بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرجَ الأطفالُ إلى الساحةِ يلعبونَ كعادتهم كل مساءٍ بعد أن أدَّى كل واحدٍ منهم واجباته المدرسية. كانتْ ساحةُ الحيِّ واسعةً، وعلى جوانبها تقع الدورُ الصغيرةُ المبنيةُ من الطينِ أو المبنية من الحجارة والإسمنت والتي اتخذَ الأطفالُ منها مخابئَ لهم عند اللعب.
كان الأطفالُ يحبُّون اللعبَ في هذا الوقتِ الممتعِ من آخرِ النهارِ، نظراً لجمالَ الطبيعةِ، وبرودةِ النسائمِ التي تنعشُ النفوسَ، وتجعلُ الجوَّ لطيفاً.
عندما اجتمعَ الجميعُ ليلعبوا "الاستغماية" المحبَّبة في هذا المساءِ الجميلِ لم يجدوا "خالداً" بينهم، فقال أحدُهم متسائلاً :
ـ أينَ خالدُ، لقد تعوَّدْنا أَنْ نلعبَ معه كل يوم، إنه ماهرٌ في اللعب، يعرفُ كيف يديرُ اللعبةَ ويتصرَّفُ كما يتصرفُ القائدُ الممتازُ في معركةٍ حربيةٍ.
قالَ طفلٌ آخر: لنلعبِ الآن... وعندما يأتي سينضمُّ إلينا..
قالَ طفلٌ ثالثٌ: لننتظرْ قليلاً، إنه لن يتأخر!.
ولم تمضِ سوى لحظاتٍ حتى جاء خالدٌ، ففرحَ الأطفالُ وصفَّقوا له، ثم ابتدأ تنظيمُ اللعبةِ.
قالَ خالدٌ: أنتَ يا "سعيدُ" المعلِّمُ، وأنتما يا صالح وحسن اربطا منديلاً فوقَ عينيهِ...
أما أنتم فليذهبْ كل واحدٍ منكم إلى جهةٍ، وليختبئْ في زاويةٍ معيّنةٍ.
وبعدَ توزيعِ اللاعبينَ على الأمكنة. ذهب خالدٌ واختبأ في مكان لا يراهُ فيه سعيد.
في هذه اللحظاتِ اقتربَ أحدُ الأطفالِ من سعيدٍ، وقال له: هل تريد أن تعرفَ أين يختبئُ كل لاعب.
دُهِشَ سعيدٌ من كلام هذا الطفلِ الغريبِ وقال له:
ـ ابتعدْ عني، سأبحثُ عنهم وأجدُهم بنفسي.
قالَ الطفلُ وكان غريباً عن المجموعة:
ـ ولكني سأُرْشِدُكَ إليهم وسأوفِّرُ عليكَ عَنَاءَ الجهدِ والتعبِ.
قالَ سعيدٌ: حسناً، ليكنْ ذلك، تكلّمْ.
أرشدَ الولدُ سعيداً إلى مخابئ الأطفال، فعرفهم بسهولةٍ واحداً واحداً، وبعد أن انتهت اللعبةُ وقفَ الجميعُ ، وتحلَّقوا حولَ سعيدٍ، قالَ بعضُهم:
ـ إنكَ ماهرٌ يا سعيدُ في اللعبِ.
وقالَ واحدٌ من الأطفالِ: سوف نطلقَ عليك لقبَ "سيّد الألعابِ".
قالَ خالدٌ: ستكونُ المشرفَ على اللعبة بعدَ اليومِ، وستقومُ بتوزيعِ الأدوارِ على اللاعبين بدلاً منيَ.
سكتَ سعيدٌ، ولم يردَّ على أحدٍّ، فقالَ خالدٌ متسائلاً:
ـ مالكَ يا سعيدُ، كنَّا نتوقعُ أن تفرحَ وتكونَ سعيداً بعدما فُزتَ في لعبةِ هذا المساءِ، وأَصبحتَ بطلَ الأمسيّةِ وسيَّدَ اللعبةِ؟!..
في هذه الأثناءِ تقدَّمَ الولدُ الغريبُ وقال:
ـ أهنِئُكَ يا سعيدُ على الفوزِ، أنت بطل الساحةِ!...
ثم مدَّ يدهُ مصافحاً، لكنَّ سعيداً نظرَ إليه باشمئزازٍ، وقالَ يُخاطبُ أَصدقاءه:
ـ اسمعوا يا أصدقاء... إن لعبة اليوم كانت فاسدةً وملغاةً... انظروا إلى هذا الولدِ جيِّداً. إنه هو الذي أرشدني إلى أماكنكم التي كنتم تختبئون فيها. يجب أن تمنعوه من اللعب معنا فهو غشّاش.
