط قرّة عين المصطفـى ولم يرضهم، وغيّر السنن كلّها، ودبّر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأظهر الجور، وحرّم ما أحلّ اللّه،وأحلّ ما حرّم اللّه، وألقى إلى الناس أن يتّخذوا من جلود الإبل دنانير، ولطم حرّ وجه الزكيّة، وصعد منبر رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، غصبا وظلما، وافترى على أمير المؤمنين عليه السلام وعانده وسفه رأيه.
قال حذيفة: فاستجـاب اللّه دعـاء مولاتي عليها السلام على ذلك المنافق ، وأجرى قتله على يد قاتله؛، فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لأُهنّئه بقتله ورجوعه إلى دار الانتقام.
فقال لي: يا حذيفة! أتذكر اليوم الذي دخلت فيـه على سيّدي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وأنا وسبطاه نأكل معه، فدلّك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه.
قلت: بلى يا أخا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم!
فقال: هـو واللّه! هذا اليوم الذي أقرّ اللّه به عين آل الرسـول، وإنّي لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما.
قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين! أحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم؟
فقال عليه السلام: هذا يوم الاستراحة، ويوم تنفيس الكربة، ويوم العيد الثاني، ويوم حطّ الأوزار، ويوم الخيرة، ويوم رفع القلم، ويوم الهـدو،{فـي البحـار: يوم الغدير الثاني}{في البحار: يوم الهدي} ويوم العافية، ويوم البركة، ويوم الثارات ، ويوم عيد اللّه الأكبر، ويوم إجابة الدعاء، ويوم الموقف الأعظم، ويوم التوافـي، ويوم الشرط، ويوم نزع السـواد، ويوم ندامة الظالم، ويوم انكسار الشوكة، ويوم نفي الهموم، ويوم القنوع، ويوم عرض القدرة،ويوم التصفّح، ويوم فرح الشيعة، ويوم التوبة، ويوم الإنابة، ويوم الزكاة العظمـى، ويوم الفطر الثانـي، ويوم سيل الشعاب،{في البحـار: يوم سيل النغاب} ويوم تجرّع الريق، ويوم الرضـا، ويوم عيد أهل البيت، ويوم ظفر بني اسرائيل، ويوم قبول الأعمال، ويوم تقديم الصدقة، ويوم الزيارة، ويوم{في البحار: يوم سيل النغاب} قتل النفاق، ويوم الوقت المعلوم، ويوم سرور أهـل البيت، ويوم الشهود، ويوم القهر للعدوّ، ويوم هدم الضلالة، ويوم التنبيه، ويوم التصريد، ويوم الشهادة، ويوم التجاوزعن المؤمنين، ويوم الزهرة، ويوم التعريف، ويوم الاستطابة ويوم الذهاب، ويوم التشديد، ويوم ابتهاج المؤمن، ويوم المباهلة ، ويوم المفاخرة، ويوم قبول الأعمال، ويوم التبجيل، ويوم إذاعة السرّ، ويوم النصرة، ويوم زيادة الفتح، ويوم تودّد، ويوم المفاكهة، ويوم الوصـول، ويوم التزكية، ويوم كشف البدع، ويوم الزهد، ويوم الورع، ويوم الموعظة، ويوم العبادة، ويوم الاستسلام، ويوم السلم، ويوم النحر، ويوم البقر.
قال حذيفة: فقمت من عنده ، وقلت فـي نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير وماأرجو بـه الثواب إلّا فضل هذا اليوم لكان مناي.
قال محمّد بن العلاء الهمدانيّ،ويحيى بن جريح: فقام كلّ واحـد منّا وقبّل رأس أحمد بن إسحـاق بن
سعيد القمّيّ، وقلنا: الحمد للّه الذي قيّضك لنا {قيضّ اللّه فلانا لفـلان: جاءَه به وأتاحـه له. أقـرب الموارد: (4/449 قاض)}. حتّى شرّفتنا بفضل هذا اليوم. ثمّ رجعنا عنه، وتعيّدنا في ذلك.
{المحتضر: 44 س 16 عنه البحـار: 31/120 س 5 و 95/351 ح 1 نقـلاً عن كتاب زوائد الفوائد للسيّد بن طـاووس؛، ومستدرك الوسائل: 3/326 ح 3701 قطعة منه، وإثبات الهداة: 2/199 ح 1005 قطعة منه. (قطعـة منه في) أفضل الأعياد عند أهـل البيت: (و) سروره عليه السـلام في عيد الزهراء(عليها السلام و) خادمه (عليه السلام و) ما رواه عن أبيه الجواد عليهما السلام}
اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات
ساعة لمناجاة الله
و ساعة لأمر المعاش
و ساعة لمعاشرة الإخوان و الثقات الذين يعرفونكم عيوبكم و يخلصون لكم في الباطن
و ساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم و بهذه الساعة تقدرون على الساعات الثلاث
الإمام الكاظم عليه السلام
اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين والعن أعدائهم إلى يوم الدين
نسألكم الدعاء
تعليق