زرارة بن اعين (قدس سره)
هو عبد ربه بن اعين بن سنسن بن اسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. و (زرارة) لقبه(1).
وقد ورد في حديث عن الامام الصادق عليه السلام قال فيه لزرارة: يا زرارة، ان اسمك في اسامي اهل الجنة بغير الف. قلت:نعم، جعلت فداك! اسمي:عبد ربه، ولكني لقبت بزرارة(2).
وكنيته (ابو الحسن)(3) ، والظاهر انه يكنى ايضا ابا علي(4).
وكان ابوه اعين عبدا روميا لرجل من شيبان، علمه القرآن ثم اعتقه(5). واعين على وزن احمر : هو الواسع العين(6).
وكان زرارة رجلا تاجرا. وقد ورد في وصفه وشمائله انه كان وسيما، جسيما، ابيض، وكان يخرج الى الجمعةوعلى راسه برنس اسود، وبينعينيه سجادة، وفي يده عصا، فيقوم له الناس سماطين ينظرون اليه لحسن هيئته،فربما رجع عن طريقه(7). كلمات الاعلام فيه قد يجد الباحث نفسه في غنى عن التعرض لكلمات الاعلام حول شخصية عظيمة كشخصية زرارة بن اعين، سيما مع ملاحظة ما صدر في شانه من تكريم وتبجيل من جهة الائمة عليهم السلام . الا انا سنورد من كلماتهم ما يكون قضاء لحق هذا الفقيه الفذ، متيمنين بذكرها:
قال جميل بن دراج وهو من كبار تلامذته، وكان وجها للطائفة : «واللّه، ما كنا حول زرارة بن اعين الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم!»(8).
وقال الشيخ الكشي في تسمية الفقهاء من اصحاب ابي جعفر وابي عبداللّه عليه السلام: «اجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من اصحاب ابي جعفر وابي عبداللّه عليه السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: افقه الاولين ستة: زرارة ومعروف بن خربوذ، وبريد، وابو بصير الاسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي. قالوا: وافقه الستةزرارة»(9).
وبجله الشيخ الاقدم الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، فذكر: «انه افقه بني اعين»(10).
واطراه النجاشي بقوله: «شيخ اصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارئا، فقيها، متكلما، شاعرا، اديبا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقا فيما يرويه»(11).
وعده الشيخ الطوسي في رجال الكاظم عليه السلام، فقال: «زرارة بن اعين الشيباني ثقة، روى عن ابي جعفر وابي عبد اللّه عليه السلام»(12).
ووصفه ابن النديم بانه اكبر رجال الشيعة فقها وحديثا ومعرفة بالكلام والتشيع(13).
وقال ابن داود: «كان اصدق اهل زمانه، وافضلهم»(14). ووصفه الجاحظ بالرئاسة، فقال: «انه رئيس الشيعة»(15).
وقال الزركلي: «كان متكلما، شاعرا، له علم بالادب، وهو من اهل الكوفة»(16).
وقال صاحب الطرائف: «حاله اوضح من ان يسطر ويرقم في طي السطور. وهو (رضي الله عنه) من اصحاب الاجماع من الستة الاولى، وهم الامجاد، وكانوا افضل من الاخرين، وهو افضل وافقه الستة، فيكون افضل من الكل. شيخ من اصحابنا، مقدم في زمانه، قارئ، متكلم، فقيه، اديب، شاعر، محلى بالدين والفضل والذكاء. وقد ورد فيه روايات كثيرة تدل على علو شانه وسمو درجته»(17).
ووصفه السيد الخوئي (قدس سره) بانه من الاعاظم الاجلاء، ومن اكابر الفقهاء، وعدول الرواة(18).
اسرته:
ينتمي فقيهنا المترجم الى بيت رفيع في العلم والوجاهة والدين. فال اعين «اكبر بيت في الكوفة، من شيعة اهل البيت:، واعظمهم شانا، واكثرهم رجالا واعيانا، واطولهم مدة وزمانا.
ادرك اوائلهم السجاد والباقر والصادق:،وبقي اواخرهم الى اوائل الغيبة الكبرى. وكان فيهم العلماء والفقهاء والقراء والادباء ورواة الحديث»(19).
وقد افرد شيخ علماء عصره وبقية آل اعين ابو غالب الزراري(ت / 368هـ) رسالة فصل فيها الحديث عن احوال هذه الاسرة وفضائلها ورجالاتها، فقال في مستهلها: «انا اهل بيت اكرمنا اللّه عزوجل بمنه علينا بدينه،واختصنا بصحبة اوليائه وحججه على خلقه من اول ما نشانا الى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة. فلقي عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، وكان حمران من اكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لايشك فيهم، وكان احد حملة القرآن... وآل اعين اكثر اهل بيت في الشيعة، واكثرهم حديثا وفقها، وذلك موجود فيكتب الحديث، ومعروف عند رواته»(20).
