المنتخب من الادب ....
اعزائي , اخترت لكم من روائع الشعر العربي ,هذه القصيدة التي تعرف بأسم القصيدة الطنطرانية وقد قالها معين الدين أبو نصر أحمد بن عبد الرزاق الطنطراني المتوفى حوالي سنة 485 هـ 1092 م ، مادحا نظام الملك الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي وزير السلطانين السلجوقيين ألب أرسلان وملكشاه :
القصيـــــــدة .. الطنطرانيـــــــــة
يا خَلِيّ البالِ قد بَلبَلتَ بالبلبالِ بالْ
بالنّوَى زلزلتني والعقلُ في الزلزالِ زالْ
يا رشيقَ القدِّ قد قَوَّستَ قدِّي فاستَقِم
في الهوى وافرغ فقلبي شاغل الأشغالِ غالْ
يا أسيلَ الخدِّ خَدَّ الدّمعُ خدِّي في النَّوى
عَبرَتي ودقٌ وعيني منكَ ياذا الخالِ خالْ
كم تَسَقَّى زُمرةُ العُشاقِ غسَّاقَ الجَوى
كم تسوقُ الحتفَ لي ساقٌ عن الخلخالِ خالْ
إنّ قلبي في خمارٍ هاجَ من سُكرِ الهوى
فاسقِني من فيكَ خمرًا فيهِ كالسلسالِ سالْ
لُحتَ من وجهٍ جميلٍ جُملَةُ العُشَّاقِ شاقْ
جُد بِتَقبيلٍ إليهِ قلبُ ذي المُشتاقِ تاقْ
يا غزالاً قدُّهُ في المشي كالأرماحِ ماحْ
رِيقُهُ راحٌ وما في غيرِتلك الرَّاحِ راحْ
لَم يَزل يرتاضُ في جنَّاتِ عدنٍ مَن جَنَى
مِن جَنى بُستانِ خدٍ مِنكَ كالتُفاحِ فاحْ
قطُّ ما أفرَحتَني مُذ بالأسَى أبرَحتَني
سُرَّ صّبـّـًا مُذ غدا في الحزن ما في الرّاحِ راحْ
قد كتمتُ الحبَّ في قلبي زمانًا فاعتَدى
دُرُّ جارِي أدمُعي بالسِرِّ كالمِصباحِ باحْ
مَن يَلُمني في هوى حورِ الغَواني قد غوى
إنّض هذا الأمرَ لي من ربِّيَ الفتاحِ تاحْ
نَجني عما أُقاسِي إنَّ حتفي الآنَ آن
لِن لنا قلبا فقاسي القلبِ للخلانِ لانْ
في عِراصِ الوصلِ عاتي الهجرِ كالغدارِ دار
لا تَرَحَّل فالحَشا من كثرَةِ الأسفارِ فارْ
لم تَزَل تزوَرُّ كبرا منكَ عني جانِبا
لا تَجَبَّر فالفتى من قلبه الجبارِ بارْ
مُذ شددتُ الوسط مُغترًا بِزُنَّارِ الهوى
لم أزَل في النارِ والأولى بِذِي الزُنارِ نارْ
تاهَ قلبي إذ أتاهُ من تباريحِ الجوى
ما أفاقَ الطرفُ مُذ من طرفِكَ السَّحَّارِ حارْ
ذَر هوى الغِزلانِ واختر مدحَ صدرٍ ماجِدٍ
جائِدٍ قرمٍ سريٍّ عن شِعار العارِ عارْ
سيدٌ في كلِّ خطبٍ سادةَ الآفاقِ فاقْ
أيّدٌ في الدينِ بلواهُ إلى الفُسَّاقِ ساقْ
فخرُ دينِ الله مَن جدواهُ في الإنعامِ عامْ
وهو من جِنسِ المَعالي كثرَةُ الإكرامِ رامْ
نصرُ راياتِ الهُدى سبَّاقُ غاياتِ الندى
عادِلٌ هِندِيُّهُ العاتي على الغُشَّامِ شامْ
ضيغَمٌ من دأبِهِ إرغامُ ضِرغامِ الشَّرَى
باسِلٌ خمسٌ إلى ضربِ الطِّلَى والهامِ هامْ
مُؤتِمُ الأبناءِ في الهَيجاءِ عن آبائهم
