بسم الله الرحمن الرحيم
قال آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله):
العجب من جرأة اهل الاهواء على الله سبحانه وعلى اوليائه (ع) بالدعاوي الكاذبة، واستغرب سرعة تصديق الناس لهم والانسياق ورائهم مع ما آمروا به من الوقوف عند الشبهات والتجنب عن الاسترسال في امور الدين، فإنّ سرعة الاسترسال عثرة لا تقال.ألاّ وان الإمام (عليه السلام) حين يظهر يكون ظهوره مقروناً بالحجة البالغة والمحجة الواضحة والأدلة الظاهرة، محفوفاً بعنايته سبحانه، مؤيداَ بنصره حتى لايخفى على مؤمن حجته، ولايضل طالب للحق عن سبيله، فمن استعجل في ذلك فلا يضلنّ إلا نفسه، فإن الله سبحانه لايعجل بعجلة عباده. كما ان المرجع في امور الدين في زمان غيبته (عليه السلام) هم العلماء المتقون ممّن اختبر أمرهم في العلم والعمل، وعلم بعدهم عن الهوى والضلال، كما جرت عليه هذه الطائفة منذ عصر الغيبة الصغرى الى عصرنا هذا. ولاشك في أن السبيل إلى طاعة الإمام (عليه السلام)، والقرب منه ونيل رضاه هو الالتزام بأحكام الشريعة المقدسة، والتحلي بالفضائل والابتعاد عن الرذائل والجري على وفق السيرة المعهودة من علماء الدين وأساطين المذهب وبقية اهل البصيرة التي مايزالون يسيرون عليها منذ زمن الأئمة (عليه السلام)، فمن سلك طريقاً شاذاً وسبيلاً مبتدعاً فقد خاض في الشبهة وسقط في الفتنة وضلّ عن القصد، وليعلم ان الروايات المذكورة في تفاصيل علائم الظهور هي كغيرها من الروايات المذكورة عنهم (عليهم السلام) لابد في البناء عليها من الرجوع الى اهل الخبرة والاختصاص لأجل تمحيصها، وفرز غثّها من سمينها ومحكمها من متشابهها، والترجيح بين متعارضاتها، ولا يصح البناء في تحديد مضامينها، وتشخيص مواردها على اساس الحدس والتظني، فإن الظنّ لايغني من الحق شيئاً (1).قال آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله):
1 - بيان صادر من مكتب اية الله العظمى السيد علي السيستاني، النجف الاشرف، 1428هـ.
تعليق