بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المعروف في الفكر الوهابي
ان قصد قبر و سؤال صاحبه الدعاء ... شرك
و سؤال صاحب القبر الدعاء بعيدا عنه ... شرك
و دعاء الله تعالى بحق صاحب القبر ... شرك
و يكون التوسل مشروعا و جائزا إذا و فقط إذا كان حياً و بدعائه فقط ..!!
و دليلهم ^-^ على هذا هو ..
توسل عمر بالعباس عم الرسول دون الرسول صلى الله عليه و آله فمضى السلف على هذا ..!
فهذا هو دليلهم و قد أكد مثلا على ذلك بكل صراحة شيخهم ابن عثيمين و شيخهم الحوالي في موقعه الرسمي ..
و سنرد على هذا الدليل^-^ بالتفصيل ..
في البدء نضع رواية توسل عمر بالعباس
(عن سيف بن عمرو عن سهل بن يوسف السلمي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كان عام الرمادة في آخر سنة سبع عشرة وأول سنة ثماني عشرة أصاب أهل المدينة وما حولها جوع فهلك كثير من الناس حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس، فكان الناس بذلك وعمر كالمحصور عن أهل الأمصار حتى أقبل بلال بن الحرث المزني فاستأذن على عمر فقال: أنا رسول رسول الله إليك، يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لقد عهدتك كيسا، وما زلت على ذلك فما شأنك". قال: متى رأيت هذا ؟ قال: البارحة، فخرج فنادى في الناس الصلاة جامعة، فصلى بهم ركعتين ثم قام فقال: أيها الناس أنشدكم الله هل تعلمون مني أمرا غيره خير منه فقالوا: اللهم لا. فقال : إن بلال بن الحرث يزعم ذيت وذيت قالوا : صدق بلال فاستغث بالله ثم بالمسلمين ، فبعث إليهم وكان عمر عن ذلك محصورا ، فقال: الله أكبر ، بلغ البلاء مدته فانكشف ، ما أذن لقوم في الطلب إلا وقد رفع عنهم الأذى والبلاء. وكتب إلى أمراء الأمصار أن أغيثوا أهل المدينة ومن حولها، فإنه قد بلغ جهدهم ، وأخرج الناس إلى الاستسقاء ، فخرج وخرج معه العباس بن عبد المطلب ماشيا ، فخطب وأوجز وصلّى ثم جثا لركبتيه وقال: الله إياك نعبد وإياك نستعين ، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا. ثم انصرف، فما بلغوا المنازل راجعين حتى خاضوا الغدران).
اولا : المفروض ان يكون ترك عمر ( عندكم ) للتوسل بالنبي دليل على جواز تركه و ليس دليل على حرمته ..!! او انه شرك ..!
ثانيا : ترك عمر للتوسل بالرسول لا يعني حرمته او كونه شركا فعمر ترك مثلا حينئذ التوسل بأسماء الله الحسنى فهل هذا يعني أن التوسل بها شرك ..؟!!
ثالثا : لكون القحط الوحيد الذي سجله التاريخ في زمن عمر بن الخطاب هو القحط الذي حصل في عام الرمادة لذا نحن ملزمون بجمع رواية توسل عمر بالعباس الصحيحة عندكم مع الرواية الصحيحة الأخرى التي تخص القحط في ذلك العام و هي :
( بإسناد صحيح عن مالك الدار قال:" أصاب الناس قحط في زمان عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه [و آله] وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام فقال: إيت عمر فأقرئه مني السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له : عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال :" يا رب ما ءالو إلا ما عجزت")..
و قد ذكرت في :
المصنف لأبن ابي شيبة - 31 - 12
الأرشاد للخليلي - 1 - 314
الاستيعاب لأبن عبد البر - 3- 1149
التاريخ الكبير للبخاري - 7 - 304
تاريخ ابن عساكر - 44- 345
دلائل النبوة للبيهقي - 2- 495
الفتح لأبن حجر - 7 - 47
البداية و النهاية لابن كثير - 7 - 105- سنة 18هـ
و الأخيران قد أكدا صحة إسناده ..
و هذا الرجل هو بلال بن الحارث المزني الذي جاء في رواية توسل عمر بالعباس ليخبره بالمنام ..
و من الواضح من الرواية هو ان هذا الرجل ( بلال المزني ) قد توسل بقبر الرسول صلى الله عليه و آله و سأل الرسول ان يدعي الله سبحانه و تعالى بسقي امته
حيث قال له ( استسق لأمتك ) .. و هذا التوسل غير جائز لدى الوهابية بل و يعتبرونه شركا ..!! فأين سيذهبون بهذه الرواية الصحيحة في كتبهم المعتبرة و الصريحة بالتوسل بالرسول صلى الله عليه و آله بعد وفاته ..؟!
الآن هل بقي أثر لدليلهم بعد ان ثبت ان السبب في توسل عمر بالعباس كان نتيجة لتوسل بلال بقبر الرسول صلى الله عليه و آله ..؟
------------------------------------
بقيت نقطة .. و هي ان بعض الوهابية اليوم من ذوي النفوس الخبيثة يستميتون في تضعيف سند الرواية الثانية فيحاولون جعل مالك الدار المعروف بل الثقة لديهم "مجهولا" ..!
و نمر على هذه الشبهة بعُجالة للرد عليها بالآتي :
لقد ترجم لمالك الدار الذي تحاولون جعله مجهولا عالمكم البخاري
التاريخ الكبير للبخاري - ج7 - ص 304
1295- مالك بْن عِياض، الدار.
أن عُمَر قَالَ فِي قَحط: يا رب لا آلو إلا ما عجزتُ عنه.
قَالَه عليٌّ، عَنْ مُحَمد بْن خازم، عَنْ أَبي صالح، عَنْ مالك الدّار.
ثم ان سكوت البخاري عليه دال على ان حديثه محتمل ايظا و ليس ضعيف كما يزعم الوهابية ..
لسان المحدثين لمحمد خلف سلامة - ج4 - ص 141
يستعمل الجمهور هذه العبارة في تضعيف الرواة والأحاديث والأحكام ونحو ذلك ، وكذلك اصطلاح الإمام البخاري فيها ؛ فقد قال الحافظ المزي في (تهذيب الكمال) (18/265) في آخر ترجمة عبد الكريم بن أبي المخارق : (قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي : بيّن مسلم جَرْحَهُ في صدْرِ كتابه ؛ وأما البخاري فلم يُنبّه من أمره على شيء ، فدل أنه عنده على الاحتمال ، لأنه قد قال في "التاريخ" : « كل من لم أبين فيه جُرْحَةً فهو على الاحتمال ، وإذا قلت : فيه نظر ، فلا يحتمل
و ايظا في لسان المحدثين نقلا عن البخاري - ج4- ص 156
ويظهر أن قول البخاري : «ومن لم أبين فيه جُرحةً فهو على الاحتمال» يدخل فيه الثقة ومتوسط الحفظ وكل راوٍ ضُعّف ولم يشتد ضعفه ، ويوضح الأمر أكثر ويفسر مقصوده أنه قد قال : «كل من لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أروي عنه» ، فغير المحتمل عنده من يترك هو الرواية عنه ، وكل من تميَّزَ صحيح حديثه من سقيمه فهو يروي عنه ، وهو المحتمل عنده فيما يظهر لي .
اضافة لهذا لقد ترجم له في
الأرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي - ج1- ص 313
الجرح و التعديل للرازي - ج8 - ص 213
و يكفي حجة عليهم أن ابن حبان ذكره في الثقات ..
