لفتت دراسة أميركية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي "الشقيقة" هم الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الانسدادية، ولاسيما النساء.
واستندت نتائج الدراسة، وقام بها باحثون من "جامعة جونز هوبكينز" الأميركية على مراجعة 21 دراسة مختلفة في هذا الصدد، شملت 622381 شخصاً من الجنسين، تراوحت أعمارهم بين سن 18 عاماً إلى 70 عاماً، في أوروبا وأميركا الشمالية.
ووجد الفريق العلمي أن الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة معرضون، وبواقع 2.3 مرة، أكثر لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإنسدادية، وازداد الخطر إلى مرتين ونصف بين من يصاحب ألم الشقيقة لديهم تشويش في الرؤية، علماً أن النساء اللواتي يعانين من هذا العارض هن الأكثر عرضة للإصابة بجلطة بـ2.9 مرة، حسب الدراسة التي ضمنت في الاجتماع السنوي "لجمعية أمراض القلب الأمريكية" بفلوريدا.
وتحدث الجلطة الدماغية الانسدادية، عندما تسد جلطة دموية أحد الشرايين التي تمد المخ مما يؤدي إلى نقص في الدم والأوكسجين اللازمين والضروريين له، فتدخل خلايا المخ مرحلة الصدمة في البداية ثم تبدأ في الموت، وقد يؤدي التأخير في تقديم العلاج اللازم إلى ضرر أكبر في المخ. ومن أعراضها، خدر مفاجئ أو ضعف، لاسيما في جانب واحد فقط من الجسم، ارتباك أو تشويش مفاجئ في التفكير، مشكلات في النطق أو فهم الكلام، متاعب في الرؤية، وصعوبة في المشي أو الحفاظ على التوازن.
وقال سامان نازاريان، كبير أخصائي أمراض القلب بجامعة "جونز هوبكنز" والذي قاد البحث، إن النتائج تدعم نظرية وجود رابط بين الشقيقة والجلطة الدماغية وتصحح بعض تصحيح بعض التناقضات في دراسات سابقة أثمرت نتائج متضاربة. هذا وقد أشارت دراسات وبحوث أجريت في هذا الشأن إلى أن ثلاث نساء يصبن بالشقيقة مقابل رجل واحد. وحول هذه النسب يقول الدكتور مارك شولسبيرغ، أخصائي أعصاب: "تبلغ نسبة النساء اللواتي يعانين من الشقيقة 18 %، بينما تصل النسبة عند الرجال إلى 6 %".
ويرى طبيب الأعصاب شولسبيرغ أن التفاوت بالنسب بين الجنسين يعود إلى اختلاف نوع الهرمونات وتوزيعها بين الرجال والنساء، حيث يضيف: "بالنسبة للنساء، هناك رابط قوي بين الشقيقة وهرمون الاستروجين، فهبوط مستوى الاستروجين، خصوصا مع نهاية فترة الطمث، ونهاية الحمل، يتسبب في زيادة آلام الشقيقة." ويعتقد خبراء أن ألم الشقيقة لدى النساء اللاتي يتعاطين حبوب منع الحمل تكون أكثر بكثير. رغم الانتشار الواسع للصداع، والذي تقدر نسبة ضحاياه بنحو 90 % من النساء و70 % من الرجال، إلا أن الأطباء ما زالوا لا يعرفون الكثير عن هذا المرض أو العارض المؤلم. وفي دراسة سابقة وجد باحثون أن ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض الضغط الجوي عاملان لهما تأثير في حدوث الصداع الشديد.
تعليق