وقد رزق والد هذه الاسرة (اعين) ذرية طيبة امتدت اجيالا عديدة تتوارث الفضل والمعالي، فبقوا كما يذكر الزراري اربعين سنة اربعين رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد فيهم غلام(21). ويصف دورهم وموطنهم في الكوفة فيقول: وقد كانت دورهم في الكوفة في خطة بني اسعد بن همام، ولهم مسجد الخطة يصلون فيه، وقد دخله الامام ابو عبداللّه الصادق عليه السلام، وصلى فيه(22).
واصل آل اعين غساسنة، الا ان جدهم (سنسن) والد اعين دخل بلاد الروم في اول الاسلام، فولد له اعين في تلك البلاد، ثم انتقل الى الكوفة، فتبناه رجل من بني شيبان ورباه، فاحسن تاديبه، وحفظ القرآن، وعرف الادب، وخرج اديبا بارع(23). ولكن ورد في تكملة رسالة ابي غالب: «ان اعين كان رجلا من الفرس، فقصد امير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يده ويتوالى اليه (بعقد الموالاة)، فاعترضه في طريقه قوم من بني شيبان، فلم يدعوه حتى توالى اليهم»(24).
الهوامش:
هو عبد ربه بن اعين بن سنسن بن اسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. و (زرارة) لقبه(1).
وقد ورد في حديث عن الامام الصادق عليه السلام قال فيه لزرارة: يا زرارة، ان اسمك في اسامي اهل الجنة بغير الف. قلت:نعم، جعلت فداك! اسمي:عبد ربه، ولكني لقبت بزرارة(2).
وكنيته (ابو الحسن)(3) ، والظاهر انه يكنى ايضا ابا علي(4).
وكان ابوه اعين عبدا روميا لرجل من شيبان، علمه القرآن ثم اعتقه(5). واعين على وزن احمر : هو الواسع العين(6).
وكان زرارة رجلا تاجرا. وقد ورد في وصفه وشمائله انه كان وسيما، جسيما، ابيض، وكان يخرج الى الجمعةوعلى راسه برنس اسود، وبينعينيه سجادة، وفي يده عصا، فيقوم له الناس سماطين ينظرون اليه لحسن هيئته،فربما رجع عن طريقه(7). كلمات الاعلام فيه قد يجد الباحث نفسه في غنى عن التعرض لكلمات الاعلام حول شخصية عظيمة كشخصية زرارة بن اعين، سيما مع ملاحظة ما صدر في شانه من تكريم وتبجيل من جهة الائمة عليهم السلام . الا انا سنورد من كلماتهم ما يكون قضاء لحق هذا الفقيه الفذ، متيمنين بذكرها:
قال جميل بن دراج وهو من كبار تلامذته، وكان وجها للطائفة : «واللّه، ما كنا حول زرارة بن اعين الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم!»(8).
وقال الشيخ الكشي في تسمية الفقهاء من اصحاب ابي جعفر وابي عبداللّه عليه السلام: «اجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من اصحاب ابي جعفر وابي عبداللّه عليه السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: افقه الاولين ستة: زرارة ومعروف بن خربوذ، وبريد، وابو بصير الاسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي. قالوا: وافقه الستةزرارة»(9).
وبجله الشيخ الاقدم الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، فذكر: «انه افقه بني اعين»(10).
واطراه النجاشي بقوله: «شيخ اصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارئا، فقيها، متكلما، شاعرا، اديبا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقا فيما يرويه»(11).
وعده الشيخ الطوسي في رجال الكاظم عليه السلام، فقال: «زرارة بن اعين الشيباني ثقة، روى عن ابي جعفر وابي عبد اللّه عليه السلام»(12).
ووصفه ابن النديم بانه اكبر رجال الشيعة فقها وحديثا ومعرفة بالكلام والتشيع(13).
وقال ابن داود: «كان اصدق اهل زمانه، وافضلهم»(14). ووصفه الجاحظ بالرئاسة، فقال: «انه رئيس الشيعة»(15).
وقال الزركلي: «كان متكلما، شاعرا، له علم بالادب، وهو من اهل الكوفة»(16).
وقال صاحب الطرائف: «حاله اوضح من ان يسطر ويرقم في طي السطور. وهو (رضي الله عنه) من اصحاب الاجماع من الستة الاولى، وهم الامجاد، وكانوا افضل من الاخرين، وهو افضل وافقه الستة، فيكون افضل من الكل. شيخ من اصحابنا، مقدم في زمانه، قارئ، متكلم، فقيه، اديب، شاعر، محلى بالدين والفضل والذكاء. وقد ورد فيه روايات كثيرة تدل على علو شانه وسمو درجته»(17).
ووصفه السيد الخوئي (قدس سره) بانه من الاعاظم الاجلاء، ومن اكابر الفقهاء، وعدول الرواة(18).