الثقات لأبن حبان التميمي - ج 5- ص 384
====================================
الآن نرد على عدد من الشبهات التي يضعها منكرو الحق من الوهابية ..!
أقول (شاعرة الحسين ) :
ان من رأى رسول الله في المنام فقد رآه و هذا ما ثبت في صحاحكم ..!
صحيح مسلم - ح 4217
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي ، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي " .
صحيح مسلم - ح 4216
وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ وحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي ، وَقَالَ : إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ ، فَلَا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ " .
السنن الكبرى للنسائي - ح 7335
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثنا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي ، لا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي " .
سنن ابن ماجة - ح 3900
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ , أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ , فَقَدْ رَآنِي , إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي " .
-----------------
ثم إن بحثنا لا يعتمد على المنام بقدر اعتماده على توسل الرجل .. فأن كان التوسل بالرسول صلى الله عليه و آله شركا فلماذا لم ينكر المسلمون
على الرجل ذلك ..؟!
لماذا لم ينكره سيدكم عمر الذي تعدونه فاروقا بين الحق و الباطل ..؟!! فهل سكت خليفتكم على الباطل ..؟!!
أقول ( شاعرة الحسين ) : و لماذا نأخذ المعنى على الماضي البعيد و ليس الماضي القريب حين كان الرجل يتوسل عند قبر الرسول صلى الله عليه و آله ..؟!
و هذا الرجل ليس أول مسلم توسل بقبر الرسول صلى الله عليه و آله بعد وفاته .. فقد توسل المسلمون به عند قبره و بتوجيه من عائشة ..
بسند عن أبي الجوزاء أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ( قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَحْطاً شَدِيداً ، فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ : انْظُرُوا قَبْرَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ . قَالَ : فَفَعَلُوا ، فَمُطِرْنَا مَطَراً حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ وَسَمِنَتِ الإِبِلُ ، حَتَّى تَفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ ، فَسُمِّىَ عَامَ الْفَتْقِ ) .
و قد ذكرت هذه الرواية في :
مرقاة المصابيح - ج 17 - ص 226
سبل الهدى للصالحي - ج 12 - 347
مسند الصحابة في الكتب التسعة - ر 568
مجمع الزوائد للهيثمي - ج7- ص392
مسند أحمد - ج 6- ص72
شفاء السقام للسبكي - ص 128
الإغاثة للسقاف - ص25
رفع المنارة - ص203
و أغلبهم صححها و قال محمود سعيد صاحب كتاب " رفع المنارة " بأن إسناده حسن ..
أما تضعيف إبن تيمية و الألباني - أئمة الوهابية - له فهو لا يعدل عندي ( عفطة عنز ) ..!
-----------------------------
ثم إن قول عمر: " و إنا نتوسل اليك بعم نبينا " هو توسل بالرسول صلى الله عليه و آله لأنه لو قصد العباس لقال " و إنا نتوسل اليك بالعباس "
بدل "عم نبينا " فلو تأملنا فيما قاله لوجدنا ان دعائه كان توسلا بالنبي صلى الله عليه و آله ..
أقول (شاعرة الحسين ) : لو تأملنا قليلا في الرواية لوجدنا أن السبب الرئيسي في هطول الأمطار هو توسل ذلك الرجل برسول الله و إن خاتمة القحط التي حصلت
كانت نتيجة لتوسل ذلك الرجل .. لأنه هو صاحب المنام الذي دفعهم الى الذهاب للعباس و الرسول صلى الله عليه و آله قد زاره هو ..
و ألا إن كان فعله شركا كيف يزوره رسول الله الذي قال " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي " ..
و إن كان الرسول كما تقولون في برزخ لشأنه لا يسمع من ناداه او خاطبه ..؟!! كيف يعطي ذلك الرجل سؤله ..؟!
ثم ان لم يكن هناك اي اهمية لما فعله الرجل و ان سبب هطول الأمطار كان توسل عمر بالعباس .. لمَ لم يزر رسول الله عمرا بدل الرجل ..؟!
فإذا كان توسل الرجل عديم الأثر - كما تقولون - بل يعد شركا لماذا زار رسول الله الرجل و لم يزر عمر ..؟! اليس من المفروض أن يترك رسول الله المشرك
و يزور عمر لكي لا نأخذ بتوسل الرجل و نسدل الستارعليه .. و ليكون عمر بطل القصة ..!!! إن كل من يلقي نظره على ما تقدم يعلم بأن توسل الرجل كان السبب في إنتهاء القحط في عام الرمادة بدون أدنى شك ..
اما لماذا يتوسل عمر بالعباس ..؟ فلعل الله تعالى في ذلك اليوم أراد أن يتضرع المسلمون اليه جماعة كي ينهي القحط و البلاء الذي ابتلاهم به .. أو لأنه تعالى أراد
أن يدعو العباس بدعائه الذي دعاه في ذلك اليوم ..
أقول : بل قد علمهم رسول الله التوسل به الى الله تعالى { فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } ..؟!
الم يعلم الضرير الذي شكى له علته على التوسل ..؟! الم يصح هذا الحديث عندكم ..؟!
بلى .. و لكنكم تغضون أبصاركم عن الحق ..
تاريخ ابن عساكر - من اسمه مظفر - ح 23299
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْخَضِرِ السُّلَمِيُّ ، أنا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُظَفَّرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيرُ قَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْقَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رِيذَةَ بِأَصْبَهَانَ ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، نا طَاهِرُ بْنُ عِيسَى ، نا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ شَبِيبٍ الْمَكِّيِّ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ ، قَالَ : شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَتَاهُ ضَرِيرٌ ، فَشَكَا إِلَيْهِ ذِهَابَ بَصَرِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَتَصْبِرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَيْسَ لِي قَائِدٌ ، وَقَدْ شُقَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ لَهُ : ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ ادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ " ، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ : فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَطَالَ الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطُّ ، قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ : كَذَا أَخْرَجَهُ عَلِيُّ بْنُ الْخَضِرِ ، وَحَذَفَ مِنْهُ ذِكْرَ الدَّعَوَاتِ الَّتِي هِيَ الْمَقْصُودُ وَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْحَدَّادِ ، فِي كِتَابِهِ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِيذَةَ ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ ، وَذَكَرَ الدَّعَوَاتِ فِيهِ وَفِيهِ قِصَّةٌ .
فما هي هذه الدعوات ..؟؟
جامع الترمذي- كتاب الأدب - 3532
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي ، قَالَ : " إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " ، قَالَ : فَادْعُهْ ، قَالَ : فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ ، مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ ، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ " . قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ الْخَطْمِيٍّ , وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ هُوَ أَخُو سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ .
سنن ابن ماجة - كتاب الصلاة - ح 1375
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سَيَّارٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُعَافِيَنِي ، فَقَالَ : " إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ " ، فَقَالَ : ادْعُهْ ، " فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ " ، قَالَ أَبُو إِسْحَاق : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
السنن الكبرى للنسائي - ابواب الملاعبة - ح 10041
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٌ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلا أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ أَعْمَى ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : " بَلْ أَدَعُكَ " ، قَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ،قَالَ : " تَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلِ :اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّي مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتِي ، أَوْ حَاجَتِي إِلَى فُلانٍ ، أَوْ حَاجَتِي فِي كَذَا وَكَذَا ، اللَّهُمَّ شَفِّعْ فِيَّ نَبِيِّي ، وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي " .
المستدرك على الصحيحين - كتاب الإمامة - ح 1862
أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ بِبَغْدَادَ ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، ثنا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ الْبَصْرِيُّ ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ يَرُدُّ اللَّهُ عَلَيَّ بَصَرِي ، فَقَالَ لَهُ : " قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي ، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ ، وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي " ، فَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فَقَامَ وَقَدْ أَبْصَرَ . تَابَعَهُ : شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ , زِيَادَاتٍ فِي الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ ، وَالْقَوْلُ فِيهِ قَوْلُ شَبِيبٍ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ .
تاريخ الأسلام للذهبي - فصل في تسبيح الحصى - ح 309
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ : وَرُوحُ بْنُ عُبَادَةَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ سَمِعَ عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي ، قَالَ : " فَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللَّهَ " ، قَالَ : فَادْعُهُ ، قَالَ : فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ الْوُضُوءَ ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ ، فَتَقْضِيهَا لِي ، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي " ، فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرِئَ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ .
دلائل النبوة للبيهقي - جُمّاع غزوة تبوك - ح 2424
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّيَالِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزَيْدٍ الصَّائِغُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ وَهُوَ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ ضَرِيرٌ فَشَكَا إِلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيْسَ لِي قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ ! إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فَيُجَلِّي لِي بَصَرِي اللَّهُمَّ شَفِّعْهُفِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي " ، قَالَ عُثْمَانُ : فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَلا طَالَ الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ الرَّجُلُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ " .
فأولا : الرسول صلى الله عليه و آله لم يحصر الدعاء - عند حضوره فقط - بل قال الضرير ( عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ يَرُدُّ اللَّهُ عَلَيَّ بَصَرِي ) .. و هذا الدعاء يسأل فيه الضرير الباري تعالى بالرسول صلى الله عليه و آله و يقول فيه " يا محمد " - المحرمة عند الوهابية - و يقول " اني توجهت بك الى ربي " ..
و هذا يخالف ادعاءات الوهابية الذين يعدون كل هذا شرك بالله..!!
بل حتى إن الرسول صلى الله عليه و آله لم يدعُ له كي يقولوا بأن التوسل بالحي - و بدعائه فقط - ..!!
ثانيا: إن حاول الوهابية الممطالة بعد هذه الأدلة الدامغة و قالوا إن دعاء الرجل كان بمحضر النبي و ليس بغيبته نقول إن هذا يخالف ما ورد في الحديث الذي يرويه عثمان فهو يقول : ( فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَلا طَالَ الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ الرَّجُلُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ ) ..
فأن الرجل توضأ في الميضأة كما علمه الرسول و دخول الرجل عليهم في المجلس دال على انه كان يدعو و يصلي خارجا .. فلما دخل المجلس كان قد شفي تماما ..
و هذا ينسف تماما ما يقوله الوهابية من دعاء الرجل بحضور الرسول صلى الله عليه و آله ..
و كان من نتائج تعليم الرسول للمسلمين أن عثمان بن حنيف قد توسل به بعد وفاته في عهد عثمان عندما أراد قضاء حاجة له .. و هذه الرواية الصحيحة في كتبهم المعتبرة ضاربة هي الأخرى لكل الإدعاءات الفارغة للوهابية ..
و قد ذكرت على سبيل المثال في ..
المعجم الكبير للطبراني - من اسمه عثمان - ح 8230
حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عِيسَى بْنِ قَيْرَسٍ الْمِصْرِيُّ الْمُقْرِئُ ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَكِّيِّ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلا ، " كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي حَاجَةٍ لَهُ ، فَكَانَ عُثْمَانُ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ وَلا يَنْظُرُ فِي حَاجَتِهِ ، فَلَقِيَ ابْنَ حُنَيْفٍ فَشَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ : ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فَتَقْضِي لِي حَاجَتِي وَتَذْكُرُ حَاجَتَكَ ، وَرُحْ حَتَّى أَرْوَحَ مَعَكَ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَصَنَعَ مَا ، قَالَ لَهُ ، ثُمَّ أَتَى بَابَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَجَاءَ الْبَوَّابُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الطِّنْفِسَةِ حُنَيْفًا ، فَقَالَ : حَاجَتُكَ ؟ فَذَكَرَ حَاجَتَهُ وَقَضَاهَا لَهُ ، ثُمَّ ، قَالَ لَهُ : مَا ذَكَرْتُ حَاجَتَكَ حَتَّى كَانَ السَّاعَةُ ، وَقَالَ : مَا كَانَتْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ فَأَذْكُرُهَا ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حَنِيفٍ ، فَقَالَ لَهُ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا كَانَ يَنْظُرُ فِي حَاجَتِي وَلا يَلْتَفِتُ إِلَيَّ حَتَّى كَلَّمْتَهُ فِيَّ ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ : وَاللَّهِ مَا كَلَّمْتُهُ ، وَلَكِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُ ضَرِيرٌ فَشَكَى إِلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَتَصَبَّرْ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيْسَ لِي قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ ادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ " ، قَالَ ابْنُ حُنَيْفٍ : فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَطَالَ بِنَا الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ , حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ ، ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَحْوَهُ .
كتاب العدة في الكرب و الشدة - ح 29
هكذا يعلمنا الرسول صلى الله عليه و آله كي نتوسل به الى الله دائما فهو حي عند الله و حي في قلوبنا ..
هكذا يعلمنا كي نقف بوجه مبغضيه الوهابية و ننسف مزاعمهم نسفا .. هكذا يعلمنا كي لا يكون لهم حجة علينا { فلله الحجة البالغة } ..
يقول الوهابي ايظا :
اولا: علمائك ليسوا حجة علينا ..!
ثانيا :عليك أن تسأل علمائك لماذا أخفوا ذلك ..!! لماذا يخفون الحق الجلي و يغضون ابصارهم عنه ..؟! لماذا يريدون تضليلكم ..؟!! فهذه نقطة عليكم لا لكم ..!
ثالثا : ان عدم وضع علمائك باب خاص للتوسل برسول الله بعد وفاته لا يدل على ان التوسل شرك برب العالمين ..!!
الا أن توسل " السنة " - و ليس الوهابية - بالرسول و اهل بيته عليهم الصلاة و السلام و بأئمتهم قد ذكر مرارا في كتبهم و إن لم يضعوا فيه ابوابا ..
فمنه مثلا :
ما ذكر في كتاب العلل و معرفة الرجال لأحمد ابن حنبل ..
التفريغ النصي لمحل الشاهد :
( سألته عن الرجل يمس قبر النبي صلى الله عليه [ و آله ] وسلم و يتبرك بمسه و يقبله و يفعل بالقبر مثل ذلك او نحو هذا يريد بذلك التقرب الى الله جل و عز
فقال : لا بأس بذلك )
_________
و قد ذكر الخطيب البغدادي ما يثبت توسل احد علمائهم ( الحسن بن ابراهيم ) بإمامنا (باب الحوائج) موسى بن جعفر الكاظم عليه صلوات الله و سلامه
تاريخ بغداد لأبن النجار البغدادي - باب ماذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء و الزُهّاد
أما توسل علماء "السنة " بالأمام الرضا عليه صلوات ربي و سلامه فهو معروف و نكتفي بالآتي :
تهذيب التهذيب - ابن حجر العسقلاني - ج 3 - ص 195
عن الامام الحاكم قوله : (و سمعت ابا بكر محمد بن مؤمل بن الحسن بن عيسى يقول : خرجنا مع امام اهل الحديث ابي بكر بن خزيمة ، و عديلة ابي علي الثقفي -من كبار فقهاء الشافعية - مع جماعة من مشايخنا - و هم اذ ذاك متوافرون - الى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس ، قال فرأيت من تعظيمه - يعني ابن خزيمة لتلك البقعة و تواضعه لها ، و تضرعه عندها ، ما تحيرنا ).
