حوار بين امهات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل ِ على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل ِ على محمد وآل محمد
هذه القصة هدية الى روح امي رحمها الله
في يوم من الايام
ذهبت ام حسن الى بيت جارتها ام نور التي انجبت قبل ايام مولودها الاول
وهناك وجدت جارتها ام أياد آتية ايضا لتبارك لام نور
فجلست النسوة وبدأت نصائح النساء للام الجديدة تنهال عليها مثل المطر
قالت ام أياد : لا ترضعي طفلك اعطيه الحليب الصناعي افضل
قالت ام نور : ولماذا ؟؟!!
قالت ام أياد الرضاعة الطبيعية ستخرب جسمك وتؤثر على رشاقتك .
قالت : ام حسن انا عندما ولدت ابني الاول حسن قال لي ابو حسن سأجلب له حليبا صناعيا ليتغذى بشكل جيد
هل تعرفين ماذا كان شعوري ساعتها ؟؟
لقد شعرت انه اهانني شعرت كأنه يقول لي انك ِ غير قادرة على تربية ابني
لذلك احتاج الى ام بديلة وهي قنينة الحليب
وصدقيني نظرت الى قنينة الحليب وكأنها ضرتي
ابتسمت ام أياد ابتسامة سخرية وحاولت تغيير الموضوع فقالت لام نور : متى ستعودين الى عملك
قالت ام نور : أظن اني سأخذ اجازة امومة طويلة وربما اترك العمل بعدها واتفرغ لتربية ابني
قالت أم أياد : ماذا ؟؟!! هذا جنون ....
كيف تتركين ما وصلتي له من نجاح في عملك بهذه السهولة ؟؟!!
التفتت ام نور الى ام حسن وقالت لها : ما رأيك انت ِ يا اختي ؟
قالت ام حسن : نعم رأي رأيك يا عزيزتي ام نور
ابنك احق بالاهتمام والوقت الذي سيذهب اكثره للعمل لو كنت ِ تعملين
قالت ام اياد : ومن قال انه سينقصه الاهتمام تستطيع تركه في الحضانة او عند الاقارب الى حين عودتها من العمل
ثم اني لولا عملي لم استطع توفير هذه الحياة التي يحياها اولادي الان
قالت ام حسن : انت ِ وفرت ِ لهم الاشياء المادية وحرمتيهم من شئ اهم لا يستطيع احد غيرك توفيره لهم
حرمتيهم من وجودك معهم حرمتيهم من حضن الام وهو المكان الوحيد الذي يشعر فيه الطفل بالامان
قالت ام أياد : لكني أعوضهم كل ذلك عندما اعود من عملي
قالت ام حسن : انظري حولك ِ الى الاطفال الذي تربوا هكذا وهم الان رجال ونساء
انهم لايختلفون كثيرا عن الذين تربوا في دار الايتام
وهم يؤكدون انهم كانوا مفتقدين جو العائلة في البيت ولم يكونوا يشعروا ان امهم تختلف عن والدهم ,
لم يكونوا يشعروا انها امرأة بل هي كالرجل , فليس لديها وقت للعب معهم او ممازحتهم
او ان تحكي لهم القصص او تلولي لهم قبل النوم (تلولي لهم أي تنشد لهم )
ضحكت ام أياد ضحكة استهزاء وقالت : انت ِ تتكلمين مثل العجائز
هه تلوليله !! هذه المرأة الريفية تلولي لابنها قبل ان ينام .
قالت ام حسن : ليتنا نكون مثل المرأة الريفية بحنانها واهتمامها باسرتها وتضحيتها بكل شئ في سبيل سعادة ابنائها
ليت اولادنا يعيشون في ظلنا كما كنا نعيش في ظل امهاتنا
كنا لا نأكل طعاما الا اذا كان من طبخ امنا , ولا نأكل خبزا الا اذا كان معجونا بعرق امنا
لذلك لا يوجد خبز في الدنيا بمثل طعمه ........ آه كم احن لخبز امي .
وما زال الحوار مستمرا بين ام حسن وام أياد ...
تعليق