إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }التوبة40

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }التوبة40

    { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }التوبة40
    ==================
    :تحليلٌ بلاغي ودلالي :
    =============


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين


    قال اللهُ تعالى


    {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40




    إنَّ هذا المقطع البلاغي المُبين في قوله تعالى




    { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }



    يجعلنا أمام ضرورة التحليل المعنائي والدلالي
    لينكشف لِمَن له دراية ومعرفة بأحوال الفعل والإسناد الخبري


    أنَّ الشخص الذي كان مع رسول الله محمد :صلى الله عليه وآله وسلّم :
    في غار حراء بجبل ثور


    هو خالي الذهن من الإعتقاد بأنََّ اللهَ تعالى معهما ومُترددٌ في هذا الحكم


    : أي متردد وغير معتقد بكون اللهَ تعالى مع الإثنين في الغار




    ومن المعلوم بيانياً في علم البلاغة وفنها


    أنَّ الجملة الأسميَّة (اللهُ معنا )


    إنما يؤتى بها مُؤَّكَّدةً بإنََّ


    ( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )


    لتقرير حكم قد شُكَّ به أوتُردد فيه ولدفع ذلك


    وهذا هو ما حصل واقعا في غار حراء


    إذ ظهر أنّ الشخص الذي كان مع النبي محمد:ص:
    لم يمتلك أي إعتقاد عن كون الله تعالى مع النبي محمد:ص:
    في نصرته وحفظه




    حتى جاءه الخطاب بقوله تعالى


    (إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )


    لدفع الشك والتردد الحاصل في نفس الشخص المعني


    وتقرير حقيقة أنَّ الله تعالى مع النبي محمد :ص:
    ومع الذين آمنوا بالله وبرسوله




    مما يرسم لنا دلالة وحكماً
    أنّ الحزن والتردد والهوان منتفٍ مع بلوغ الإنسان المُسلم مرتبة الإيمان وثبوته فيها إعتقادا وتطبيقا


    كما قرر الله تعالى ذلك في قوله سبحانه


    {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
    آل عمران139


    والتلبس بوصف الإيمان هنا مشروط بعدم الضعف والحزن




    {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }محمد35




    فالإيمان مُشترطٌ واقعا بإنتفاء الهوان والضعف والحزن في شخص صاحبه .




    وإنَّ علماء البلاغة ومنهم التفتازاني المتوفى سنة 792للهجرة
    وهو من علماء العامة وأشدهم نصبا وإنكاراً لإمامة أهل البيت المعصومين
    :عليهم السلام:


    قالوا :
    : إن كان المُخَاطبُ مُتردداً في الحكم طالباً له حسن تقويته بمؤكِّد كإنَّ مثلاً وغيرها .


    وإن كان المُخاطبُ مُنكِراً للحكم حاكماً بخلافه وجب توكيده بحسب الإنكار قوةً وضعفا
    فكلما إزداد في الإنكار زيدَ في التأكيد :
    :المُطوّل :التفتازاني :ص157




    ومثله قوله تعالى


    (إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )

    فهي جملة أسمية بيانية مؤكِّدة بأقوى أدوات التأكيد وأمها
    وهي إنَّ


    لمعنى وحكم أنَّ الله تعالى مع النبي محمد:ص: في نصرته
    لتدفع الشك والجهل والإنكار الحاصل في نفس وذهن من كان مع النبي في الغار






    فأيُّ فضيلةً تبقى للصاحب في الغار مع تلبسه الفعلي بالحزن المنهي عنه قرآنيا مرارا وتأكيدا


    ومع شكه الواقعي وتردده في نبوة النبي محمد:ص: وكون الله تعالى معه


    هذا وإنَّ ذكره بكونه الثاني في العدد


    إنما هو حكاية عن أمرٍ قد وقع في ظرف مخصوص .


    بقوله تعالى


    (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)


    وهذا يعني أنه مجرد رقم مُحايد قد إنضمَّ إتفاقاً في قضية هجرة
    النبي محمد:ص: إلى يثرب وتواجد معه في غار حراء


    ربما لأمرٍ لا يعلمه إلاَّ الله تعالى ورسوله :ص:
    لا أنه إنضمام فضيلة وإيمان




    والدليل :


    هو إهماله من قبل الله تعالى في باقي سياق الآية الشريفة وفصله عن الذكر في المشموليَّة


    بقوله تعالى


    { فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40




    والضمير هنا يعود حصراً ورتبة وفعلاً إلى شخص النبي محمد:ص:
    لا غير




    وإلاَّ لو كان ذاك الشخص المعني مستحقاً للمشمولية بنزول السكينة والتأييد بالجنود
    لما إمتنع الله تعالى من ذكره شمولاً ومصداقا


    إنه القرآن الكريم كتابُ الفصاحة والبيان والدقة والبلاغة


    لاحظوا


    حكمة وعدالة الله تعالى


    في قوله سبحانه


    {ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }التوبة26




    {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26




    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }الفتح4










    والسلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته




    مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



    انّ الكثير من الذين دخلوا الى الاسلام - سواء أكان بارادتهم أم رغم أنوفهم - لم يتلبّسوا بحقيقة الاسلام فضلاً عن الايمان، وبالتالي فانّ الشك والضعف نجده واضحاً على مثل هؤلاء..
    أما الصحبة فلا تدلّ على فضيلة أو مكرمة لا في اللغة ولا ما صرّح به القرآن الكريم، ولعلّ آيات كثيرة تشير الى هذا المعنى من غير أن ترفع الصاحب الى المرتبة التي يترجونها، ولكن ما هي إلاّ قشة يريد الغارق أن يتشبّث بها، وفي النهاية تبيّن انّ هذه القشة لا أساس لها..
    ومن العجيب أن يذهب القوم الى أمر مشكوك ويتركوا الأمر الواضح الجلي بل هو أوضح من عين الشمس في رابعة النهار، يتركوا عترة النبي الأكرم عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم الامام أمير المؤمنين عليه السلام الذي صدحت بفضائله وتعريفه الآيات الكريمة، وجاءت الأحاديث مبيّنة ومؤكدة لذلك، وبغض النظر للذي يدّعي بالتأويل لهذه الآيات بغير صاحبها، فانّ السيرة تفرض نفسها، فهو الذي ولد واستشهد في بيت الله ولم يسبقه أحد بذلك، وهو الذي دافع عن بيضة الاسلام، وهو الذي ساد العدل في حكوته، وهو الذي كرّم الله وجهه عن السجود لغير الله أبداً وهو الذي آخاه الرسول من بين الناس وغيرها من المكرمات والفضائل التي لا تعد ولا تحصى يقرّ بها القاصي والداني بل حتى من غير المسلمين، فهل من الانصاف أن يترك صاحب هذه الأوصاف ويتشبث بمن لا فضل له في الاسلام أبداً، بل هو المقرّ على نفسه بذلك حينما قال بعد توليه الخلافة ((
    أيها الناس إني قد وُليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني وإن رأيتموني على باطل فسددوني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فاذا عصيته فلا طاعة لي عليكم))..
    فأين هذا القول من قول سيد الموحدين عليه السلام ((
    يا معشر الناسسلوني قبل أن تفقدوني، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين، أما والله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور، بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينهي كل كتاب من هذه الكتب ويقول: يا ربإن عليا قضى بقائك، والله إني لأعلم بالقرآن وتأويله من كل مدع علمه))..
    وما هذا بالمقارنة، لأنّ ليس هناك مقارنة بالأصل ولكن للتعريف ليس إلاّ لمن ترك عقله واصبح ينعق مع كل ناعق من غير تحقق أو تفكّر ((أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ))يونس: 35..


    الأخ والأستاذ القدير مرتضى علي..
    حشركم الله مع محمد وآل محمد عليهم السلام وكتب لكم بكل حرف تكتبونه درجة في الجنّة...



    تعليق


    • #3
      الأخ الفاضل المفيد شكرا لكم على حسن إضافتكم القيِّمة وموفقٌ إن شاء الله تعالى

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمان الرحيم
        اللهم صل على محمد و آل محمد
        بارك الله لكم على الشرح الوافي و جزاكم كل خير ونفعنا بعلمكم
        اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم

        تعليق


        • #5
          وبكمُ يُباركُ اللهُ تعالى أكثر أختي الكريمة وشكرا لكم

          تعليق


          • #6
            لا تحزن ان الله معنا

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X