الانسان ذلك الكائن العظيم ذو المكانة العالية ...له من الاسرار مااعجز الملائكة عن فهمه...

خلق الله تعالى الانسان كمجموعة مخلوقات في مخلوق واحد... وبينها ترابط عجيب

كون لابن ادم جسم ذو تناسق رائع جدا جدا ...لحد الان لم يتوصل علماء البشر الى معرفة

جميع اسرار واغوار الدماغ...وعجائبه الخارقة..بتلافيفه المذهلة وخلاياه العصبية التي تبهر العقول

التوزيع العصبي ونظام التلاحم العصبي الكهربائي بين الخلايا... عجيب... عجيب ....حقا ان العلماء

هم من يخشى الله بحق لاتهم يرون الاشياء المذهلة التي لاتنحصر عجائبها...

لاادري عن ماذا اتكلم ؟ عن القلب وضخه الدم كل دقيقة حوالي مئة مرة ولمدة 60 أو 70 سنة ...

عن الجمجمة والعظام واجوافها البديعة؟؟؟؟عن الدم وكرياته التي كانها سيارات تمشي في شوارع

منتظمة جدا...

عن ماذا اتكلم عن الكريات البيض الي هي كالدبابات التي تنهال على العدو بالقصف...عن الاراص

الدموية التي تتجمع بنسق لطيف لتوقف النزيف ؟؟؟؟عن المعدة وعصاراته الهاضمة ام عن الكبد ذلك

المصنع الكبير الذي يعمل فيه عماله الانزيمات ليلا نهارا بلا كلل ولاملل..عن ماذا اتكلم ؟؟؟ عن العينين

العجيبتين والعدسة العظيمة والبؤبؤ الجميل للغاية الذي يعطي

للناس قمة الجمال عندما يكون البؤبؤ اخضر او ازرق.....والعجيب انه لكل انسان بؤبؤ لايشبهه اي

بؤبؤ في تفاصيل تلافيفه لذا اعتمدوا الان عليه في الفحص للمسافرين بين البلدان في الحدود....اتتكلم

عن عجائب حليب الام؟؟؟؟ هل تصدقون يامؤمنين انه الان يدرسون اختصاص اربع سنوات

بورد فقط في حليب الام ...اربع سنوات في دراسة حليب الام ؟ اليس هذا مذهلا؟

الامعاء....القولون....الرئتين ....الهرمونات ذلك الجندي المجهول في اعماق الجسم....

الاذنان رادار هذا الكائن العجيب....صيوان الاذن مرسوم بريشة فنان عظيم ...الانف وجماله البديع

والله لو تأملنا عضو واحد بتفصيل لاحتجنا اياما ولاتنتهي العجائب...اما الجلد وهو اختصاصنا ....فاني

مازلت يوميا اتعلم منه العجائب والغرائب ....توزيع الدهون تحت الجلد غاية في الروعة وهو من يعطي

الانسان رونقه

وجمال شكله....انظر كيف تمتلى الخدود بالدهن تحت الجلد فتراه لحما طريا لطيفا....

انظر كيف ان جسم المراة يفوق اضعافا مضاعفة جمالا ورونقا من جسم الرجل خصوصا المراة الشابة

وماذاك الا بسبب النسق الخاص في توزيع الدهون تحت الجلد بدقة ولطف وجمال مذهل.

انظروا لجسم الرجل كيف تتركز فيه العضلات القوية وخصوصا الشاب ليتمكن من الصراع مع متطلبات

الحياة....وهكذا كل عضو وكل نسيج وكل خلية هم ايات بينة واضحة جلية على عظمة الخالق وانه لم

يخلق الدنيا عبثا وانما لشيء مهم ...ولكن مااكثر العبر واقل المعتبرين كما يقول سيد الموحدين علي بن

ابي طالب.

هذا عن الجسم ....ماذا نقول عن النفس .....وقواه العجيبة ...انها مخلوق داخلي فينا لانراه ولكن

نحسه بوضوح

انها تتكلم معنا كل لحظة وحوائجها لاتنتهي كلما اعطيناها شيء ارادت المزيد...كانها طفل مزعج ان

تركناه يحصل على اي شيء يريد فانه يخرب كل شيء بما فيها الجسم الذي يحمله...

العقل والتفكير والخيال ....قوى ومخلوقات زودنا الله بها ...ممكن نستعملها خيرا وممكن نستعملها لكل

سوء وفساداخيرا الروح ....ذلك المخلوق الرهيب الذي مر على البشر الاف السنين ولحد الان لم

يتعرف الانسان على

الروح ومن هي وماهيتها وعجابها....

المهم في الامر اننا لسنا مكلفين بمعرفة كل اسرار الجسم والنفس والروح والعقل وانما المطلوب منا هو

حفظ التوازن بين القوى كلها .....واعطاء كل ذي حق حقه ...

مثلا لكي يكون الانسان متكاملا يجب ان يعطي الجسم حقه من النظافة والعناية ولبس الملابس اللطيفة

المناسبة

وحفظه من كل اذى...فهو جسم جميل وعزيز علينا لانه رفيقنا في الدنيا....ولكنه يفارقنا ويذهب الى

اصله التراب

اما النفس فيجب ان نكون عقلاء في التعامل معها ..نعطيها ماتهوى من الحلال الطيب فقط ونمنع عنها

كل حرام ومكروه شرعا...ونتدرج في تربيتها وتزكيتها ....

اما العقل والفكر فزادهما العلم والمعرفة والتامل والتفكير بالامور النافعة....

اما الروح فتحن وتئن لعالمها القدسي الجميل وغذائها العبادة والمناجاة والقران والذكر وتسبيح

فاذا اعطى الانسان قواه غذائها ووازن بينها ولم يظلم احدها طار الى الاعالي ونال اسمى المراتب وحاز

على رضا ربه واعجاب المخلوقات الاخرى به ...وفاز بالاخرة فوزا عظيما....وعند مجيء الموت تراه

يستبشر ويفرح بقدوم ملك الموت لانه اصلح اخرته ولم يظلم احدا بما فيها نفسه.

قال الامام علي عليه السلام عندما ضربه الملعون بن ملجم وهو ساجد لصلاة الفجر ..قال اثناء الضربه

فزت ورب الكعبة...لانه تيقن الفوز واطمئنت بالرجوع لرب الارباب نفسه.

*منقول*