النظرية السياسية التي شرعها ،وقننها أمير المؤمنين،في الحكم..العدالة..المساواة..الاخلاص بالعمل ، لذلك أُعدت من أروع وأعظم التشريعات والتعليمات والوصايا والعهود في التأريخ البشري ،وقد إستقى منها الغرب والشرق دروس وعِبر في الكيفية التي يتولى فيها الحاكم وشرعيته وتعامله مع شعبه والانسانية...
الامام نبراس ومشعل الحرية:
الامام علي بن ابي طالب النموذج الانساني في التقوى، والزهد، والعدل ،والاستقامه، والفروسيه، والشجاعة؛ رجل الانسانيه الذي تدفقت منه الحكمة ، والفلسفة ،والعلم، هذا الحكيم والفيلسوف الزاهد الذي تشرب بالعلم والحكمة من ابن عمه سيد الانبياء والمرسلين الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قال:خير الناس من نفع الناس،والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ،لافرق بين اعجمي وعربي الا بالتقوى،الناس سواسية كأسنان المشط،لقد تربى سيد الفصاحة والبلاغة والفروسية في كنف وأحضان النبوة، ليترجم ذلك عمليا في أفعاله وأقواله،ويقدم لنا وللتأريخ البشري قناديل مضيئة ومشاعل يقتدى بها، فالحاكم يمثل الجموع بلا إستئثار أو فردانية أو إستغلال بل يعمل لصالح الرعية وحفظ مصالحها وتحقيق العدالة.. لا كما تقوله الميكافيلية من أجل مصلحتك فليسحق الآخرين ،التي أرست قيم السياسة المشوهة التي تستبيح الكرامات،والحرمات لمآرب ذاتوية(الغاية تبرر الوسيلة) تخص الحاكم وكيفية قيادته وكأنما الناس-قطيع وليس ببشر .أو السياسة الغربية والشرقية بمبادئها التي تدعي كما شرعها فلاسفة اللبرالية بسياسة الخطوة خطوة، أو خطوتين الى الامام وخطوة الى الخلف، أو خذ وطالب، أو إكذب إكذب حتى يصدقك الناس، أو بديماغوجية الاعلام المضلل والمصالح الاستعمارية والاستعبادية التي جلبت مئات الحروب في تأريخنا الانساني وملايين الضحايا والمعاقين والمشردين والجياع ،وهذه صورة العالم البائسة أمام مرآى ومسمع الامم المتحدة والجمعية العامة والمنظمات الدولية ،فأين العدالة في توزيع الثروات وحقوق الانسان،والفقراء بالارض لا أحد يسمع صرخاتهم وحشرجات الالم المتكسرة بصدورهم ؟!! فيما يجسد العهد العلوي أرقى التقنينات والاطر الانسانية لحياة يسودها الرخاء وينعم بها الانسان بالسعادة ,والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي دون حروب أو عنف أو تسلط...
الرأفة بالرعية:
يقنن الامام للعالم في عهده لمالك الاشتر(رضوان الله عليه) إسلوب الحكم والرأفة بالرعيه في نسق علمي ومعرفي وحضاري، تنهل جميع الشعوب من عهده المبارك الذي يعد اهم وثيقة تأريخيه في اقامه العدل والمساواة،إستقاها أمير البلاغة وسيد الفصاحة من المنهج القرآني والنبوي الشريف،فالعهد العلوي صك لحقوق الانسان المستل من الشرع المقدس....
كما ورد في القرآن الكريم1(( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )).