من نبلاء الشيعة/18
المقداد بن الأسود الكندي
وهو المقداد بن عمرو، ويكنَّى أبا معبد، وهو مِن المسلمين الأوائل بمكة،
بل قيل :هو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الاسلام.
ولقِّب بأوَّل فارس في الإسلام، وأمَّا سبب تلقيبه بهذا اللقب فيفهم مِن رواية أمير المؤمنين( عليه السلام) أنه قال : (ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن عمرو).
فالمسلمون كانوايحاربون وهم مشاة أو يركب بعضهم الإبل، ماعدى المقداد فهو أول مَن عدا به فرسه في سبيل الله،
وشارك المقدادمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) جميع حروبه،
وكان من أصحاب عليّ ( عليه السلام)، فهو أحد الأركان الأربعة ( ابو ذر الغفاري وعمار وسلمان والمقداد ) ، وهؤلاء هم قادة التشيع الأوَّائل، وهم البذرة الأولى للتشيع، ولا ينكر أحد فضلهم ونبلهم.
ولقد إمتاز هذا الصحابي العظيم المقداد بن الأسود بصفات عظيمة فلازم أهل البيت (عليهم السلام)، ولم ينقلب عليهم، وقد وردت روايات عديدة تمدحه وتبين مكانته منها ما رواه الشيخ الطوسيّ بسنده عن أبي عبد الله ( عليه السلام)، قال قال، رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنَّ الله تعالى أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟
قال: عليّ بن أبي طالب ثم سكت،
ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة قالوا: ومن هم يا رسول الله؟
قال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام) والمقداد بن الأسود وأبو ذرالغفاري وسلمان الفارسي .
وروى أئمة أهل البيت( عليهم السلام)روايات عديدة في مدحه منها ما رواه الكشي بسنده عن أبي جعفر ( عليه السلام)،عن أبيه عن جده عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام)، قال:
ضاقت الأرض بسبعةبهم ترزقون وبهم تنصـرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعماروحذيفة ( رحمة الله عليهم ) وكان عليّ ( عليه السلام)يقول: وأنا إمامهم، وهم الذين صلُّوا على فاطمة ( عليها السلام).
وأخرج الشيخ الطوسى في أماليه باسناده عن لوط بن يحي قال: حدثني عبد الرحمن بن جندب قال: لما بويع عثمان سمعت المقداد بن الأسود الكندي يقول لعبد الرحمن بن عوف: والله يا عبد الرحمن ما رأيت مثل ما أتى إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم!.
فقال له عبدالرحمن وما أنت وذاك يا مقداد ؟
قال: والله إنى لأحبهم لحب رسول الله( صلى الله عليه وآله) إياهم ويعتريني وجد لا أبثه لشرف قريش على الناس بشرفهم واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله من أيديهم.
فقال له عبدالرحمن: ويحك والله لقد أجهدت نفسي لكم.
فقال له المقداد:والله لقد تركت رجلا مِن الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون، أما والله لو أنَّ لي على قريش أعوانًا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر وأحد.
فقال له عبدالرحمن: ثكلتك أمك يا مقداد لا يسمعن هذا الكلام منك الناس، أما والله إني لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة.
قال جندب:فاتيته بعد ما انصرف مِن مقامه، فقلت: يا مقداد أنا مِن أعوانك.
فقال: رحمك الله إنَّ الذى نريد لا يغنى فيه الرجلان والثلاث.
فخرجت من عنده وأتيت علي بن أبي طالب( عليه السلام)، فذكرت له ما قال وقلت، فدعى لنا بخير.
وظلت هذه الصفة المميزة ملازمة له طيلة حياته ، وهكذا قضى عمره مخلصاً في تشيعه، وفارساً في ميادين الجهاد حتى وافاه أجله على مقربة من المدينة ، فحمل إليهاودفن فيها سنة 33هجرية .
تعليق