(لِمَ تقول ما لا يُفهم؟ فأجاب ابوتمام:ـ ولِمَ لا تفهم ما يُقال يا ابا سعيد؟) محاورة نمت فاستفحلت حيرتها شجونا امامواقع ثقافي متماوج ما زلنا نعيش محنته وصراعاته المترامية الأطراف، فيستفحل السؤال:هل الكتابة التدوينية تعني استنساخ الواقع إن كان تاريخيا او مُعاشا؟
وهل المتلقي العراقي الآن بحاجة الى متلقٍ مثله؛ ينقل له ما يعرفه وما يدركهوما يعانيه... ليقدم له خطابا تعليميا يزخ بالمواعظ المباشرة وافعال الأمر؟ وما نفعهاإذا لم تحمل البهجة، وتمنح المتلقي لذة التمتع في مساحات نصية تمور بالمغايرة لتقدمما هو جديد... صحيح ان هذه المهمة تحتاج الى الموهوبين الذي يجيدون استفزاز المشاعرالإنسانية والتي هي اهم مهمات الكتابة؛ لإيقاظ النفوس الراكدة...
لاشك إن الرمزية او الغموض، وكثافة الصور والعوم في اللاشعور، هي مقصد الاحتجاجعند هذا البعض الذي لا يدرك ان هذه الموضوعات نسبية، وهناك نسب صالحة للعطاء الابداعي،وان رفضنا الحقيقي الذي يقبع عند سوداوية الرؤى والمباشرة الميتة المنهكة للمتلقي،والقول الرتيب الذي صار يملأ المنشور العراقي دون ان يسأل احد منهم: اين هو الخطابالحداثوي؟ أعني ذلك الخطاب الواعي الذي يمنح النص ديمومته وسحنته الابداعية المشحونةبالرؤى ابداعا يجيد التنامي الروحي والتماهي العقلي مع الواقع.
والكتابة للناس ليست تسطير كلمات ميتة بحجة احتواء اليومي... هذا الزخم الهائجمن الأحداث والمشاعر والرؤى... والبعض ما زال يقف امامه وهو يعيد ويصقل بكلمات قيلتفي كل مناسبة وحديث... اين اذا التطور الثقافي والإبداعي؟ ولماذا يصر البعض أن يعلقعجزه على شماعة متهرئة اسمها القارىء... وكأننا نخاطب امواتا ماتوا قبل قرون، وليسوابشرا لهم ثقافات وتحتويهم رؤى يانعة بالإبداع...؟!! فليحترموا القارىء... فليحترمواالناس.&&&
تعليق