(علم الإلهام)
إذا كـــان العلــــم نور اللـه يقذفه في قلب من يشــــاء فما الذي يمنع عن قذف نــــور العلم في قلب أوليائــــه
هكذا كان من مصادر علم الأئمة عليهم السلام الإلهام ، والذي ترافقه سكينة تجعلهم يثقون بأنه من عند اللـه
كذلك روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكث في القلب ونقر في الأسماع قال : أما الغابر فما تقدم من علمنا ،وأما المزبور فما يأتينا
وأما النكث في القلوب فإلهام ، وأما النقر في الأسماع فإنه من الملك
وحكي عن أبي نعيم في كتابه الحلية أنه سأل رجل ابن عمر عن مسألة فلم يدر ما يجيبه ، فقال اذهب إلى ذلك الغلام فسله وأعلمني بما يجيبك ، وأشار إلى الباقر (ع)
فسأله فأجابه فأنجد ابن عمر فقال : إنهم أهل بيت مفهمون
والتعبير بكلمة مفهمون كان شائعاً في ذلك العصر ، وكان يعني أنهم مؤيدون من عند اللـه يلقي عليهم الرب علماً بالإلهام .
ولذلك ترى من العلماء من يقصدونه من كل أفق بحثاً عن علمه الإلهي حتى روي عن عبد اللـه بن عطاء أنه قال : ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه
----------------------------------------------
المصدر \ الإمــام الباقــر (عليه السلام) قدوة وأسوة
آية الله السيد محمد تقي المدرسي
تعليق