كان الإمام الحسن (عليه السلام) يسير في بعض طرق يثرب، وقد لبس حلّةً فاخرة،
وركب بغلةً فارهة، وحفّت به خدمه وحاشيته،
فرآه أحد أغبياء اليهود، فبادر اليه وقال له:
يابن رسول الله عندي سؤال؟
فقال الحسن: ما هو؟
قال اليهوديّ: إنّ جدّك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول:
الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر،
فأنت المؤمن وأنا الكافر، وما الدنيا إلا جنة لك تتنعّم فيها وتستلذّ بها وأنت مؤمن وما اراها إلا سجناً قد أهلكني حرّها وأجهدني فقرها.
فقال الحسن: لو نظرت إلى ما أعدّ الله لي وللمؤمنين في الدار الآخرة،
ممّا لاعين رأت ولا أذن سمعت،
ولا خطر على قلب بشر، لعلمت: أني قبل انتقالي اليها وأنا في هذه الحالة سجين،
ولو نظرت إلى ما أعدّ الله لك ولكلّ كافرٍ في دار الآخرة، من سعير نار جهنّم،
ونكال العذاب الأليم المقيم،
لرأيت قبل مصيرك اليه أنّك في جنّةٍ واسعةٍ ونعمةٍ جامعة.
ثم تركه الإمام واليهوديّ يتميّز من الغيظ والحقد.
الفصول المهمة لابن الصباغ ص 161
تعليق