اللقاء المرتقب
الموت وما يهونه
الدكتور
حسين علي عباس
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا هذا اللقاء ...لماذا الموت
الموت : كلمة تفزعني وتثير إحساسي ويرتعد بسمعي لها جميع أعضائي وهواجسي ... ولكن هناك عضوا واحدا في جسمي يترقب الهوينة ويتصنت برعب ويقول سمعت كلمة لا أحب أن أسمعها ولكنها دخلت ميازيب أذن صاحبي ألا وهي قاتلتي ((الموت)) ثم يقف هذا العضو البائس (( القلب)) مفزوعا ليبين نفسه بين بقية الأعضاء خافيا ترقبه وخوفه متظاهرا بالشموخ والكبرياء ويقول بصوت ضعيف من هذا الذي يريد أن ينهي صاحبي أو يهزمني وهو يرتعش بضربات غير متناسقة وتأبى بقية الأعضاء أن تقف معه في هذه المعركة الباردة فيجيبه السلطان القاهر سكات القلوب ومن لي أنا ؟ أنـــا الموت المرتقب أنا بطاش الجبابرة والظلمة والأغنياء والفقراء والشيوخ والأطفال وبطاش كل إنسان ... تأكد القلب وقتها من هذا المهول وأراد أن يجر أذيال خيبته ويرميها في ساحة جسد صاحبه ولكن هيهات هيهات إن الساعة آتية لا ريب فيها ... لذلك كلهم تنحوا وسجدوا تلبية لجبار السماوات والأرض وباتوا بدون حراك ومن هنا لبس الموت حلته وبانت وحشيته ورسمت عليه صورة هول المطلع وأطلق صيحات زمجرتها توقف حياة مطلوبها , وبقيت أترقب هذه اللحظات المطرزة بإطار الموت ... هل أتوقف وأخفي أحزاني بين الضلوع والحنايا حاملا همومي وآهاتي بين خلجات قلبي المكسور مع هذا السلطان الرهيب ؟ الذي لا أملك أي قوة لمجابهته سوى اللجوء إلى الواحد القهار وأقول إنا لله وإنا أليه راجعون ... وتذكرت قول الإمام علي (عليه السلام) عنه (( إن الموت هادم لذاتكم ومكدر شهواتكم ومباعد طياتكم , وزائر غير محبوب وقرن غير مغلوب , وواتر غير مطلوب , قد أعلقتم حبائله ... فيوشك أن تخشاكم دواجي طلله وأحتدام علله )) (1)
ومن وصايا الإمام علي لأبنه الحسن (عليهما السلام) ((أعلم يابني أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا وللفناء لا للبقاء وللموت لا للحياة ... وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولا يفوته طالبه ولابد أنك مدركه فكن منه على حذر )) (2) ...ومن هنا أدركت لابد الوقوف مع هذه الحقيقة القاسية والتذكرة بها ... طلبا للشفاعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) نهج البلاغة:خطبة 230
اسألكم الدعاء
د.حسين علي عباس
الموت وما يهونه
الدكتور
حسين علي عباس
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا هذا اللقاء ...لماذا الموت
الموت : كلمة تفزعني وتثير إحساسي ويرتعد بسمعي لها جميع أعضائي وهواجسي ... ولكن هناك عضوا واحدا في جسمي يترقب الهوينة ويتصنت برعب ويقول سمعت كلمة لا أحب أن أسمعها ولكنها دخلت ميازيب أذن صاحبي ألا وهي قاتلتي ((الموت)) ثم يقف هذا العضو البائس (( القلب)) مفزوعا ليبين نفسه بين بقية الأعضاء خافيا ترقبه وخوفه متظاهرا بالشموخ والكبرياء ويقول بصوت ضعيف من هذا الذي يريد أن ينهي صاحبي أو يهزمني وهو يرتعش بضربات غير متناسقة وتأبى بقية الأعضاء أن تقف معه في هذه المعركة الباردة فيجيبه السلطان القاهر سكات القلوب ومن لي أنا ؟ أنـــا الموت المرتقب أنا بطاش الجبابرة والظلمة والأغنياء والفقراء والشيوخ والأطفال وبطاش كل إنسان ... تأكد القلب وقتها من هذا المهول وأراد أن يجر أذيال خيبته ويرميها في ساحة جسد صاحبه ولكن هيهات هيهات إن الساعة آتية لا ريب فيها ... لذلك كلهم تنحوا وسجدوا تلبية لجبار السماوات والأرض وباتوا بدون حراك ومن هنا لبس الموت حلته وبانت وحشيته ورسمت عليه صورة هول المطلع وأطلق صيحات زمجرتها توقف حياة مطلوبها , وبقيت أترقب هذه اللحظات المطرزة بإطار الموت ... هل أتوقف وأخفي أحزاني بين الضلوع والحنايا حاملا همومي وآهاتي بين خلجات قلبي المكسور مع هذا السلطان الرهيب ؟ الذي لا أملك أي قوة لمجابهته سوى اللجوء إلى الواحد القهار وأقول إنا لله وإنا أليه راجعون ... وتذكرت قول الإمام علي (عليه السلام) عنه (( إن الموت هادم لذاتكم ومكدر شهواتكم ومباعد طياتكم , وزائر غير محبوب وقرن غير مغلوب , وواتر غير مطلوب , قد أعلقتم حبائله ... فيوشك أن تخشاكم دواجي طلله وأحتدام علله )) (1)
ومن وصايا الإمام علي لأبنه الحسن (عليهما السلام) ((أعلم يابني أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا وللفناء لا للبقاء وللموت لا للحياة ... وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولا يفوته طالبه ولابد أنك مدركه فكن منه على حذر )) (2) ...ومن هنا أدركت لابد الوقوف مع هذه الحقيقة القاسية والتذكرة بها ... طلبا للشفاعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) نهج البلاغة:خطبة 230
اسألكم الدعاء
د.حسين علي عباس
تعليق