الثقات لأبن حبان- ج 8 - ص 457- ترجمة الامام علي الرضا بن موسى الكاظم
( ... و ما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس ، فزرت قبر علي الرضا بن موسى صلوات الله على جده و عليه ، و دعوت الله ازالتها عني ، الا استجيب لي ،
وزالت عني تلك الشدة ، و هذا شيء جربته مرارا ، فوجدته كذلك ).
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اما علمائك فهم من المؤكد لا يذكرون التوسل بل و يبذلون جهدهم في تضعيف ما يقع في ايديهم من الروايات الدالة عليه .. و هم في كل هذا يحاولون ان يسلكوا طريق شيخ اسلامهم الأموي ابن تيمية .. فلا نستغرب ابدا مما يبدر منهم من تكفير المتوسلين حتى من ابناء " السنة "..
و نحن نعرف جميعا ان اول من حرم التوسل و اعتبره شرك و بدعة ..الخ هو شيخ النصب - للرسول و آله - ابن تيمية الذي جاء بأفكار منحرفة و مغايرة للأسلام المحمدي الاصيل ..
فأعتبر ان كل توسل بجاه الرسول و آله مهما كان نوعه من سؤال او تقبيل او مسح للقبر او ذكر اسمائهم صلوات الله عليهم بصيغة النداء شرك محاولا ابعاد الأمة عن ذلك الرجل الذي كان سببا في هدايتهم ليس لشيء الا لبغضه له و لآله الذين كانوا امتداد لسيرته المطهرة ..
و أذكر لكم ما ذكره السبكي في كتابة شفاء السقام ..
التفريغ النصي لمحل الشاهد :
( اعلم : أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى ، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ، ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار، وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار. )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
و لكن بقيت نقطة أود ذكرها - للأمانة - فأن عالمك " ابن عثيمين " قد أقر التوسل و لكن التوسل بـالـ" كاسيت " الخاص بمحاضراته فقط ..!!
و هذا ما نلاحظه من مكالمته مع شيخكم ايمن سامي و التي نشرت على موقع الأخير..
للأستماع للمكالمة عبر اليوتيوب ..
http://www.youtube.com/watch?v=oJ9CT1gzBuw
لأثبات صحة المكالمة السابقة هذا رابط للخبر ( بعد إذن الأدارة .. للتوثيق فقط )
http://raw7-ray7an.com/vb/showthread.php?t=2498
و هذا نص المكالمة :
الشيخ أيمن سامي : السلام عليكم
ابن عثيمين : و عليكم السلام
أيمن سامي : كيف حالك يا شيخ؟
ابن عثيمين : بخير
أيمن سامي : تقبل الله منا ومنكم
ابن عثيمين : آمين
أيمن سامي : شيخ أنا أعمل إمام وخطيب بالشارقة وحصل لي موقف قبل أمس .. حبيت أذكر لك فيه بشرى يا شيخ
ابن عثيمين : نعم
أيمن سامي : قبل أمس خرجت أنا وأهلي وبنتي .. إلى منطقة جبلية لنروح عن أنفسنا بعيد عن الناس
ابن عثيمين : نعم
أيمن سامي : وتوقفت السيارة علينا وما استطعنا أن نمشي ، وبعد ذلك .. يعني .. بحثنا عن أحد .. يعني .. يخرجنا من هذه المنطقة الجبلية واتصلنا على بعض الأخوة وما وجدنا .. يعني .. من يخرجنا
ثم بعد حوالي سبع ساعات في الشمس والصحراء توجهت إلى الله سبحانه وتعالى ودعوت الله أن يخرجنا منها ثم تذكرت أن في السيارة شريط لكم يا شيخ ، فقلت :اللهم إن هذه السيارة فيها شريط للشيخ الصالح محمد بن صالح العثيمين فأسألك يا الله أن تأمرها أن توصلنا إلى بلدتنا في الشارقة ففي نفس اللحظة جاء من أخرجنا من هذا المكان ، ورجعنا إلى الشارقة بفضل الله ونحن في السيارة
ابن عثيمين : الحمد لله
أيمن سامي : الحمد لله
ابن عثيمين : الحمد لله على النجاة
أيمن سامي : جزاك الله خيرا
ابن عثيمين : وبشرك الله بالخير
أيمن سامي : اللهم آمين وإياك
ابن عثيمين : نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين
أيمن سامي : اللهم آمين وإياك
أيمن سامي : إني أحبك في الله يا شيخ حبا جما يملأ ما بين السماء والأرض
ابن عثيمين : أحبك الله الذي أحببتنا فيه
أيمن سامي : اللهم آمين وإياك
ابن عثيمين : نسأل الله أن يجعلنا وإياك على سرر متقابلين في جنات النعيم
أيمن سامي : اللهم آمين
ابن عثيمين : آمين
~~~~~~~~~~~~~~
لاحظ معي كيف يتوسل الوهابي بشريط مسجل لأبن عثيمين بغيابه و يقر ابن عثيمين ذلك و يدعو للمتوسل بجنات النعيم ..!! بالرغم من انهم يحرمون التوسل بغير الحاضر ..!
لكن لو توسل احد برسول الله لقالوا : هذا شرك .. محمد ليس حاضر عندك ..! محمد لا يسمع كلامك ..!
{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بقيت لدي نقطة بسيطة أود طرحها ..حول قوله تعالى { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } المائدة: 35
اقول للوهابية ان كنتم تقولون ان الوسيلة هي :
1) العمل الصالح
فلماذا يدعو كافة المسلمين بل و تدعون انتم بهذا الدعاء - الذي أخرجه البخاري و غيره - كل يوم ..
( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة
آتِ محمدا الوسيلة والفضيلة
وابعثه المقام المحمود الذي وعدته
إنك لا تخلف الميعاد ) ..
فهل تدعون لأكرم المرسلين و سيد الخلائق أجمعين بالعمل الصالح ..؟!!! ثم هل تدعون له - اليوم - بالعمل الصالح ..؟!!!
فتأويلكم هذا ســـاقط لأنه تأويل لا يقبل به الا ذوي العقول المريضة ..
2) ان قلتم بأن الوسيلة تعني التوسل ..
فهو اما التوسل الذي تقولون به و هو بالحي الحاضر و بدعائه فهذا لا يصمد امام الدعاء المعتبر
لأنكم تطلبون الوسيلة للرسول صلى الله عليه و آله و هو متوفي اي غير حاضر - حسب مفهومكم - ..!!
فهكذا لا يبقَ امامكم الا ان توقنوا بأن الوسيلة هي التوسل بالأولياء حاضرين كانوا او غائبين احياءا او أمواتا ..
و بهذا ستنسفون مرة أخرى و بأيديكم كلامكم المذكور في الأعلى ..
و الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على خير خلقه محمد و آله الطاهرين
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المعروف في الفكر الوهابي
ان قصد قبر و سؤال صاحبه الدعاء ... شرك
و سؤال صاحب القبر الدعاء بعيدا عنه ... شرك
و دعاء الله تعالى بحق صاحب القبر ... شرك
و يكون التوسل مشروعا و جائزا إذا و فقط إذا كان حياً و بدعائه فقط ..!!
و دليلهم ^-^ على هذا هو ..
توسل عمر بالعباس عم الرسول دون الرسول صلى الله عليه و آله فمضى السلف على هذا ..!
