أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
عندما يكون الارهابي معلما / راضي المترفي / هؤلاء اصدقائي
عندما يكون الارهابي معلما / راضي المترفي / هؤلاء اصدقائي
عندما يكونالارهابي معلما
راضي المترفي
يومارتحل ابوها مغدورا برصاص الإرهاب ولم نعثر على جثته إلا بعد ايام طويلة من البحثفي مشرحة الطب العدلي. كانت صغيرة لاتعي شيئا فتحولت الى وديعة الراحل الوحيدةعندنا. وعندما وصلت سن الدراسة اكتشفت ان اسم ابيها المدون في بطاقة الاحوال المدنيةغير اسم الذي تناديه (بابا) فكثرت الاسئلة البريئة، وكيف مات ابوها، وكنا في كلمرة نذكر لها صفاته الحميدة، ونحببها فيه، ثم نذكر صفات الارهابيين القتلة حتى اصبحتكلمة (ارهابي) اكبر شتيمة في عرفها الطفولي البريء. واكملت سنتها الدراسية الاولىوالثانية بتفوق، وهاهي بالصف الثالث ذكية.. حلوة.. عذبة.. شاطرة.. جميلة تحبمدرستها، تنهض مبكرة كل يوم تكتب واجباتها وتجدل ضفائرها وتحمل حقيبتها، وتذهب معاترابها لمدرستها. وقبلايام المت بي وعكة اجبرتني على عدم مغادرة البيت، وفي ظهر احد ايامها تعالت طرقاتعنيفة على باب البيت ولولا مصاحبة بكاء واصوات طفولية لهذه الطرقات لتوقعت ان منيطرق الباب هم الرفاق او عناصر مديرية الامن في الزمن الغابر، واننا لازلنا في عهدالقائد (الضرورة)؟!! حملت جسدي المنهك نحو الباب وياليتني لم افتحه لقد وجدت طفلتيالتي ايتمها الارهاب والمسلحون ابكاها ودمر نفسيتها ارهاب اخر.. وكانت في حالةيرثى لها ينز من جبينها الدم، وكدمات وجروح تغطي وجهها الطفولي، ويتعالى نشيجها،وتتسارع دموعها وصدريتها التي احبتها من اجل المدرسة ممزقة تحيط بها زميلاتها، وهنيحاولن مواساتها وتصبيرها والذعر باد في عيونهن جميعا وصغيرتي لاتنطق غير كلمة(ارهاب) او بالاحرى هي الكلمة الوحيدة التي فهمتها من خلال نشيجها ونحيبها.ادخلتها وبعضا من زميلاتها الى غرفة الجلوس، وحاولت ان افهم منها شيئا ولكن بدونجدوى عدا جملة (معلمتنا ارهابية بعد ما اريد المدرسة) فاستعنت بزميلاتها لشرحالحال فقالت احداهن:انهانست ان تكتب واجب يوم امس، واكتشفت المعلمة ذلك وهي تصلح الدفاتر وسألتها عن السببفقالت: (ست نسيت) فما كان من المعلمة الا الامساك بمسطرة الحديد وانهالت عليهاضربا، وكانت تحاول حماية جسمها بيديها فجرحت احدى الضربات المتلاحقة يدها وشقتجبينها... ولم تتوقف المعلمة عند هذا الحد وشدتها من شعرها وضربتها بالجدار عدةمرات حتى انهارت وتهاوت على الارض، فأمرتنا بايصالها للبيت وذهبت هي الى الادارةلتشكوها للمديرة، ولم تضف صغيرتي شيئا فقط ارتني الجروح والكدمات وملابسها الممزقة،وسألتني وهي لازالت تئن: لماذا يجعلون الارهابيين معلمين لنا ألم يقتلوا ابي من قبل؟!الىهذا الحد... وفقدت قدرتي للاستماع وطلبت من محدثي التوقف عن سرد هذه القصة المؤلمةبعد ان طفرت من عيني اكثر من دمعة رغم محاولتي التجلد، وعدم التفاعل مع ما اسمع.وبعد ذهابه قلبت الامر على عدة وجوه، وفكرت في سري... كيف يعقل ان يقوم مربي اومربية بهذه الاعمال الشنيعة في زمن نتلمس به جراحنا من زمن تسلطي ديكتاتوري رحلعنا توا وساوي بين الجميع بظلمه وتعنته؟ واين ذهبت الانسانية والوازع الاخلاقي فيالتعامل مع الصغير والضعيف؟ وحتى لو شرع الضرب كأسلوب تعليم مبتكر الا توجد هيئاتتراقب عمل المعلمين بالمدارس؟ الا يعلم المختصون في مجال التعليم ان آلاف الطلابيتسربون من المدارس وخصوصا الابتدائية والمتوسطة سنويا بسبب غلظة المعلمين وقسوتهم؟واذا غاب عن المدارس الرقيب فما هو عمل الضمير بالنسبة للمعلم؟
تعليق