نظرَ الأطفالُ إلى الولدِ نظرةَ احتقارٍ، وقالوا بصوتٍ واحدٍ:
هيَّا اخرجْ من ساحتناْ... اخرجْ أنتَ جاسوسٌ. جاسوس، ونحن لا نحب الجواسيس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرجَ الأطفالُ إلى الساحةِ يلعبونَ كعادتهم كل مساءٍ بعد أن أدَّى كل واحدٍ منهم واجباته المدرسية. كانتْ ساحةُ الحيِّ واسعةً، وعلى جوانبها تقع الدورُ الصغيرةُ المبنيةُ من الطينِ أو المبنية من الحجارة والإسمنت والتي اتخذَ الأطفالُ منها مخابئَ لهم عند اللعب.
كان الأطفالُ يحبُّون اللعبَ في هذا الوقتِ الممتعِ من آخرِ النهارِ، نظراً لجمالَ الطبيعةِ، وبرودةِ النسائمِ التي تنعشُ النفوسَ، وتجعلُ الجوَّ لطيفاً.
عندما اجتمعَ الجميعُ ليلعبوا "الاستغماية" المحبَّبة في هذا المساءِ الجميلِ لم يجدوا "خالداً" بينهم، فقال أحدُهم متسائلاً :
ـ أينَ خالدُ، لقد تعوَّدْنا أَنْ نلعبَ معه كل يوم، إنه ماهرٌ في اللعب، يعرفُ كيف يديرُ اللعبةَ ويتصرَّفُ كما يتصرفُ القائدُ الممتازُ في معركةٍ حربيةٍ.
قالَ طفلٌ آخر: لنلعبِ الآن... وعندما يأتي سينضمُّ إلينا..
قالَ طفلٌ ثالثٌ: لننتظرْ قليلاً، إنه لن يتأخر!.
ولم تمضِ سوى لحظاتٍ حتى جاء خالدٌ، ففرحَ الأطفالُ وصفَّقوا له، ثم ابتدأ تنظيمُ اللعبةِ.
قالَ خالدٌ: أنتَ يا "سعيدُ" المعلِّمُ، وأنتما يا صالح وحسن اربطا منديلاً فوقَ عينيهِ...
أما أنتم فليذهبْ كل واحدٍ منكم إلى جهةٍ، وليختبئْ في زاويةٍ معيّنةٍ.
وبعدَ توزيعِ اللاعبينَ على الأمكنة. ذهب خالدٌ واختبأ في مكان لا يراهُ فيه سعيد.
في هذه اللحظاتِ اقتربَ أحدُ الأطفالِ من سعيدٍ، وقال له: هل تريد أن تعرفَ أين يختبئُ كل لاعب.
دُهِشَ سعيدٌ من كلام هذا الطفلِ الغريبِ وقال له:
ـ ابتعدْ عني، سأبحثُ عنهم وأجدُهم بنفسي.
قالَ الطفلُ وكان غريباً عن المجموعة:
ـ ولكني سأُرْشِدُكَ إليهم وسأوفِّرُ عليكَ عَنَاءَ الجهدِ والتعبِ.
قالَ سعيدٌ: حسناً، ليكنْ ذلك، تكلّمْ.
أرشدَ الولدُ سعيداً إلى مخابئ الأطفال، فعرفهم بسهولةٍ واحداً واحداً، وبعد أن انتهت اللعبةُ وقفَ الجميعُ ، وتحلَّقوا حولَ سعيدٍ، قالَ بعضُهم:
ـ إنكَ ماهرٌ يا سعيدُ في اللعبِ.
وقالَ واحدٌ من الأطفالِ: سوف نطلقَ عليك لقبَ "سيّد الألعابِ".
قالَ خالدٌ: ستكونُ المشرفَ على اللعبة بعدَ اليومِ، وستقومُ بتوزيعِ الأدوارِ على اللاعبين بدلاً منيَ.
سكتَ سعيدٌ، ولم يردَّ على أحدٍّ، فقالَ خالدٌ متسائلاً:
ـ مالكَ يا سعيدُ، كنَّا نتوقعُ أن تفرحَ وتكونَ سعيداً بعدما فُزتَ في لعبةِ هذا المساءِ، وأَصبحتَ بطلَ الأمسيّةِ وسيَّدَ اللعبةِ؟!..
في هذه الأثناءِ تقدَّمَ الولدُ الغريبُ وقال:
ـ أهنِئُكَ يا سعيدُ على الفوزِ، أنت بطل الساحةِ!...
ثم مدَّ يدهُ مصافحاً، لكنَّ سعيداً نظرَ إليه باشمئزازٍ، وقالَ يُخاطبُ أَصدقاءه:
ـ اسمعوا يا أصدقاء... إن لعبة اليوم كانت فاسدةً وملغاةً... انظروا إلى هذا الولدِ جيِّداً. إنه هو الذي أرشدني إلى أماكنكم التي كنتم تختبئون فيها. يجب أن تمنعوه من اللعب معنا فهو غشّاش.
نظرَ الأطفالُ إلى الولدِ نظرةَ احتقارٍ، وقالوا بصوتٍ واحدٍ:
هيَّا اخرجْ من ساحتناْ... اخرجْ أنتَ جاسوسٌ. جاسوس، ونحن لا نحب الجواسيس.
تعليق