اسرته:
ينتمي فقيهنا المترجم الى بيت رفيع في العلم والوجاهة والدين. فال اعين «اكبر بيت في الكوفة، من شيعة اهل البيت:، واعظمهم شانا، واكثرهم رجالا واعيانا، واطولهم مدة وزمانا.
ادرك اوائلهم السجاد والباقر والصادق:،وبقي اواخرهم الى اوائل الغيبة الكبرى. وكان فيهم العلماء والفقهاء والقراء والادباء ورواة الحديث»(19).
وقد افرد شيخ علماء عصره وبقية آل اعين ابو غالب الزراري(ت / 368هـ) رسالة فصل فيها الحديث عن احوال هذه الاسرة وفضائلها ورجالاتها، فقال في مستهلها: «انا اهل بيت اكرمنا اللّه عزوجل بمنه علينا بدينه،واختصنا بصحبة اوليائه وحججه على خلقه من اول ما نشانا الى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة. فلقي عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، وكان حمران من اكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لايشك فيهم، وكان احد حملة القرآن... وآل اعين اكثر اهل بيت في الشيعة، واكثرهم حديثا وفقها، وذلك موجود فيكتب الحديث، ومعروف عند رواته»(20).
وقد رزق والد هذه الاسرة (اعين) ذرية طيبة امتدت اجيالا عديدة تتوارث الفضل والمعالي، فبقوا كما يذكر الزراري اربعين سنة اربعين رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد فيهم غلام(21). ويصف دورهم وموطنهم في الكوفة فيقول: وقد كانت دورهم في الكوفة في خطة بني اسعد بن همام، ولهم مسجد الخطة يصلون فيه، وقد دخله الامام ابو عبداللّه الصادق عليه السلام، وصلى فيه(22).
واصل آل اعين غساسنة، الا ان جدهم (سنسن) والد اعين دخل بلاد الروم في اول الاسلام، فولد له اعين في تلك البلاد، ثم انتقل الى الكوفة، فتبناه رجل من بني شيبان ورباه، فاحسن تاديبه، وحفظ القرآن، وعرف الادب، وخرج اديبا بارع(23). ولكن ورد في تكملة رسالة ابي غالب: «ان اعين كان رجلا من الفرس، فقصد امير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يده ويتوالى اليه (بعقد الموالاة)، فاعترضه في طريقه قوم من بني شيبان، فلم يدعوه حتى توالى اليهم»(24).
الهوامش:
(1) رجال النجاشي 1: 397 ط دار الاضواء.
(2) اختيار معرفة الرجال 1: 345.
(3) رجال النجاشي 1: 397. الفهرست للطوسي): 74، منشورات الشريف الرضي.
(4) رسالة ابي غالب الزراري: 133.
(5) انظر: المصدر السابق: 128.
(6) اعيان الشيعة 7: 46.
(7) رسالة ابي غالب الزراري: 136.
(8) اختيار معرفة الرجال 1: 346.
(9) المصدر السابق 2: 507.
(10) تكملة رسالة ابي غالب للغضائري): 188.
(11) رجال النجاشي 1: 397.
(12) رجال الطوسي: 350.
(13) الفهرست لابن النديم: 276.
(14) رجال ابن داود: 96.
(15) كتاب الحيوان 7: 122.
(16) الاعلام 3: 43.
(17) طرائف المقال 2: 577.
(18) انظر: التنقيح 4: 286.
(19) الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم) 1: 222.
(20) رسالة ابي غالب الزراري: 113 114.
(21) انظر: المصدر السابق: 127.
(22) انظر: المصدر السابق.
(23) انظر: المصدر السابق: 128 129.
(24) تكملة رسالة ابي غالب للغضائري): 191 192.
(2) اختيار معرفة الرجال 1: 345.
(3) رجال النجاشي 1: 397. الفهرست للطوسي): 74، منشورات الشريف الرضي.
(4) رسالة ابي غالب الزراري: 133.
(5) انظر: المصدر السابق: 128.
(6) اعيان الشيعة 7: 46.
(7) رسالة ابي غالب الزراري: 136.
(8) اختيار معرفة الرجال 1: 346.
(9) المصدر السابق 2: 507.
(10) تكملة رسالة ابي غالب للغضائري): 188.
(11) رجال النجاشي 1: 397.
(12) رجال الطوسي: 350.
(13) الفهرست لابن النديم: 276.
(14) رجال ابن داود: 96.
(15) كتاب الحيوان 7: 122.
(16) الاعلام 3: 43.
(17) طرائف المقال 2: 577.
(18) انظر: التنقيح 4: 286.
(19) الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم) 1: 222.
(20) رسالة ابي غالب الزراري: 113 114.
(21) انظر: المصدر السابق: 127.
(22) انظر: المصدر السابق.
(23) انظر: المصدر السابق: 128 129.
(24) تكملة رسالة ابي غالب للغضائري): 191 192.