الخصوصية التي بها صار العرش أغيب من الكرسي
أن العرش والكرسي هما من مراتب علم الله الفعلي ، إلا في العرش خصوصية عبرت عنها النصوص الروائية كما في بيان الإمام الصادق عليه السلام : " والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره " .
بيان ذلك : إن في وجود مرتبة من العلم غير محدودة ، أعني أن فوق هذا العالم الذي نحن من أجزائه عالماً آخر موجوداته أمور غير محدودة في وجودها بهذه الحدود الجسمانية والتعينات الوجودية التي لوجوداتنا ، وهي في عين أنها غير محدودة ، معلومة لله سبحانه .
أي أن وجودها عين العلم ، كما أن الموجودات المحدودة التي في الوجود معلومة لله سبحانه في مرتبة وجودها ، أي أن وجودها نفس علمه تعالى بها وحضورها عنده .
لكن لا بد من الالتفات إلى أن عدم التقدير و التحديد ليس من حيث كثرة معلومات هذا العلم عدداً ؛ لا ستحالة وجود عدد غير متناهٍ بالفعل ؛ لأن كل عدد يدخل إلى الوجود فهو متناهٍ لكونه أقل مما يزيد عليه بواحد .
ولو كان عدم تناهي العلم ( أعني العرش ) لعدم تناهي معلوماته كثرة ، بل عدم التناهي والتقدير إنما هو من جهة كمال الوجود ، أي أن الحدود و القيود الوجودية توجب التكثر والتميز والتمايز بين موجودات عالمنا المادي ، فتوجب انقسام الأنواع بالإضافات غير موجودة فينطبق على قوله تعالى : (( وإن مِن شَىءٍ إِلا عِندنا خزآئنهُ وَما نُنَزلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعلُومٍ )) .
وهذه الموجودات كما أنها معلومة بعلم غير مقدر ، أي موجودة في ظرف العلم وجوداً غير مقدر ، كذلك هي معلومة بحدودها ، موجودة في ظرف العلم بأقدارها ، و هذا هو الكرسي .
و ربما لوح إليه أيضاً قوله تعالى فيها : (( يَعلَمُ مَابَينَ أَيدِيهِم وَ مَا خَلفَهُم )) . . حيث جعل المعلوم : ما بين أيديهم وما خلفهم ، وهما - أي مابين الأيدي وما هو خلف - غير مجتمع الوجود في هذا العالم المادي ، فهناك مقام يجتمع فيه جميع المتفرقات الزمانية ونحوها ، وليست هذه الوجودات غير متناهية الكمال غير محدودة ولا مقدرة ، وإلا لم يصح الاستثناء من الإحاطة في قوله تعالى : (( وَلَا يُحِيطُونَ بِشىءٍمِن عِلمِهِ إلَا بِما شَآءَ )) فلا محالة هو مقام يمكن لهم الإحاطة ببعض ما فيه ، فهو مرحلة العلم بالمحدودات والمقدرات من حيث هي محدودة مقدرة .
وهذا معنى قولهم إن العرش هو الملكوت الأعلى ، والكرسي هو الملكوت الأسفل ، لكون الأول هو موطن العلم الفعلي الإجمالي ، والثاني موطن العلم الفعلي التفصيلي .
وليس المراد من الإجمال هنا ما يقابل التفصيل ، ومن ثم يكون العلم الإجمالي أدنى مرتبة من العلم التفصيلي ، كما هو المتعارف في مباحث علم الأصول ، حيث يكون متعلق العلم الإجمالي مبهماً ، وإنما المراد من الإجمال في المقام هو البسيط في قبال المركب ، أي العلم البسيط في قبال العلم المركب ، وقد ثبت في مباحث العام أن البسيط أعلى مرتبة وجودية من المركب في مثل هذه الموارد .
أن العرش والكرسي هما من مراتب علم الله الفعلي ، إلا في العرش خصوصية عبرت عنها النصوص الروائية كما في بيان الإمام الصادق عليه السلام : " والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره " .
بيان ذلك : إن في وجود مرتبة من العلم غير محدودة ، أعني أن فوق هذا العالم الذي نحن من أجزائه عالماً آخر موجوداته أمور غير محدودة في وجودها بهذه الحدود الجسمانية والتعينات الوجودية التي لوجوداتنا ، وهي في عين أنها غير محدودة ، معلومة لله سبحانه .
أي أن وجودها عين العلم ، كما أن الموجودات المحدودة التي في الوجود معلومة لله سبحانه في مرتبة وجودها ، أي أن وجودها نفس علمه تعالى بها وحضورها عنده .
لكن لا بد من الالتفات إلى أن عدم التقدير و التحديد ليس من حيث كثرة معلومات هذا العلم عدداً ؛ لا ستحالة وجود عدد غير متناهٍ بالفعل ؛ لأن كل عدد يدخل إلى الوجود فهو متناهٍ لكونه أقل مما يزيد عليه بواحد .
ولو كان عدم تناهي العلم ( أعني العرش ) لعدم تناهي معلوماته كثرة ، بل عدم التناهي والتقدير إنما هو من جهة كمال الوجود ، أي أن الحدود و القيود الوجودية توجب التكثر والتميز والتمايز بين موجودات عالمنا المادي ، فتوجب انقسام الأنواع بالإضافات غير موجودة فينطبق على قوله تعالى : (( وإن مِن شَىءٍ إِلا عِندنا خزآئنهُ وَما نُنَزلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعلُومٍ )) .
وهذه الموجودات كما أنها معلومة بعلم غير مقدر ، أي موجودة في ظرف العلم وجوداً غير مقدر ، كذلك هي معلومة بحدودها ، موجودة في ظرف العلم بأقدارها ، و هذا هو الكرسي .
و ربما لوح إليه أيضاً قوله تعالى فيها : (( يَعلَمُ مَابَينَ أَيدِيهِم وَ مَا خَلفَهُم )) . . حيث جعل المعلوم : ما بين أيديهم وما خلفهم ، وهما - أي مابين الأيدي وما هو خلف - غير مجتمع الوجود في هذا العالم المادي ، فهناك مقام يجتمع فيه جميع المتفرقات الزمانية ونحوها ، وليست هذه الوجودات غير متناهية الكمال غير محدودة ولا مقدرة ، وإلا لم يصح الاستثناء من الإحاطة في قوله تعالى : (( وَلَا يُحِيطُونَ بِشىءٍمِن عِلمِهِ إلَا بِما شَآءَ )) فلا محالة هو مقام يمكن لهم الإحاطة ببعض ما فيه ، فهو مرحلة العلم بالمحدودات والمقدرات من حيث هي محدودة مقدرة .
وهذا معنى قولهم إن العرش هو الملكوت الأعلى ، والكرسي هو الملكوت الأسفل ، لكون الأول هو موطن العلم الفعلي الإجمالي ، والثاني موطن العلم الفعلي التفصيلي .
وليس المراد من الإجمال هنا ما يقابل التفصيل ، ومن ثم يكون العلم الإجمالي أدنى مرتبة من العلم التفصيلي ، كما هو المتعارف في مباحث علم الأصول ، حيث يكون متعلق العلم الإجمالي مبهماً ، وإنما المراد من الإجمال في المقام هو البسيط في قبال المركب ، أي العلم البسيط في قبال العلم المركب ، وقد ثبت في مباحث العام أن البسيط أعلى مرتبة وجودية من المركب في مثل هذه الموارد .
تعليق