فهذا هو دليلهم و قد أكد مثلا على ذلك بكل صراحة شيخهم ابن عثيمين و شيخهم الحوالي في موقعه الرسمي ..
و سنرد على هذا الدليل^-^ بالتفصيل ..
في البدء نضع رواية توسل عمر بالعباس
(عن سيف بن عمرو عن سهل بن يوسف السلمي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كان عام الرمادة في آخر سنة سبع عشرة وأول سنة ثماني عشرة أصاب أهل المدينة وما حولها جوع فهلك كثير من الناس حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس، فكان الناس بذلك وعمر كالمحصور عن أهل الأمصار حتى أقبل بلال بن الحرث المزني فاستأذن على عمر فقال: أنا رسول رسول الله إليك، يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لقد عهدتك كيسا، وما زلت على ذلك فما شأنك". قال: متى رأيت هذا ؟ قال: البارحة، فخرج فنادى في الناس الصلاة جامعة، فصلى بهم ركعتين ثم قام فقال: أيها الناس أنشدكم الله هل تعلمون مني أمرا غيره خير منه فقالوا: اللهم لا. فقال : إن بلال بن الحرث يزعم ذيت وذيت قالوا : صدق بلال فاستغث بالله ثم بالمسلمين ، فبعث إليهم وكان عمر عن ذلك محصورا ، فقال: الله أكبر ، بلغ البلاء مدته فانكشف ، ما أذن لقوم في الطلب إلا وقد رفع عنهم الأذى والبلاء. وكتب إلى أمراء الأمصار أن أغيثوا أهل المدينة ومن حولها، فإنه قد بلغ جهدهم ، وأخرج الناس إلى الاستسقاء ، فخرج وخرج معه العباس بن عبد المطلب ماشيا ، فخطب وأوجز وصلّى ثم جثا لركبتيه وقال: الله إياك نعبد وإياك نستعين ، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا. ثم انصرف، فما بلغوا المنازل راجعين حتى خاضوا الغدران).
اولا : المفروض ان يكون ترك عمر ( عندكم ) للتوسل بالنبي دليل على جواز تركه و ليس دليل على حرمته ..!! او انه شرك ..!
ثانيا : ترك عمر للتوسل بالرسول لا يعني حرمته او كونه شركا فعمر ترك مثلا حينئذ التوسل بأسماء الله الحسنى فهل هذا يعني أن التوسل بها شرك ..؟!!
ثالثا : لكون القحط الوحيد الذي سجله التاريخ في زمن عمر بن الخطاب هو القحط الذي حصل في عام الرمادة لذا نحن ملزمون بجمع رواية توسل عمر بالعباس الصحيحة عندكم مع الرواية الصحيحة الأخرى التي تخص القحط في ذلك العام و هي :
( بإسناد صحيح عن مالك الدار قال:" أصاب الناس قحط في زمان عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه [و آله] وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام فقال: إيت عمر فأقرئه مني السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له : عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال :" يا رب ما ءالو إلا ما عجزت")..
و قد ذكرت في :
المصنف لأبن ابي شيبة - 31 - 12
الأرشاد للخليلي - 1 - 314
الاستيعاب لأبن عبد البر - 3- 1149
التاريخ الكبير للبخاري - 7 - 304
تاريخ ابن عساكر - 44- 345
دلائل النبوة للبيهقي - 2- 495
الفتح لأبن حجر - 7 - 47
البداية و النهاية لابن كثير - 7 - 105- سنة 18هـ
و الأخيران قد أكدا صحة إسناده ..
و هذا الرجل هو بلال بن الحارث المزني الذي جاء في رواية توسل عمر بالعباس ليخبره بالمنام ..
و من الواضح من الرواية هو ان هذا الرجل ( بلال المزني ) قد توسل بقبر الرسول صلى الله عليه و آله و سأل الرسول ان يدعي الله سبحانه و تعالى بسقي امته
حيث قال له ( استسق لأمتك ) .. و هذا التوسل غير جائز لدى الوهابية بل و يعتبرونه شركا ..!! فأين سيذهبون بهذه الرواية الصحيحة في كتبهم المعتبرة و الصريحة بالتوسل بالرسول صلى الله عليه و آله بعد وفاته ..؟!
الآن هل بقي أثر لدليلهم بعد ان ثبت ان السبب في توسل عمر بالعباس كان نتيجة لتوسل بلال بقبر الرسول صلى الله عليه و آله ..؟
------------------------------------
بقيت نقطة .. و هي ان بعض الوهابية اليوم من ذوي النفوس الخبيثة يستميتون في تضعيف سند الرواية الثانية فيحاولون جعل مالك الدار المعروف بل الثقة لديهم "مجهولا" ..!
و نمر على هذه الشبهة بعُجالة للرد عليها بالآتي :
لقد ترجم لمالك الدار الذي تحاولون جعله مجهولا عالمكم البخاري
التاريخ الكبير للبخاري - ج7 - ص 304
1295- مالك بْن عِياض، الدار.
أن عُمَر قَالَ فِي قَحط: يا رب لا آلو إلا ما عجزتُ عنه.
قَالَه عليٌّ، عَنْ مُحَمد بْن خازم، عَنْ أَبي صالح، عَنْ مالك الدّار.
ثم ان سكوت البخاري عليه دال على ان حديثه محتمل ايظا و ليس ضعيف كما يزعم الوهابية ..
لسان المحدثين لمحمد خلف سلامة - ج4 - ص 141
يستعمل الجمهور هذه العبارة في تضعيف الرواة والأحاديث والأحكام ونحو ذلك ، وكذلك اصطلاح الإمام البخاري فيها ؛ فقد قال الحافظ المزي في (تهذيب الكمال) (18/265) في آخر ترجمة عبد الكريم بن أبي المخارق : (قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي : بيّن مسلم جَرْحَهُ في صدْرِ كتابه ؛ وأما البخاري فلم يُنبّه من أمره على شيء ، فدل أنه عنده على الاحتمال ، لأنه قد قال في "التاريخ" : « كل من لم أبين فيه جُرْحَةً فهو على الاحتمال ، وإذا قلت : فيه نظر ، فلا يحتمل
و ايظا في لسان المحدثين نقلا عن البخاري - ج4- ص 156
ويظهر أن قول البخاري : «ومن لم أبين فيه جُرحةً فهو على الاحتمال» يدخل فيه الثقة ومتوسط الحفظ وكل راوٍ ضُعّف ولم يشتد ضعفه ، ويوضح الأمر أكثر ويفسر مقصوده أنه قد قال : «كل من لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أروي عنه» ، فغير المحتمل عنده من يترك هو الرواية عنه ، وكل من تميَّزَ صحيح حديثه من سقيمه فهو يروي عنه ، وهو المحتمل عنده فيما يظهر لي .
اضافة لهذا لقد ترجم له في
الأرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي - ج1- ص 313
الجرح و التعديل للرازي - ج8 - ص 213
و يكفي حجة عليهم أن ابن حبان ذكره في الثقات ..
الثقات لأبن حبان التميمي - ج 5- ص 384
====================================
الآن نرد على عدد من الشبهات التي يضعها منكرو الحق من الوهابية ..!
أن المنامات لا تقوم بها حجة في العقائد
ان من رأى رسول الله في المنام فقد رآه و هذا ما ثبت في صحاحكم ..!
صحيح مسلم - ح 4217
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي ، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي " .
صحيح مسلم - ح 4216
وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ وحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي ، وَقَالَ : إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ ، فَلَا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ " .
السنن الكبرى للنسائي - ح 7335
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثنا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي ، لا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي " .
سنن ابن ماجة - ح 3900
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ , أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ , فَقَدْ رَآنِي , إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي " .
-----------------
ثم إن بحثنا لا يعتمد على المنام بقدر اعتماده على توسل الرجل .. فأن كان التوسل بالرسول صلى الله عليه و آله شركا فلماذا لم ينكر المسلمون
على الرجل ذلك ..؟!
لماذا لم ينكره سيدكم عمر الذي تعدونه فاروقا بين الحق و الباطل ..؟!! فهل سكت خليفتكم على الباطل ..؟!!
وقول عمر رضي الله عنه: " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا .. وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " يدل على أنهم لا يستسقون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وإلا لماذا قال: "إنا كنا.." ؟
و هذا الرجل ليس أول مسلم توسل بقبر الرسول صلى الله عليه و آله بعد وفاته .. فقد توسل المسلمون به عند قبره و بتوجيه من عائشة ..
بسند عن أبي الجوزاء أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ( قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَحْطاً شَدِيداً ، فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ : انْظُرُوا قَبْرَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ . قَالَ : فَفَعَلُوا ، فَمُطِرْنَا مَطَراً حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ وَسَمِنَتِ الإِبِلُ ، حَتَّى تَفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ ، فَسُمِّىَ عَامَ الْفَتْقِ ) .
و قد ذكرت هذه الرواية في :
مرقاة المصابيح - ج 17 - ص 226
سبل الهدى للصالحي - ج 12 - 347
مسند الصحابة في الكتب التسعة - ر 568
مجمع الزوائد للهيثمي - ج7- ص392
مسند أحمد - ج 6- ص72
شفاء السقام للسبكي - ص 128
الإغاثة للسقاف - ص25
رفع المنارة - ص203
و أغلبهم صححها و قال محمود سعيد صاحب كتاب " رفع المنارة " بأن إسناده حسن ..
أما تضعيف إبن تيمية و الألباني - أئمة الوهابية - له فهو لا يعدل عندي ( عفطة عنز ) ..!
-----------------------------
ثم إن قول عمر: " و إنا نتوسل اليك بعم نبينا " هو توسل بالرسول صلى الله عليه و آله لأنه لو قصد العباس لقال " و إنا نتوسل اليك بالعباس "
بدل "عم نبينا " فلو تأملنا فيما قاله لوجدنا ان دعائه كان توسلا بالنبي صلى الله عليه و آله ..
إذا كان الرجل قد أخبر عمر رضي الله عنه أنه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره، فلماذا يستسقي عمر بالعباس رضي الله عنه بعد معرفته بذلك؟ أليس التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كافيا؟ و لو كان فعل ذلك الرجل صحيحا، فلماذا نزل المطر مباشرة بعد توسل عمر بدعاء العباس –رضي الله عنهما- ولم ينزل بعد التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- ؟ أيهما أعظم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم أم العباس رضي الله عنه؟
كانت نتيجة لتوسل ذلك الرجل .. لأنه هو صاحب المنام الذي دفعهم الى الذهاب للعباس و الرسول صلى الله عليه و آله قد زاره هو ..
و ألا إن كان فعله شركا كيف يزوره رسول الله الذي قال " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي " ..
و إن كان الرسول كما تقولون في برزخ لشأنه لا يسمع من ناداه او خاطبه ..؟!! كيف يعطي ذلك الرجل سؤله ..؟!
ثم ان لم يكن هناك اي اهمية لما فعله الرجل و ان سبب هطول الأمطار كان توسل عمر بالعباس .. لمَ لم يزر رسول الله عمرا بدل الرجل ..؟!
فإذا كان توسل الرجل عديم الأثر - كما تقولون - بل يعد شركا لماذا زار رسول الله الرجل و لم يزر عمر ..؟! اليس من المفروض أن يترك رسول الله المشرك
و يزور عمر لكي لا نأخذ بتوسل الرجل و نسدل الستارعليه .. و ليكون عمر بطل القصة ..!!! إن كل من يلقي نظره على ما تقدم يعلم بأن توسل الرجل كان السبب في إنتهاء القحط في عام الرمادة بدون أدنى شك ..
اما لماذا يتوسل عمر بالعباس ..؟ فلعل الله تعالى في ذلك اليوم أراد أن يتضرع المسلمون اليه جماعة كي ينهي القحط و البلاء الذي ابتلاهم به .. أو لأنه تعالى أراد
أن يدعو العباس بدعائه الذي دعاه في ذلك اليوم ..
إذا كان التوسل بالرسول في غيابه جائزا و ليس شركا لماذا لم يعلم الرسول الصحابة ذلك ؟
الم يعلم الضرير الذي شكى له علته على التوسل ..؟! الم يصح هذا الحديث عندكم ..؟!
بلى .. و لكنكم تغضون أبصاركم عن الحق ..
تاريخ ابن عساكر - من اسمه مظفر - ح 23299
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْخَضِرِ السُّلَمِيُّ ، أنا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُظَفَّرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيرُ قَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْقَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رِيذَةَ بِأَصْبَهَانَ ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، نا طَاهِرُ بْنُ عِيسَى ، نا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ شَبِيبٍ الْمَكِّيِّ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ ، قَالَ : شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَتَاهُ ضَرِيرٌ ، فَشَكَا إِلَيْهِ ذِهَابَ بَصَرِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَتَصْبِرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَيْسَ لِي قَائِدٌ ، وَقَدْ شُقَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ لَهُ : ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ ادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ " ، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ : فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَطَالَ الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطُّ ، قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ : كَذَا أَخْرَجَهُ عَلِيُّ بْنُ الْخَضِرِ ، وَحَذَفَ مِنْهُ ذِكْرَ الدَّعَوَاتِ الَّتِي هِيَ الْمَقْصُودُ وَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْحَدَّادِ ، فِي كِتَابِهِ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِيذَةَ ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ ، وَذَكَرَ الدَّعَوَاتِ فِيهِ وَفِيهِ قِصَّةٌ .
فما هي هذه الدعوات ..؟؟
جامع الترمذي- كتاب الأدب - 3532
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي ، قَالَ : " إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " ، قَالَ : فَادْعُهْ ، قَالَ : فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ ، مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ ، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ " . قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ الْخَطْمِيٍّ , وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ هُوَ أَخُو سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ .
سنن ابن ماجة - كتاب الصلاة - ح 1375
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سَيَّارٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُعَافِيَنِي ، فَقَالَ : " إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ " ، فَقَالَ : ادْعُهْ ، " فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ " ، قَالَ أَبُو إِسْحَاق : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
السنن الكبرى للنسائي - ابواب الملاعبة - ح 10041
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٌ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلا أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ أَعْمَى ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : " بَلْ أَدَعُكَ " ، قَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ،قَالَ : " تَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلِ :اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّي مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتِي ، أَوْ حَاجَتِي إِلَى فُلانٍ ، أَوْ حَاجَتِي فِي كَذَا وَكَذَا ، اللَّهُمَّ شَفِّعْ فِيَّ نَبِيِّي ، وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي " .
المستدرك على الصحيحين - كتاب الإمامة - ح 1862
أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ بِبَغْدَادَ ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، ثنا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ الْبَصْرِيُّ ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ يَرُدُّ اللَّهُ عَلَيَّ بَصَرِي ، فَقَالَ لَهُ : " قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي ، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ ، وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي " ، فَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فَقَامَ وَقَدْ أَبْصَرَ . تَابَعَهُ : شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ , زِيَادَاتٍ فِي الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ ، وَالْقَوْلُ فِيهِ قَوْلُ شَبِيبٍ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ .
تاريخ الأسلام للذهبي - فصل في تسبيح الحصى - ح 309
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ : وَرُوحُ بْنُ عُبَادَةَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ سَمِعَ عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي ، قَالَ : " فَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللَّهَ " ، قَالَ : فَادْعُهُ ، قَالَ : فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ الْوُضُوءَ ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ ، فَتَقْضِيهَا لِي ، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي " ، فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرِئَ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ .
دلائل النبوة للبيهقي - جُمّاع غزوة تبوك - ح 2424
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّيَالِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزَيْدٍ الصَّائِغُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ وَهُوَ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ ضَرِيرٌ فَشَكَا إِلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيْسَ لِي قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ ! إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فَيُجَلِّي لِي بَصَرِي اللَّهُمَّ شَفِّعْهُفِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي " ، قَالَ عُثْمَانُ : فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَلا طَالَ الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ الرَّجُلُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ " .
فأولا : الرسول صلى الله عليه و آله لم يحصر الدعاء - عند حضوره فقط - بل قال الضرير ( عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ يَرُدُّ اللَّهُ عَلَيَّ بَصَرِي ) .. و هذا الدعاء يسأل فيه الضرير الباري تعالى بالرسول صلى الله عليه و آله و يقول فيه " يا محمد " - المحرمة عند الوهابية - و يقول " اني توجهت بك الى ربي " ..
و هذا يخالف ادعاءات الوهابية الذين يعدون كل هذا شرك بالله..!!
بل حتى إن الرسول صلى الله عليه و آله لم يدعُ له كي يقولوا بأن التوسل بالحي - و بدعائه فقط - ..!!
ثانيا: إن حاول الوهابية الممطالة بعد هذه الأدلة الدامغة و قالوا إن دعاء الرجل كان بمحضر النبي و ليس بغيبته نقول إن هذا يخالف ما ورد في الحديث الذي يرويه عثمان فهو يقول : ( فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَلا طَالَ الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ الرَّجُلُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ ) ..
فأن الرجل توضأ في الميضأة كما علمه الرسول و دخول الرجل عليهم في المجلس دال على انه كان يدعو و يصلي خارجا .. فلما دخل المجلس كان قد شفي تماما ..
و هذا ينسف تماما ما يقوله الوهابية من دعاء الرجل بحضور الرسول صلى الله عليه و آله ..
و كان من نتائج تعليم الرسول للمسلمين أن عثمان بن حنيف قد توسل به بعد وفاته في عهد عثمان عندما أراد قضاء حاجة له .. و هذه الرواية الصحيحة في كتبهم المعتبرة ضاربة هي الأخرى لكل الإدعاءات الفارغة للوهابية ..
و قد ذكرت على سبيل المثال في ..
المعجم الكبير للطبراني - من اسمه عثمان - ح 8230
حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عِيسَى بْنِ قَيْرَسٍ الْمِصْرِيُّ الْمُقْرِئُ ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَكِّيِّ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلا ، " كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي حَاجَةٍ لَهُ ، فَكَانَ عُثْمَانُ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ وَلا يَنْظُرُ فِي حَاجَتِهِ ، فَلَقِيَ ابْنَ حُنَيْفٍ فَشَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ : ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فَتَقْضِي لِي حَاجَتِي وَتَذْكُرُ حَاجَتَكَ ، وَرُحْ حَتَّى أَرْوَحَ مَعَكَ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَصَنَعَ مَا ، قَالَ لَهُ ، ثُمَّ أَتَى بَابَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَجَاءَ الْبَوَّابُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الطِّنْفِسَةِ حُنَيْفًا ، فَقَالَ : حَاجَتُكَ ؟ فَذَكَرَ حَاجَتَهُ وَقَضَاهَا لَهُ ، ثُمَّ ، قَالَ لَهُ : مَا ذَكَرْتُ حَاجَتَكَ حَتَّى كَانَ السَّاعَةُ ، وَقَالَ : مَا كَانَتْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ فَأَذْكُرُهَا ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حَنِيفٍ ، فَقَالَ لَهُ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا كَانَ يَنْظُرُ فِي حَاجَتِي وَلا يَلْتَفِتُ إِلَيَّ حَتَّى كَلَّمْتَهُ فِيَّ ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ : وَاللَّهِ مَا كَلَّمْتُهُ ، وَلَكِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُ ضَرِيرٌ فَشَكَى إِلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَتَصَبَّرْ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيْسَ لِي قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ ادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ " ، قَالَ ابْنُ حُنَيْفٍ : فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَطَالَ بِنَا الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضُرٌّ قَطُّ , حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ ، ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَحْوَهُ .
كتاب العدة في الكرب و الشدة - ح 29
هكذا يعلمنا الرسول صلى الله عليه و آله كي نتوسل به الى الله دائما فهو حي عند الله و حي في قلوبنا ..
هكذا يعلمنا كي نقف بوجه مبغضيه الوهابية و ننسف مزاعمهم نسفا .. هكذا يعلمنا كي لا يكون لهم حجة علينا { فلله الحجة البالغة } ..
يقول الوهابي ايظا :
لماذا لم يذكر العلماء الرواية في باب اسموه (التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته) أو أي عنوان آخر يدل على أن هذه الرواية دليل على جواز هذا النوع من التوسل (التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته) ؟ بل ذكروا الرواية في فصل أو باب "صلاة الإستسقاء"
ولكنهم تجاهلوا ذلك الجزء كليا(توسل الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم) ولم يظهروا له أي اهمية . فإذا كانوا يعتقدون بأن تلك الرواية دليل على جواز ذلك النوع من التوسل لماذا لم ينبهوا على ذلك ولو تلميحا ؟!!
ولكنهم تجاهلوا ذلك الجزء كليا(توسل الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم) ولم يظهروا له أي اهمية . فإذا كانوا يعتقدون بأن تلك الرواية دليل على جواز ذلك النوع من التوسل لماذا لم ينبهوا على ذلك ولو تلميحا ؟!!
ثانيا :عليك أن تسأل علمائك لماذا أخفوا ذلك ..!! لماذا يخفون الحق الجلي و يغضون ابصارهم عنه ..؟! لماذا يريدون تضليلكم ..؟!! فهذه نقطة عليكم لا لكم ..!
ثالثا : ان عدم وضع علمائك باب خاص للتوسل برسول الله بعد وفاته لا يدل على ان التوسل شرك برب العالمين ..!!
الا أن توسل " السنة " - و ليس الوهابية - بالرسول و اهل بيته عليهم الصلاة و السلام و بأئمتهم قد ذكر مرارا في كتبهم و إن لم يضعوا فيه ابوابا ..
فمنه مثلا :
ما ذكر في كتاب العلل و معرفة الرجال لأحمد ابن حنبل ..
