الرواية الثالثة
قال أحمد بن حنبل:
(حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله) : مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي. يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا)[1].
وعلق عليها شعيب الأرنؤوط فقال: إسناده قوي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقال أحمد بن حنبل أيضاً:
(حَدَّثَنَاعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ إِنِّي لَشَاهِدٌ يَوْمَ مَاتَ الْحَسَنُ فَذَكَرَ الْقِصَّةَفَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:سَمِعْتُ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْأَبْغَضَنِي) [2].
وعلق عليها شعيب الأرنؤوط فقال: إسناده حسن .
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة
(من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني).يعني الحسن و الحسين رضي الله عنهما ) .
[قال الألباني]: أخرجه أحمد في " المسند" ( 2 / 440 ) و في الفضائل ( 2 /777 / 1376 ) و
من طريقه الحاكم ( 3 / 166 ) و البزار ( 3 / 227/ 2627 ) عن جعفر بن إياس عن
عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة ... و صححه الحاكم، و وافقه الذهبي ، و هو كما قالا)[3] .
ففي هذه الرواية يحذِّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مِن عدم محبتهما،فجعل محبتهما بمنزلة محبته ، وبغضهما يعني بغضه ، وهذا يعني إنَّ محبتهما إيمانٌ، وبغضهماكفرٌ لأنَّه يؤدي إلى بغض رسول الله، فمن أحب الحسين فقد أحب رسول الله(صلى الله عليهوآله)، ومن أبغض الحسين فقد أبغض رسول الله(صلى الله عليه وآله) فهو كافر لأنه مبغض لرسول الله(صلى الله عليه وآله).
[1]مسند أحمد بن حنبل:2/386[2/288]،[ح. 7895/مسند أبي هريرة]،رقم أحاديثه:محمد عبد السلام عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان،ط.الأولى؛1413هـ-1993م.
[2]مسند أحمد بن حنبل:2/696[2/531]،[ح. 10880/مسند أبي هريرة]،رقم أحاديثه:محمد عبد السلام عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان،ط.الأولى؛1413هـ-1993م.
[3]السلسلة الصحيحة: 6 / 931 ، ح. 2895.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الدليل الساطع المبين في كفر من حارب الحسين (عليه السلام)
تقليص
X
-
الروايةالثالثة تفيد أن الحسن والحسين (عليهما السلام) ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله):
روى الترمذي بسنده عن ( أَبِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ طَرَقْتُ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله)ذَاتَ لَيْلَةٍ في بَعْضِ الْحَاجَةِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله)وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيءٍ لاَ أَدْرِى مَا هُوَفَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ قَالَ: فَكَشَفَهُ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ(عليهما السلام) عَلَى وَرِكَيْهِ فَقَالَ:
« هَذَانِ ابْنَاي وَابْنَا ابْنَتِي اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا ». قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌغَرِيبٌR[1].
فهل يعقل أنَّ المسلم يقاتل ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ويتجرَّأ على قتله وسبي أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإنَّ أبسط ما يقال في حق هؤلاء المجرمين: انهم سيحرمون شفاعة رسول الله(صلى الله عليه وآله)،ومصيرهم جهنم وبئس المصير، لأنهم قتلوا ابن وابن بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)،ولقد كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)لا يفارقهما ويحملهما باستمرار معلنًا للمسلمين بأنَّهما ولداه كما يفهم من رواية الترمذي
[1]الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي:4/496[كتاب المناقب/باب 31 مناقب الحسنوالحسين،ح. 3769م].التعديل الأخير تم بواسطة الغريفي; الساعة 15-02-2013, 11:58 AM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الرواية الثانية تدلّ على إهتمام الرسول (صلى الله عليه وآله) بالحسن والحسين (عليهما السلام)،وإظهار هذا الإهتمام للناس،ليعرفوا مكانتهما من قلبه، فإنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لشدة محبته لهما كان إذا اقتضى الأمر أن ينزل من المنبرتاركًا الخطبة ليحضنهما ويرعاهما، ترك الصحابة والمنبر ، ونزل اليهما لأنه لايتحمَّل أن يراهما يعثران كما
ورد في صحيح الترمذي عن
ولقد كان زهير بن القين في معسكر الامام الحسين فخطب ناصحاً لمعسكر يزيد ومما جاء في خطبته:S عَبْدُ الله بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله) يَخْطُبُنَا إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ(عليهما السلام)عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَنَزَلَ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله)مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ « صَدَقَ الله (إِنَّمَاأَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ) ، فَنَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا »R[1]. وقد صحح الألباني هذا الحديث قائلاً : صحيح.
فنقول: فداك أبي وأمِّي يارسول الله،
فإنْ كنت لاتتحمل عثرة الحسين بثوبه، فما هو شعورك وأنت ترى الحسين بكربلاء وقد أحاطت به وبأهل بيته الأعداء من كلّ جانب يرمونه بالسهام والنبال وهو ينادي بأعلى صوته:
الآ من مغيث يغيثنا؟!
الآ من ناصر ينصرنا؟!
الآ من ذاد يذود عن حرم رسول الله؟!
(فو الله لا تنال شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قوما هراقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم).
[1]الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي:4/498[كتاب المناقب/باب 31 مناقب الحسن والحسين،ح. 3774م].التعديل الأخير تم بواسطة الغريفي; الساعة 12-02-2013, 03:44 PM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة الهادي مشاهدة المشاركةبسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
سيدنا الفاضل الغريفي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على هذا الموضوع القيم واسمح لي بذكر حديث يؤيد ماتقول :
يذكرالذهبي -في سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 122 )
- عن أبي هريرة : نظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم.
ويذكرإبن أبي شيبة - المسند - حديث زيد بن الأرقم520
- حدثنا : إسباط بن نصر ، عن السدي ، عن صبيح مولى أم سلمة ، عن زيد بن أرقم ، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين (ر) : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم.
وهناك كثير من الاحاديث في مصادر أهل السنة والجماعة التي تؤكد هذه الروايات .
والنتيجة ان كل من يحارب علي بن ابي طالب او السيدة الزهراء او الحسن والحسين عليهم السلام فهو قد حارب رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن حارب رسول الله (صلى الله عليه واله) فلا شك ولاريب انه كافر ومن اهل النار لان الله يقول في كتابه {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِين}َ (98 البقرة
شكرا للأخ الهادي على هذه الاضافة الكريم جعلها الله تعالى في ميزان حسناتكم
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
سيدنا الفاضل الغريفي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على هذا الموضوع القيم واسمح لي بذكر حديث يؤيد ماتقول :
يذكرالذهبي -في سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 122 )
- عن أبي هريرة : نظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم.
ويذكرإبن أبي شيبة - المسند - حديث زيد بن الأرقم520
- حدثنا : إسباط بن نصر ، عن السدي ، عن صبيح مولى أم سلمة ، عن زيد بن أرقم ، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين (ر) : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم.
وهناك كثير من الاحاديث في مصادر أهل السنة والجماعة التي تؤكد هذه الروايات .
والنتيجة ان كل من يحارب علي بن ابي طالب او السيدة الزهراء او الحسن والحسين عليهم السلام فهو قد حارب رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن حارب رسول الله (صلى الله عليه واله) فلا شك ولاريب انه كافر ومن اهل النار لان الله يقول في كتابه {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِين}َ (98 البقرة
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الدليل الساطع المبين في كفر من حارب الحسين (عليه السلام)
سنعتمد في كتابة هذا الموضوع على الأحاديث المعتبرة عند علماء السنة لإثبات كفر من أسرج وألجم وتهيَّأ ونوى مقاتلة الإمام الحسين (عليه السلام) أو معاداته،الدليل الساطع المبين في كفر من حارب الحسين(عليه السلام)
ونبدأ بالحديث الأول الذي رواه البخاري بسنده عن
(عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيّ (صلى الله عليه وآله) أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ« اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» )[1].
ومِن هذا الحديث نعلم أنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يدعو لهما على أسماع المسلمين ليخبرهم بمكانتهما ومنزلتهما، أليس من السنَّة التأسي برسول الله(صلى الله عليه وآله) والإقتداء به بمحبتهما، وخلاف ذلك يكون الإنسان مخالفاً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ولسنته؟
فمن نصب العداء للحسين فهو كافر مخالف لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
هذا هو الحديث الأول
وسنذكر الحديث الثاني بإذن الله تعالى...
[1]صحيح البخاري: 682[ح.3747/ باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما- كتاب فضائل أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)].الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
اترك تعليق: