إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قل اغير الله ابغي رباً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قل اغير الله ابغي رباً

    وهذا نهج آخر من التدليل يسلكه القرآن الكريم ليوحد الأرباب في رب ثم ليحصر الأديان في دين.
    وكلمة الربوبية في لغة العرب تدل على مزيج من معاني العظمة والرفعة، ففيها معنى السيادة وفيها معنى المالكية وفيها معنى الرعاية والتربية الحكيمة.
    والتربية حين يطلقونها يريدون منها تنشئة الكائن وتغذية جسمه وروحه وتنمية مداركه ومواهبه، وتعهده بالتهذيب والتقويم حتى ينمو ويستكمل، وحتى ينال غايته المرجوة من النمو والاستكمال. وإذن فكلمة الرب في الآية تدل على معنى التدبير الحكيم للمربوب بإيتائه النظام التام لكماله التام.وشيء آخر وضعته الآية الكريمة موضع التسليم، فلا ينبغي أن يثار حوله جدل، ولا ينبغي أن يسمو إليه ارتياب، فإن العقول أسمى خطراً من أن تمتري في حق أو تجادل في برهان. ذلك الشيء الذي لا ريب فيه أبداً هو أن الله رب كل شيء، فهل فيه مرية؟.إن هذه حقيقة الحقائق، ودلائلها ملء الكون وملء الأمكان وبعدد ما في هذا الملكوت من ذرة وما فيه من طاقة وما فيه من قانون.ما في هذا العالم الرحب إلا أثر، والأثر لن يحدث ابداً دون محدث ولن يستقيم دون مقيم، وما في هذا العالم إلا مقدر تستعلن فيه الحكمة، وتستبين فيه القدرة، ثم لا يزايله أثر التدبير والتقدير ما أطرد له البقاء، وما اقتضى له الإبداع.أفما ترشد هذه الخليقة إلى خالق ثم هذا التدبير إلى مدبر، وهذا الإتقان إلى حكمة، وهذه الدقة إلى علم؟؟.ثم ألا يدرك أي عاقل متبصر أن للكون وحدة شاملة كاملة في نظمه وفي حركاته وفي مجاريه وفي غاياته؟.وأخيراً – وقد أتاح العلم للإنسان أن يبصر اشد من بصره، وأن يحس أبعد من إحساسه – فقد وجد أن الوحده الكونية حتى في الذرة التي يتألف منها بناء الكون، وفي النظام الذي يحتويه تركيب الذرة، وفي الطاقة التي يتقوم بها ذلك النظام، والتجاذب الذي يتم به تأليف الكون وتستقيم حركاته وتترابط أجرامه، ثم في هذا التناسق المدهش بين أجزاء هذه المجموعة، الحي منها والجامد، المتحرك منها والساكن، التناسق الذي يكشف عن قانون واحد عام يدبر مجموعة القوانين.أفليست هذه الوحدة المتكاملة دليلاً على وحدة في قوة الإيجاد والتدبير.أوليس هذا الطابع الواحد الموجود في عامة الأشياء رمزاً إلى صانع واحد؟والآية الكريمة بعد هذه التوطئة وهذا التوضيح تقول: إذا كان الله هو المدبر لكل شيء في الكون المربي له في كل دور القيوم عليه في كل آن، وإذا كان تدبيره للموجودات كلها على وفق أنظمة دقيقة لا تخطئ، وعلى نهج حكمة صالحة لا تضل، إذا كان الأمر كذلك فلماذا يحاول الإنسان وحده أن يشذ فيبتغي له رباً آخر لم يعهد له الحكمة ومدبراً لا يأمن عليه الضلال؟أليست التربية في الدين فرعاً من مطلق التربية وإذا كانت كذلك أفلا تكون حقاً خالصاً لله رب كل شيء؟.أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء؟ هذا تساؤل يتوجه به القرآن إلى العقل المفكر ليوحي إليه أن كل ما سوى الله خاضع ومربوب فلا يصح أن يكون رباً ومدبراً. وإلى المنطق الحر ليعرفه أن انقياد المرء في الدين لا يسوغ لغير العلة التي يخضع لها في التكوين. وإلى الفطرة الواعية ليقول لها: أن الكون بجملته يجري على سنن واحد ولا يملك الإنسان أن يشذ عن قاعدة الكون: (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاَ وإليه يرجعون).
    الإسلام ينابيعه * مناهجه * غاياته محمد أمين زين
    الهي كفى بي عزاً
    ان اكون لك عبداً
    و كفى بي فخرا ً
    ان تكون لي رباً
    انت كما احب فاجعلني كما تحب



  • #2


    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


      الأخت القديرة نور العترة..
      بارك الله بكم وأحسن اليكم وجعل القرآن ربيع قلوبكم فتستنيرون بنوره وتتفيؤون بظله...


      تعليق


      • #4
        عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
        شكرا لكم مشرفنا المفيد على مروركم الكريم و جزاكم الله خير الجزاء و وفقنا الله و اياكم لهدي القران الكريم
        الهي كفى بي عزاً
        ان اكون لك عبداً
        و كفى بي فخرا ً
        ان تكون لي رباً
        انت كما احب فاجعلني كما تحب


        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X