مُشفِقٌ إشفاقُهُ المَوموقُ للأيتامِ تامْ
صامَ للمَعبودِ عن لذاتِهِ لكِنـَّهُ
ليسَ عن قتلِ الأعادي مِخذَمُ الصَّمصامِ صامْ
لو رآهُ صاحِبٌ عن صنعَةِ الكُتابِ تاب
لو عَرَاهُ رُستُمٌ في موضِعِ الإرهابِ هابْ
يا عليمًا عندَهُ العَلاَّمُ ذو الإرشادِ شادْ
زاهِدًا تقواهُ في دُنياهُ للزُّهادِ هادْ
يا نِظامَ المُلكِ يا فَخرَ الوَرى يامَن إذا
جاءَهُ المُستَنجِدُ المظلومُ بالإنجادِ جادْ
أصبَحت مَنصورَةً راياتُ دين المُصطفى
منه واستَردى جهادا مَن إلى الإلحادِ حادْ
شأنُهُ إصفادُ مَن والاهُ من آلائِهِ
واغتَدى شانيهِ في الأغلالِ والأصفادِ فادْ
يوعِدُ الأوطادَ بالإيعادِ حتى إنه
لو رأتهُ ما اعتدت من هول ذي الإيعادِ عادْ
منهُ في نادي الأعادي طارِقُ الآجالِ جالْ
مالَهم مّذ راعَهُم من شِدَّةِ الأوجالِ جالْ
مُقسِطٌ أضحى ومنه مَنهَلُ الإنصافِ صافْ
قاهِرٌ أمسى على الأعداءِ بالإحجافِ جافْ
سادَ والحُسَّادُ منه في انحِطاطٍ دائِمٍ
إنَّ علياهُ لهم كالزَعزَعِ النَّسَّافِ سافْ
لم يَزَل يُعطي لِعافٍ نارهُ أوطارَهُ
آثَرَ التَّقديمَ والتَّأخيرَ في الإسعافِ عافْ
سُحبُ أقطارِ السَّما لو لَم تَكِف ما ضرَّ إذ
للورى تَوْ كافُ كفِّهِ الوَكَّافِ كافْ
دُم على رغمِ العِدا وارتَح بعَودِ العَيدفي
دولةٍ غُرَّاءَ فيها أدوَمُ الألطافِ طافْ
اعزائي , اخترت لكم من روائع الشعر العربي ,هذه القصيدة التي تعرف بأسم القصيدة الطنطرانية وقد قالها معين الدين أبو نصر أحمد بن عبد الرزاق الطنطراني المتوفى حوالي سنة 485 هـ 1092 م ، مادحا نظام الملك الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي وزير السلطانين السلجوقيين ألب أرسلان وملكشاه :
القصيـــــــدة .. الطنطرانيـــــــــة
يا خَلِيّ البالِ قد بَلبَلتَ بالبلبالِ بالْ
بالنّوَى زلزلتني والعقلُ في الزلزالِ زالْ
يا رشيقَ القدِّ قد قَوَّستَ قدِّي فاستَقِم
في الهوى وافرغ فقلبي شاغل الأشغالِ غالْ
يا أسيلَ الخدِّ خَدَّ الدّمعُ خدِّي في النَّوى
عَبرَتي ودقٌ وعيني منكَ ياذا الخالِ خالْ
كم تَسَقَّى زُمرةُ العُشاقِ غسَّاقَ الجَوى
كم تسوقُ الحتفَ لي ساقٌ عن الخلخالِ خالْ
إنّ قلبي في خمارٍ هاجَ من سُكرِ الهوى
فاسقِني من فيكَ خمرًا فيهِ كالسلسالِ سالْ
لُحتَ من وجهٍ جميلٍ جُملَةُ العُشَّاقِ شاقْ
جُد بِتَقبيلٍ إليهِ قلبُ ذي المُشتاقِ تاقْ
يا غزالاً قدُّهُ في المشي كالأرماحِ ماحْ
رِيقُهُ راحٌ وما في غيرِتلك الرَّاحِ راحْ
لَم يَزل يرتاضُ في جنَّاتِ عدنٍ مَن جَنَى
مِن جَنى بُستانِ خدٍ مِنكَ كالتُفاحِ فاحْ
قطُّ ما أفرَحتَني مُذ بالأسَى أبرَحتَني
سُرَّ صّبـّـًا مُذ غدا في الحزن ما في الرّاحِ راحْ
قد كتمتُ الحبَّ في قلبي زمانًا فاعتَدى
دُرُّ جارِي أدمُعي بالسِرِّ كالمِصباحِ باحْ
مَن يَلُمني في هوى حورِ الغَواني قد غوى
إنّض هذا الأمرَ لي من ربِّيَ الفتاحِ تاحْ
نَجني عما أُقاسِي إنَّ حتفي الآنَ آن
لِن لنا قلبا فقاسي القلبِ للخلانِ لانْ
في عِراصِ الوصلِ عاتي الهجرِ كالغدارِ دار
لا تَرَحَّل فالحَشا من كثرَةِ الأسفارِ فارْ
لم تَزَل تزوَرُّ كبرا منكَ عني جانِبا
لا تَجَبَّر فالفتى من قلبه الجبارِ بارْ
مُذ شددتُ الوسط مُغترًا بِزُنَّارِ الهوى
لم أزَل في النارِ والأولى بِذِي الزُنارِ نارْ
تاهَ قلبي إذ أتاهُ من تباريحِ الجوى
ما أفاقَ الطرفُ مُذ من طرفِكَ السَّحَّارِ حارْ
ذَر هوى الغِزلانِ واختر مدحَ صدرٍ ماجِدٍ
جائِدٍ قرمٍ سريٍّ عن شِعار العارِ عارْ
سيدٌ في كلِّ خطبٍ سادةَ الآفاقِ فاقْ
أيّدٌ في الدينِ بلواهُ إلى الفُسَّاقِ ساقْ
فخرُ دينِ الله مَن جدواهُ في الإنعامِ عامْ
وهو من جِنسِ المَعالي كثرَةُ الإكرامِ رامْ
نصرُ راياتِ الهُدى سبَّاقُ غاياتِ الندى
عادِلٌ هِندِيُّهُ العاتي على الغُشَّامِ شامْ
ضيغَمٌ من دأبِهِ إرغامُ ضِرغامِ الشَّرَى
باسِلٌ خمسٌ إلى ضربِ الطِّلَى والهامِ هامْ
مُؤتِمُ الأبناءِ في الهَيجاءِ عن آبائهم
مُشفِقٌ إشفاقُهُ المَوموقُ للأيتامِ تامْ
صامَ للمَعبودِ عن لذاتِهِ لكِنـَّهُ
ليسَ عن قتلِ الأعادي مِخذَمُ الصَّمصامِ صامْ
لو رآهُ صاحِبٌ عن صنعَةِ الكُتابِ تاب
لو عَرَاهُ رُستُمٌ في موضِعِ الإرهابِ هابْ
يا عليمًا عندَهُ العَلاَّمُ ذو الإرشادِ شادْ
زاهِدًا تقواهُ في دُنياهُ للزُّهادِ هادْ
يا نِظامَ المُلكِ يا فَخرَ الوَرى يامَن إذا
جاءَهُ المُستَنجِدُ المظلومُ بالإنجادِ جادْ
أصبَحت مَنصورَةً راياتُ دين المُصطفى
منه واستَردى جهادا مَن إلى الإلحادِ حادْ
شأنُهُ إصفادُ مَن والاهُ من آلائِهِ
واغتَدى شانيهِ في الأغلالِ والأصفادِ فادْ
يوعِدُ الأوطادَ بالإيعادِ حتى إنه
لو رأتهُ ما اعتدت من هول ذي الإيعادِ عادْ
منهُ في نادي الأعادي طارِقُ الآجالِ جالْ
مالَهم مّذ راعَهُم من شِدَّةِ الأوجالِ جالْ
مُقسِطٌ أضحى ومنه مَنهَلُ الإنصافِ صافْ
قاهِرٌ أمسى على الأعداءِ بالإحجافِ جافْ
سادَ والحُسَّادُ منه في انحِطاطٍ دائِمٍ
إنَّ علياهُ لهم كالزَعزَعِ النَّسَّافِ سافْ
لم يَزَل يُعطي لِعافٍ نارهُ أوطارَهُ
آثَرَ التَّقديمَ والتَّأخيرَ في الإسعافِ عافْ
سُحبُ أقطارِ السَّما لو لَم تَكِف ما ضرَّ إذ
للورى تَوْ كافُ كفِّهِ الوَكَّافِ كافْ
دُم على رغمِ العِدا وارتَح بعَودِ العَيدفي
دولةٍ غُرَّاءَ فيها أدوَمُ الألطافِ طافْ
تعليق