شركة تبيع المشاكل .. فهل من يشتري؟
تبدو فكرة تأسيس شركة لبيع المشاكل فكرة عبثيّة، وما إن تطرحها على أحد حتّى تثير
انتباهه وغيظه، فالنّاس لديهم من المشاكل ما يكفي، لكنّ إعلانات الشّركة تقول إنّ
الحياة لا يكون لها طعم بدون مشاكل، وهي قادرة على كسر الملل والرّتابة.
شركة "need a problem" لبيع المشاكل، هي شركة حقيقيّة لها موقع على
الإنترنت يحمل الاسم نفسه، وقد أسّسها ثلاثة من الشبان السويسريين في مدينة برن في
سويسرا. وتعلن الشّركة على موقعها على الإنترنت، قائمة أسعار المشاكل الّتي تبيعها
لزبائنها، والّتي تترواح بين يورو واحد إلى 500 يورو.
فالسعر يتوقّف على حجم المشكلة ونوعها، أي أنّ المشكلة السّهلة تباع
بيورو واحد، ثم يستمرّ التدرّج في قائمة الأسعار وفقاً لصعوبة المشكلة؛ فمن 5
يورو، إلى 50 و100، وهكذا، حتّى نصل إلى سعر 500 يورو للمشكلة الصّعبة. وأغلى
أنواع المشاكل هي الّتي يصل سعرها إلى 5000 يورو، وفي تلك الحالة، يمكن لهذه
المشكلة أن تعمل على تغيير حياة الزّبون بالكامل، كما تقول إعلانات الشّركة.
وما يدفع للاستغراب أن أصحاب الشركة قد استطاعوا بعد 3 شهور من
تأسيسها، بيع أكثر من 750 مشكلة، كلّها من النّوع السّهل الّذي يتراوح سعره بين 1
يورو و 500 يورو.
وتعليق..
هذه الفكرة للشّركة غريبة في طرحها، ويترتّب عليها آثار خطيرة جداً
على مستوى العلاقات الأسريّة الّتى تعمل على تفكيكها، فالأمور قد تفلت ممن تستهويه
هذه الأفكار، أي شراء المشاكل، وشيئاً فشيئاً، قد لا يستطيع التحكّم بمسار الأحداث،
وقد ينزلق إلى ما لا تحمد عقباه في تخريب البنيان العائليّ وزيادة المشاكل،
وتحوّلها من شيء للتّسلية إلى شيء واقعيّ مدمّر، بينما المطلوب اليوم في ظلّ ما
يعانيه العالم من تفكّك أسريّ، وانحدار في العلاقات الإنسانيّة، العمل على تقوية
الرّوابط الإنسانيّة، من خلال تعزيز الأسرة وحفظها، عبر البرامج الإعلاميّة
والتربويّة والاجتماعيّة الهادفة والواعية.
الله يبعدهم عنا مش ناقصنا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تعليق