بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
كلما كان إحساس المرء بشخصيته وعزة نفسه أكبر، كلما كانت همته أعلى وتطلعه أسمى، وذلك حيث يتعرف إلى حقيقة نفسه وسبب وجوده على الأرض، ومدى الإمكانات المسخّرة لخدمته، ولكي تتواصل كلمات الوحي في وعينا، ونتعرف إلى العلاقة بينها، وتتبلور لدينا في صورة وسياق منتظمين ومتكاملين من القيم التي أصلها ثابت وراسخ في قاعدة التوحيد، وفروعها في السماء، وثمراتها في معرفة الحقائق الخارجية، لابد من تحديد القيم أولاً، ونعني بها قيم المسؤولية، وقيم الشرف، وقيم التطلع، وقيم الفضائل التي هي زينة الإنسان.
وهذه القيم بمجموعها ترسم صورة وسياق الكرامة الإنسانية، وأصلها فضل الله على ابن آدم، إذ كرمه وسخّر له ما في الأرض، ووفر له فرص العروج إلى أسمى الدرجات، ولابد من الإشارة إلى أن لهذه الكرامة المقصودة ثلاث ركائز وثلاثة تجليات:
الركيزة الأولى: تبدأ من المسؤولية التي حمّلها الله البشر، حيث رزقهم العقل والإرادة، وأتاح لهم الهداية إلى الخير دون إكراه.
الركيزة الثانية: أنه سبحانه قد بعث إليهم من أنفسهم رسلاً مبشرين ومنذرين، ليعلموهم الكتاب والحكمة، وليزكوهم ويطهروهم.
الركيزة الثالثة: أنه تبارك وتعالى قد هداهم إلى السبيل القويم بالبينة وبالرسول.
أما تجليات هذه الكرامة؛ فهي:
أولاً: الصدق، وهو شرف الإنسان، وانعكاس إحساسه بالكرامة والعزة. علماً أن للصدق تجليات أيضاً في الوفاء بالعقود والتمسك بالمواثيق.
ثانياً: التطلع المتصل بطموح الإنسان بمدى إحساسه بشخصيته وكرامته حيث يؤمن بوحدة أولاد آدم بأصل الخلقة، وإصراره على التنافس واستباق الخيرات.
ثالثاً: تمتع الإنسان بالفضائل التي يتحلى بها عباد الله المتقون، كالسكينة وكظم الغيظ والحلم والتواضع والنصيحة وغير ذلك.
بالنسبة لركائز الكرامة، فلكي يكون الإنسان ذا كرامة، لابد له من التحلي، أو إظهار جوهره الحقيقي، وهو تحمله المسؤولية تجاه شخصه وتجاه ما يملكه وتجاه الآخرين. وهذه المهمة تتوقف على ما يتمتع به الإنسان من الحرية والقدرة على الاختيار. وليس خافياً أن الله تعالى قد خلق الإنسان كائناً حراً، بما وهبه من عقل وغرائز وإرادة وقدرة على الاقتناع والتحرك، ولتحقيق مزيد من كرامة البشر، نرى ربنا قد اجتبى – ضمن مقاييس خاصة- من عباده رجالاً أكرمين، وجعل فيهم رسالته، وزودهم بالعصمة والحكمة والنصرة، ثم أمر سائر عباده باتباعهم.
ومن ركائز الكرامة الأخرى، السبيل القويم الذي حدده لنا الله تعالى، فمن القيم المثلى في حياة الإنسان، هو أن يكون على بصيرة من أمره ويقين وبيّنة. وحيث تتجلى البينة عند الإنسان بسعيه للآخرة أبداً، وتساميه عن حطام الدنيا، وتجاوز لذاتها، والصبر على ما فيها من الصعوبات والمكاره، كما تتجلى البينة عنده بالولاية التامة للرسول الأكرم والأئمة (صلوات الله عليهم)، ولاية يترجم فيها معاني الدفاع عن القيم ونصرة من يتولاهم، لأن في ذلك فقط يتم تحقيق قيم العدل والمعروف.
أما عن تجليات الكرامة، فهي في الصدق في قوله وفي عهده، وفي مواقفه عند الشدة. وذلك لأن صدق اللسان من علاقات صدق القلب، وهو ميراث إحساس النفس بالكرامة والشرف الذاتي وسلامتها من العُقد بكل ألوانها، ومنها أيضاً، العهود والمواثيق، كالعمل باليمين، وهو ما يشير إلى انبعاث الإيمان والشرف والثقة والاحترام من النفس الإنسانية، والوفاء بالوعد؛ وهو دليل شرف المؤمن وكرامته عند نفسه، والكفالة تعني مسؤولية الشخص عن رزق شخص آخر.
