إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نتائج استحباب الدنيا على الآخرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نتائج استحباب الدنيا على الآخرة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نتائج استحباب الدنيا على الآخرة :
    القـرآن الكريم يعالج هـذه الحالة ويشـير الى هـذا النمـط مـن التفكير في قوله - تعالى - : { الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } (اِبراهيم/3) ، فيفضلون الحياة الدنيا ولسان حالهم يقول : مادامت هذه الدنيا عاجلة وحاضرة فمن يبيع النقد بالديـن ، ومن ذا الذي يبيع بضاعة مقابل ثمن يدفع في المستقبل ، وهذه هي بداية ولعلها تكون بداية بسيطة ولكن نهاية هذا النمط من التفكير ستكون نهاية سيئة ، لان من يستحب الحياة الدنيا على الآخرة سيبتلي بعدة صفات سلبية منها :
    1- انغلاق القلب : ان قلب هذا الانسان سيصبح قلبا منكرا ومغلقا لانه لايرى الا هذه الدنيا ، ولا يرى الآخرة وما وراءها . فاذا فقد عزيزا او صديقا فانه يبدأ يفلسف فقدانه لهذا الانسان بألف تفسير وبطريقة لاتمت اليه بصلة ؛ أي أنه يبعد الموت الذي جاء لهذا الانسان عن نفسه ، ويتصور أنه سوف لايشمله ، وعلى العكس فان الانسان الذي يدرك ان الدنيا محدودة ولايفضلها على الآخرة فان قلبه سيكون متفتحا يستوعب العبرة والنصيحة .
    2- انكار الحقائق : ان الانسان الذي يفضل الدنيا على الآخرة لايلبث ان يبدأ بانكار الحقائق الآخرى ، فينكر رسالات الله - تعالى - ، لان هذه الرسالات لايؤمن بها الا من يخشى الله ويخشى العقاب ويرجو الثواب ، اما الانسان الذي يقول : ماهي الا حيانا الدنيا وما يهلكنا الا الدهر ، فانه لايمتلك دافعا يدعوه الى ان يؤمن برسالات الله ، ولذا نـرى هـذا الانسـان يتخذ من الكفر منهجية له في الحياة ، وعن مثل هؤلاء يقول - سبحانه - : { فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ قُلُوبُهُم مُنكِرَةٌ وَهُم مُسْتَكْبِرُونَ } (النّحل/22) ، وفي آية اخرى يربط القرآن الكريم بين الكفر بلقاء الله ، والكفر بسائر الحقائق في قوله - عز من قائل - : { وَقَالَ الْمَلاَُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَـرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقـَآءِ الاَخِرَةِ } ( المؤمِنون/33 ) ، وعلى هـذا فان الكفر هو احدى
    النتائج القريبة من التكذيب بالآخرة .
    3- تزين الاعمال : ان اعمال هؤلاء الكافرين بلقاء الله تتزين لهم ؛ فهم يعتبرون جميع اعمالهم السيئة حسنة وان سرقوا وخانوا الأمانة واعتدوا على الآخرين ... لانهم لايمتلكون معيارا ، ولايستطيعون ان يفرقوا بين الحق والباطل ، ولانهم لايعيشون الا لهذه الدنيا ، ولذلك يقول - عز وجل - : { إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ } (النَّـمْل/4) ، ولذلك فان من المستحيل لهذا الانسان ان يتوب ويقلع عن اعماله السيئة ، وفي آية اخرى يقول - جل وعلا - : { فَنَذَرُ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } (يونس/11) ؛ فالذي لايرجو لقاء الآخرة يتركه الله لشأنه ، فلا يهديه ولايزوده بنور .
    4- المبادرة الى التكذيب : ان هؤلاء سوف يبتعدون عن الصراط المستقيم بمسافات شاسعة كما يقول - جل وعلا - : { بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ } (سبَأ/8) ، فقد يسير الانسان في الطريق فينحرف عنه لمسافة قصيرة ، ولكن انحرافه هذا قد يكون لمسافات شاسعة ، وفي هذه الحالة لاترجى له العودة الى الطريق المستقيم .
    5- المجادلة بالباطل : ان هؤلاء الكفار يبحثون دائما عن افكار باطلة يتشبثون بها ويقاومون من خلالها الحقائق ، والى هذا المعنى يشير قوله - تعالى - : { وَقَالُوا أَءِذَا ضَلَلْنَا في الأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلـْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } (السِّجدَةِ/10) ، فلأن هؤلاء كفروا بلقاء الله ، ولانهم لم يعتقدوا بوجود الآخرة والحساب والكتاب نراهم لايعترفون بامكانية العودة الى الحياة مرة أخرى ، ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق ، فيقول امثال هؤلاء : من ذا الذي يستطيع ان يجمع ذرات الانسان بعد موته ليحولها الى الوجود الاول ؟
    انك ايها الانسان المنكر ألم تكن فـي بدايـة خلقك سـوى نطفـة ، ثم خلـق اللـه - تعالى - من تلك النطفة وجودك المتكامل ، أفليس بقادر على ان يجمع هذه الذرات ليعيدها الى حالتها الاولى ؟
    وهناك من يبرر عدم ايمانه باساليب اخرى ، فيقول - على سبيل المثال - اننا لانريد هذا القرآن بل نريد كتابا آخر ، غافلين عن ان الرسالات السماوية لايمكن ان تتبدل ، وقد اشار - عز وجل - الى مجادلة هؤلاء قائلا : { قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَايَكُونُ لِي أَنْ اُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآئِ نَفْسِي } (يونس/15) ، فهم يتصورون ان الرسول (ص) هو الذي يأتي بالقرآن من عنده ، ولذلك فقد طلبوا منه ان يبدله في حين ان القرآن هو وحي منزل من السماء ، والرسـول لايستطيع ان يغير منه حرفا واحدا والقرآن يؤكد ذلك في قوله : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إلَيَّ } (الكهف/110 (.
    الا ان قلوب هؤلاء أصبحت منكرة وعقولهم مضطربة لانهم لايؤمنون بالآخرة ، على ان الأمر لم ينته عند هذا الحد ؛ فقد طالبوا الرسول باكثر من ذلك ، وهذا ما يرويه لنا القرآن الكريم في قوله : { وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلآ اُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلآَئِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا } (الفُرْقان/21) ، متناسين ان ذرة واحدة من نور الله - جلت قدرته - لو نزلت على جبل لدكته وجعلته هشيما ، فنحن لانستطيع ان ننظر الى نور الشمس ولو لدقيقة واحدة فكيف يمكننا ان نرى نور الله ؟
    ثم يستأنف العلي القدير قائلا :
    { لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِـي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّا كَبِيراً } (الفُرْقان/21) ، وهذا نوع من الاستكبار يدفع الانسان الى ان يطالب بانزال الملائكة عليه في حين انها لاتنزل الا على قلب معمور بالايمان ، فكيف تنزل على هؤلاء الكفار والمشركين المليئة قلوبهم بالرذائل والاحقاد ؟!

  • #2
    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


      الأخت القديرة عطر الولاية..
      عطّر الله قلبك بحب الآخرة ورزقك العمل لها باتباع نهج القرآن الكريم ونهج محمد وآل محمد عليهم السلام...



      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد اآل محمد و عجل فرجهم يا كريم
        حياكم الرحمن الرحيم و نسأل الله العلي القدير
        ان ويثبتنا على دينه والصراط المستقيم وان يحسن خاتمتنا بخير

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X