ان الاستقراء التام لشخصية ابي الفضل (عليه السلام ) من الامور المستحيلة علينا ، فكيف يحيط فهمنا المحدود لابعاد هذا البحر الواسع من الجود والايثار وكل ما اراد الله عزوجل للنفس من السمو والرفعة. ولكنا نستطيع ان نقتبس من نور سيرته لتضئ خلجات نفوسنا وما يكتنفها من الظلمات . ولنتسائل لم الزهراء (عليها السلام) تعرض كفيه يوم المحشر دون كل ظلامات اهل البيت (عليهم السلام) ؟ وقد ياتي الجواب ان ذلك وفاء لامه (عليها السلام) ولكنه ايضا تكريم منها له ولكل سيرة حياته ، وتسليط الضوء على جندي مجهول نذر حياته لخدمة الرسالة المحمدية منذ نعومة اظفاره لاخر لحظة في حياته.ومن مظاهر عظم شخصيته انه شديد الباس والجراة في قتال اعداء الحق والانسانية ولكن قلبه مفعم بكل المشاعر الانسانية الراقية من حب ورافة وحياء ورحمة . وما ادعيتنا المستجابة عنده الا من تجليات تلك النفس الكبيرة التي تنظر الينا (ونحن الخطائون) بعين الرحمة وتسعى في حوائجنا الى الله تعالى حياءا من ردنا خائبين . فمن كان محبا لهذا الطود الشامخ فليجعل من سيرته منهاجا يسعى الى تطبيقه ما استطاع (مالا يدرك كله لا يترك جله) .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
مالا يدرك ...
تقليص
X
تعليق