التفريغ النصي لمحل الشاهد :
( سألته عن الرجل يمس قبر النبي صلى الله عليه [ و آله ] وسلم و يتبرك بمسه و يقبله و يفعل بالقبر مثل ذلك او نحو هذا يريد بذلك التقرب الى الله جل و عز
فقال : لا بأس بذلك )
_________
و قد ذكر الخطيب البغدادي ما يثبت توسل احد علمائهم ( الحسن بن ابراهيم ) بإمامنا (باب الحوائج) موسى بن جعفر الكاظم عليه صلوات الله و سلامه
تاريخ بغداد لأبن النجار البغدادي - باب ماذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء و الزُهّاد
أما توسل علماء "السنة " بالأمام الرضا عليه صلوات ربي و سلامه فهو معروف و نكتفي بالآتي :
تهذيب التهذيب - ابن حجر العسقلاني - ج 3 - ص 195
عن الامام الحاكم قوله : (و سمعت ابا بكر محمد بن مؤمل بن الحسن بن عيسى يقول : خرجنا مع امام اهل الحديث ابي بكر بن خزيمة ، و عديلة ابي علي الثقفي -من كبار فقهاء الشافعية - مع جماعة من مشايخنا - و هم اذ ذاك متوافرون - الى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس ، قال فرأيت من تعظيمه - يعني ابن خزيمة لتلك البقعة و تواضعه لها ، و تضرعه عندها ، ما تحيرنا ).
الثقات لأبن حبان- ج 8 - ص 457- ترجمة الامام علي الرضا بن موسى الكاظم
( ... و ما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس ، فزرت قبر علي الرضا بن موسى صلوات الله على جده و عليه ، و دعوت الله ازالتها عني ، الا استجيب لي ،
وزالت عني تلك الشدة ، و هذا شيء جربته مرارا ، فوجدته كذلك ).
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اما علمائك فهم من المؤكد لا يذكرون التوسل بل و يبذلون جهدهم في تضعيف ما يقع في ايديهم من الروايات الدالة عليه .. و هم في كل هذا يحاولون ان يسلكوا طريق شيخ اسلامهم الأموي ابن تيمية .. فلا نستغرب ابدا مما يبدر منهم من تكفير المتوسلين حتى من ابناء " السنة "..
و نحن نعرف جميعا ان اول من حرم التوسل و اعتبره شرك و بدعة ..الخ هو شيخ النصب - للرسول و آله - ابن تيمية الذي جاء بأفكار منحرفة و مغايرة للأسلام المحمدي الاصيل ..
فأعتبر ان كل توسل بجاه الرسول و آله مهما كان نوعه من سؤال او تقبيل او مسح للقبر او ذكر اسمائهم صلوات الله عليهم بصيغة النداء شرك محاولا ابعاد الأمة عن ذلك الرجل الذي كان سببا في هدايتهم ليس لشيء الا لبغضه له و لآله الذين كانوا امتداد لسيرته المطهرة ..
و أذكر لكم ما ذكره السبكي في كتابة شفاء السقام ..
التفريغ النصي لمحل الشاهد :
( اعلم : أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى ، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ، ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار، وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار. )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
و لكن بقيت نقطة أود ذكرها - للأمانة - فأن عالمك " ابن عثيمين " قد أقر التوسل و لكن التوسل بـالـ" كاسيت " الخاص بمحاضراته فقط ..!!
و هذا ما نلاحظه من مكالمته مع شيخكم ايمن سامي و التي نشرت على موقع الأخير..
للأستماع للمكالمة عبر اليوتيوب ..
http://www.youtube.com/watch?v=oJ9CT1gzBuw
لأثبات صحة المكالمة السابقة هذا رابط للخبر ( بعد إذن الأدارة .. للتوثيق فقط )
http://raw7-ray7an.com/vb/showthread.php?t=2498
و هذا نص المكالمة :
الشيخ أيمن سامي : السلام عليكم
ابن عثيمين : و عليكم السلام
أيمن سامي : كيف حالك يا شيخ؟
ابن عثيمين : بخير
أيمن سامي : تقبل الله منا ومنكم
ابن عثيمين : آمين
أيمن سامي : شيخ أنا أعمل إمام وخطيب بالشارقة وحصل لي موقف قبل أمس .. حبيت أذكر لك فيه بشرى يا شيخ
ابن عثيمين : نعم
أيمن سامي : قبل أمس خرجت أنا وأهلي وبنتي .. إلى منطقة جبلية لنروح عن أنفسنا بعيد عن الناس
ابن عثيمين : نعم
أيمن سامي : وتوقفت السيارة علينا وما استطعنا أن نمشي ، وبعد ذلك .. يعني .. بحثنا عن أحد .. يعني .. يخرجنا من هذه المنطقة الجبلية واتصلنا على بعض الأخوة وما وجدنا .. يعني .. من يخرجنا
ثم بعد حوالي سبع ساعات في الشمس والصحراء توجهت إلى الله سبحانه وتعالى ودعوت الله أن يخرجنا منها ثم تذكرت أن في السيارة شريط لكم يا شيخ ، فقلت :اللهم إن هذه السيارة فيها شريط للشيخ الصالح محمد بن صالح العثيمين فأسألك يا الله أن تأمرها أن توصلنا إلى بلدتنا في الشارقة ففي نفس اللحظة جاء من أخرجنا من هذا المكان ، ورجعنا إلى الشارقة بفضل الله ونحن في السيارة
ابن عثيمين : الحمد لله
أيمن سامي : الحمد لله
ابن عثيمين : الحمد لله على النجاة
أيمن سامي : جزاك الله خيرا
ابن عثيمين : وبشرك الله بالخير
أيمن سامي : اللهم آمين وإياك
ابن عثيمين : نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين
أيمن سامي : اللهم آمين وإياك
أيمن سامي : إني أحبك في الله يا شيخ حبا جما يملأ ما بين السماء والأرض
ابن عثيمين : أحبك الله الذي أحببتنا فيه
أيمن سامي : اللهم آمين وإياك
ابن عثيمين : نسأل الله أن يجعلنا وإياك على سرر متقابلين في جنات النعيم
أيمن سامي : اللهم آمين
ابن عثيمين : آمين
~~~~~~~~~~~~~~
لاحظ معي كيف يتوسل الوهابي بشريط مسجل لأبن عثيمين بغيابه و يقر ابن عثيمين ذلك و يدعو للمتوسل بجنات النعيم ..!! بالرغم من انهم يحرمون التوسل بغير الحاضر ..!
لكن لو توسل احد برسول الله لقالوا : هذا شرك .. محمد ليس حاضر عندك ..! محمد لا يسمع كلامك ..!
{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بقيت لدي نقطة بسيطة أود طرحها ..حول قوله تعالى { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } المائدة: 35
اقول للوهابية ان كنتم تقولون ان الوسيلة هي :
1) العمل الصالح
فلماذا يدعو كافة المسلمين بل و تدعون انتم بهذا الدعاء - الذي أخرجه البخاري و غيره - كل يوم ..
( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة
آتِ محمدا الوسيلة والفضيلة
وابعثه المقام المحمود الذي وعدته
إنك لا تخلف الميعاد ) ..
فهل تدعون لأكرم المرسلين و سيد الخلائق أجمعين بالعمل الصالح ..؟!!! ثم هل تدعون له - اليوم - بالعمل الصالح ..؟!!!
فتأويلكم هذا ســـاقط لأنه تأويل لا يقبل به الا ذوي العقول المريضة ..
2) ان قلتم بأن الوسيلة تعني التوسل ..
فهو اما التوسل الذي تقولون به و هو بالحي الحاضر و بدعائه فهذا لا يصمد امام الدعاء المعتبر
لأنكم تطلبون الوسيلة للرسول صلى الله عليه و آله و هو متوفي اي غير حاضر - حسب مفهومكم - ..!!
فهكذا لا يبقَ امامكم الا ان توقنوا بأن الوسيلة هي التوسل بالأولياء حاضرين كانوا او غائبين احياءا او أمواتا ..
و بهذا ستنسفون مرة أخرى و بأيديكم كلامكم المذكور في الأعلى ..
و الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على خير خلقه محمد و آله الطاهرين
تعليق