ومن تجليات الكرامة، التطلع نحو المعراج، فكلما كان إحساس المرء بشخصيته وعزة نفسه أكبر، كلما كانت همته أعلى وتطلعه أسمى، وذلك حيث يتعرف إلى حقيقة نفسه وسبب وجوده على الأرض، ومدى الإمكانات المسخّرة لخدمته، ويتحقق تطلع الإنسان وطموحه طبقاً لطبيعة إدراكه بأنه مخلوق أعلى من كافة الفروق والحدود المصطنعة، وأن ساحة المكارم هي التي ينبغي أن تكون ساحة السباق، وأن الإمكانات المتاحة لديه يجب تسخيرها لخدمة الحق.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
كلما كان إحساس المرء بشخصيته وعزة نفسه أكبر، كلما كانت همته أعلى وتطلعه أسمى، وذلك حيث يتعرف إلى حقيقة نفسه وسبب وجوده على الأرض، ومدى الإمكانات المسخّرة لخدمته، ولكي تتواصل كلمات الوحي في وعينا، ونتعرف إلى العلاقة بينها، وتتبلور لدينا في صورة وسياق منتظمين ومتكاملين من القيم التي أصلها ثابت وراسخ في قاعدة التوحيد، وفروعها في السماء، وثمراتها في معرفة الحقائق الخارجية، لابد من تحديد القيم أولاً، ونعني بها قيم المسؤولية، وقيم الشرف، وقيم التطلع، وقيم الفضائل التي هي زينة الإنسان.
وهذه القيم بمجموعها ترسم صورة وسياق الكرامة الإنسانية، وأصلها فضل الله على ابن آدم، إذ كرمه وسخّر له ما في الأرض، ووفر له فرص العروج إلى أسمى الدرجات، ولابد من الإشارة إلى أن لهذه الكرامة المقصودة ثلاث ركائز وثلاثة تجليات:
الركيزة الأولى: تبدأ من المسؤولية التي حمّلها الله البشر، حيث رزقهم العقل والإرادة، وأتاح لهم الهداية إلى الخير دون إكراه.
الركيزة الثانية: أنه سبحانه قد بعث إليهم من أنفسهم رسلاً مبشرين ومنذرين، ليعلموهم الكتاب والحكمة، وليزكوهم ويطهروهم.
الركيزة الثالثة: أنه تبارك وتعالى قد هداهم إلى السبيل القويم بالبينة وبالرسول.
أما تجليات هذه الكرامة؛ فهي:
أولاً: الصدق، وهو شرف الإنسان، وانعكاس إحساسه بالكرامة والعزة. علماً أن للصدق تجليات أيضاً في الوفاء بالعقود والتمسك بالمواثيق.
ثانياً: التطلع المتصل بطموح الإنسان بمدى إحساسه بشخصيته وكرامته حيث يؤمن بوحدة أولاد آدم بأصل الخلقة، وإصراره على التنافس واستباق الخيرات.
ثالثاً: تمتع الإنسان بالفضائل التي يتحلى بها عباد الله المتقون، كالسكينة وكظم الغيظ والحلم والتواضع والنصيحة وغير ذلك.
بالنسبة لركائز الكرامة، فلكي يكون الإنسان ذا كرامة، لابد له من التحلي، أو إظهار جوهره الحقيقي، وهو تحمله المسؤولية تجاه شخصه وتجاه ما يملكه وتجاه الآخرين. وهذه المهمة تتوقف على ما يتمتع به الإنسان من الحرية والقدرة على الاختيار. وليس خافياً أن الله تعالى قد خلق الإنسان كائناً حراً، بما وهبه من عقل وغرائز وإرادة وقدرة على الاقتناع والتحرك، ولتحقيق مزيد من كرامة البشر، نرى ربنا قد اجتبى – ضمن مقاييس خاصة- من عباده رجالاً أكرمين، وجعل فيهم رسالته، وزودهم بالعصمة والحكمة والنصرة، ثم أمر سائر عباده باتباعهم.
ومن ركائز الكرامة الأخرى، السبيل القويم الذي حدده لنا الله تعالى، فمن القيم المثلى في حياة الإنسان، هو أن يكون على بصيرة من أمره ويقين وبيّنة. وحيث تتجلى البينة عند الإنسان بسعيه للآخرة أبداً، وتساميه عن حطام الدنيا، وتجاوز لذاتها، والصبر على ما فيها من الصعوبات والمكاره، كما تتجلى البينة عنده بالولاية التامة للرسول الأكرم والأئمة (صلوات الله عليهم)، ولاية يترجم فيها معاني الدفاع عن القيم ونصرة من يتولاهم، لأن في ذلك فقط يتم تحقيق قيم العدل والمعروف.
أما عن تجليات الكرامة، فهي في الصدق في قوله وفي عهده، وفي مواقفه عند الشدة. وذلك لأن صدق اللسان من علاقات صدق القلب، وهو ميراث إحساس النفس بالكرامة والشرف الذاتي وسلامتها من العُقد بكل ألوانها، ومنها أيضاً، العهود والمواثيق، كالعمل باليمين، وهو ما يشير إلى انبعاث الإيمان والشرف والثقة والاحترام من النفس الإنسانية، والوفاء بالوعد؛ وهو دليل شرف المؤمن وكرامته عند نفسه، والكفالة تعني مسؤولية الشخص عن رزق شخص آخر.
ومن تجليات الكرامة، التطلع نحو المعراج، فكلما كان إحساس المرء بشخصيته وعزة نفسه أكبر، كلما كانت همته أعلى وتطلعه أسمى، وذلك حيث يتعرف إلى حقيقة نفسه وسبب وجوده على الأرض، ومدى الإمكانات المسخّرة لخدمته، ويتحقق تطلع الإنسان وطموحه طبقاً لطبيعة إدراكه بأنه مخلوق أعلى من كافة الفروق والحدود المصطنعة، وأن ساحة المكارم هي التي ينبغي أن تكون ساحة السباق، وأن الإمكانات المتاحة لديه يجب تسخيرها لخدمة الحق.